ترامب و انهيار البيت‌ الأبيض

ترامب و انهيار البيت‌ الأبيض
السبت ٠٨ سبتمبر ٢٠١٨ - ٠٣:٢٧ بتوقيت غرينتش

يقف البيت الابيض الذي تهزه الفضائح و الازمات المتتالية على شفير الهاوية. حيث يبدو خروج الرئيس الامريكي دونالد ترامب من الأزمة والمتاهة التي تورط فيها، شبه مستحيل.

العالم- الأميرکيتان             

وقد تعددت أزمات ترامب منذ اعتلائه سدة الحكم، من الفضائح الجنسية وصولا إلى احتمال مساءلته و  ما يحيل إلى أن سحب الثقة منه أمر وارد للغاية. 

ونشرت صحيفة نيويورك تايمز مقالا من دون توقيع وروى عضو بإدارة ترامب في المقال الذي حمل عنوان "أنا جزء من المقاومة داخل إدارة ترامب" كيف يجهد مع آخرين للتصدي من الداخل لأسوأ شطحات رئيس ذي نزعة قيادية "تافهة" و"متهورة" و"غير فعالة".

وقال الكاتب المجهول في مقاله إن مسؤولين كبارا في إدارة ترامب، عبروا عن انزعاجهم الشديد من سلوك الرئيس “غير المنضبط” و”غير الأخلاقي” وإنهم يعملون بجد لإحباط ما يفعله الرئيس.

* فضيحة "الرسالة المسروقة"

من جهة اخري نشرت شبكة "سي أن أن" الأميركية رسالة قالت إنها سرقت من مكتب الرئيس الامريكي دونالد ترامب من قِبل واحد من كبار مساعديه رأى في توقيعها خطرا على الأمن القومي.

وتعد "الرسالة المسروقة" واحدة من الوثائق التي ضمها كتاب بوب وودورد بعنوان "الخوف.. ترامب في البيت الأبيض" الذي سيطرح في المكتبات في 11 سبتمبر/أيلول.

وكان الكاتب الأميركي روبرت وودورد كشف في كتابه "ذعر: ترامب في البيت الأبيض" أنّ الرئيس دونالد ترامب أمر باغتيال الرئيس السوري بشار الأسد في نيسان/ إبريل عام 2017 إثر الهجوم الكيميائي المزعوم.

مؤلف الكتاب الذي استقى معلوماته من مصادر أولية وشهادات حيّة ومحاضر جلسات داخلية ومذكرات شخصية ووثائق حكومية، أشار إلى أنّ وزير الدفاع جيمس ماتيس ردّ على الرئيس الأميركي بأنه "سيبت في الأمر على وجه السرعة" لكنه بعد إنهاء المكالمة الهاتفية مع ترامب، أبلغ أحد كبار مساعديه "بأننا لن نقدم على خطوة بهذا الاتجاه؛ بل سنتبع نهجاً مدروساً".

* ترمب والخوف

من جانبه انتقد الرئيس دونالد ترامب بشدة الجمعة كتاب وودورد الذي يصف فيه ما يجري في البيت الأبيض، وقال إنه "مليء بالخداع ويشتمل على اقتباسات مفبركة".

وكتب ترامب على تويتر "كتاب وودورد مليء بالخداع، فأنا لا أتحدث بالطريقة التي نقلها، ولو كنت أتحدث كذلك لما انتخبت رئيسا، هذه الاقتباسات مفبركة، والكتاب يستخدم كل الحيل للاستخفاف والحط من قدر الآخرين". وقال "أتمنى لو يستطيع الناس رؤية الحقائق وأن بلادهم تسير على نحو رائع".

واستند الكتاب إلى مقابلات مدتها مئات الساعات، ويصف تحالفا من المسؤولين الكبار الذين يفكرون بنفس العقلية ويخططون لمنع الرئيس من تدمير نظام التجارة العالمي وتقويض الأمن القومي وإشعال حروب.

ورغم أن كتاب وودورد ليس الأول في انتقاد رئاسة ترامب، فإن لشهادة هذا الكاتب صدى مختلفا لدوره الرئيسي في كشف فضيحة "ووترغيت" التي دفعت الرئيس ريتشارد نيكسون إلى الاستقالة عام 1974.

وإن كان الكاتب لم يكشف عن مصادره، فإنه يقول إنه تحدث مع العديد من الأشخاص الذين عملوا ويعملون لحساب ترامب، ولم يقتصر بحثه على شخصية الرئيس، بل كذلك على نقاشات السياسة الكبيرة المتعلقة بكوريا الشمالية وأفغانستان

أوباما يفتح النار على ترامب

و اخيرا الرئيس الاميركي السابق باراك أوباما فتح النار على ترامب و ندد بصمت الجمهوريين إزاء تصرفات الرئيس الحالي دونالد ترامب في خطاب حماسي أراد منه تعبئة الديموقراطيين للفوز في الانتخابات التشريعية المقررة بعد أقل من شهرين. وتساءل أوباما في كلمة ألقاها في ولاية ايلينوي "ماذا حدث للحزب الجمهوري؟"، منتقدا المسؤولين الجمهوريين الذين يكتفون ب"تصريحات معترضة غامضة، عندما يتخذ الرئيس مواقف فضائحية".

* إذا تم عزلي فالذنب ذنبكم!

وشدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لمؤيديه على أنه يتوقف عليهم ما إذا كان الديمقراطيون سينجحون في عزله بعد الانتخابات النصفية المقرر إجراؤها بالبلاد في شهر نوفمبر المقبل.

وأشار ترامب أمام حشد من مؤيديه في مدينة بيلينغس بولاية مونتانا أمس إلى أنهم سيكونوا مسؤولين عن عزله المحتمل، قائلا: "عدم مشاركتكم في التصويت (في انتخابات الكونغرس النصفية) هو السبيل الوحيد إلى ذلك (عزله)".

وأكد الرئيس الأمريكي على الأهمية القصوى للانتخابات النصفية المقبلة، موضحا أن الحديث لا يدور عن التصويت للمسؤولين فقط بل عن تحديد الحزب الذي سوف يحصل على الأكثرية في الكونغرس.

واتهم ترامب الديمقراطيين بالسعي إلى عزله، على الرغم من "إنجازاته الرائعة"، مؤكدا أنه "لم يرتكب أي خطأ".

ويستعد الناخبون الأمريكيون للإدلاء بأصواتهم في الثاني من نوفمبر لتجديد جزء من أعضاء الكونجرس الأمريكي وحكام الولايات. وتأتي تلك الانتخابات في ظل مطالبات بعزل ترامب خلال الأيام القادمة، وهو ما قد يتحقق في حال فوز الديمقراطيين بالأغلبية.

ويتحدث العديد من المرشحين للكونغرس عن الحزب الديمقراطي عن سعيهم إلى عزل رئيس البلاد الذي وجد نفسه في وضع صعب، وخاصة في ظل اعتراف محاميه السابق مايكل كوهين أمام القضاء بأن ترامب فوضه في عام 2016 بدفع مبالغ مالية من ميزانية حملته الانتخابية إلى امرأتين مقابل التزامهما الصمت حول علاقاتهما الجنسية معه.