معركة ادلب المرتقبة.. وتجهيز الارهابيين لسيناريو الكيميائي

معركة ادلب المرتقبة.. وتجهيز الارهابيين لسيناريو الكيميائي
الأحد ٠٩ سبتمبر ٢٠١٨ - ٠٩:٠١ بتوقيت غرينتش

التحضيرات والاستعدادات العسكرية من قبل الجيش السوري وحلفائه لتطهير محافظة إدلب آخر معاقل الجماعات الارهابية في سوريا من الارهاب تجري على قدم وساق، مقابل التهديد الامريكي والدعم الغربي اللامحدود لجبهة النصرة في محاولة علنية وحثيثة لمنع الهجوم على إدلب حفاظا على هذه المجموعات الارهابية.

العالم - تقارير

فامريكا مستمرة بتوجيه تهديداتها بشن ضربات صاروخية إلى سوريا، تحت ذريعة أن الجيش السوري سيستخدم السلاح الكيميائي ضد الجماعات الإرهابية لا محال، إذا ما بدأ بعملية عسكرية لتحرير إدلب، وقد حشدت امريكا قواتها البحرية في البحر المتوسط ملوحة بصواريخ التوماهوك المحمولة على سفنها الحربية.
 
والجيش السوري أكمل تحضيراته واستعداداته لتحرير مدينة إدلب وريفها من سيطرة التنظيمات الإرهابية وعلى رأسها "جبهة النصرة" الإرهابية التي أعلن قادتها أنهم لن يتفاوضوا مع الطرف الروسي والسوري لتسليم المدينة والريف، كما حصل في جنوب سوريا والغوطة الشرقية وريف حمص سابقا.

وبدأت الحرب الإعلامية الغربية ضد الجيش السوري والتهديد بأن الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا ستقوم بالرد في حال استخدم الجيش السوري أسلحة كيميائية، رغم أن العالم يعرف أن سوريا تخلصت من كل الأسلحة الكيميائية منذ عام 2013 وبإشراف دولي.

الى ذلك وبحسب الميادين، أفاد مصدر بهروب قيادي من جبهة النصرة من جسر الشغور الى تركيا يشرف على تعديل صواريخ تحمل موادّ كيميائية. وبحسب المصدر فإن القيادي هرب بعد تعطيله منظومة إطلاق صواريخ سامة لا تزال في قرية حلوز بريف جسر الشغور بريف إدلب. وقد جرى تعديل هذه الصواريخ بحيث تحمل موادّ سامة تقتل من يستنشقها.

وكانت وزارة الدفاع الروسية أعلنت أنّ الإرهابيّين اتفقوا في اجتماع  بإدلب على سيناريو هجوم كيميائي لتحميل دمشق مسؤوليته. وأوضحت الوزارة أن الإرهابيين يعتزمون تصوير مشاهد الهجوم الكيميائي المفبرك في أربع بلدات، لافتة إلى أنّ السيناريو سيكون جاهزاً للتنفيذ بدءاً من مساء الأحد وسينفّذون ذلك فور تلقيهم إشارة من رعاتهم في الخارج.

وكشفت معلومات في وقت سابق أن عناصر الخوذ البيضاء يقومون بالتحضير لمسرحية الكيميائي في ريف إدلب، نُقلت عن مصادر أهلية بريف إدلب عن "مشاهدة نشاط ملحوظ لعناصر الخوذ البيضاء في سجن جسر الشغور والذي يحتوي على مستودعات لمواد سامة والتجهيز لمسرحية الكيماوي هناك". 

وفي وقت سابق، كشفت وزارة الدفاع الروسية أن مجموعة خاصة من المسلحين المدربين من قبل الشركة العسكرية البريطانية الخاصة "أوليفا" تخطط لتمثيل عملية إنقاذ لضحايا هجمات كيميائية تقوم بتجهيزها في إدلب، معلنةً أن تصرفات الدول الغربية في سوريا تهدف إلى "تفاقم الوضع في المنطقة وعرقلة عملية السلام". 

وكان عدوان أميركي – بريطاني – فرنسي قد استهدف مواقع سورية بنحو 110 صواريخ في نيسان/ أبريل الماضي، فيما أسقطت الدفاعات الجوية السورية معظم هذه الصواريخ.

لكن السؤال الذي يطرح نفسه لماذا تخشى الولايات المتحدة تحرير إدلب وريفها من سيطرة الجماعات الإرهابية وعلى رأسها "جبهة النصرة" المدرجة على قائمة الإرهاب العالمي في الأمم المتحدة، طالما أن امريكا تتحدث في الإعلام عن أنها تحارب الإرهاب في سوريا؟

ولنتصور أن الجيش السوري حرر مدينة إدلب وريفها، إن كان عبر المفاوضات والمصالحات أو عن طريق عملية عسكرية قوية وسريعة وخاطفة، فكيف سينعكس ذلك على السياسة وعلى وجود القوات الأمريكية في سوريا؟

لا شك أن إدلب هي آخر بؤرة يتواجد فيها الإرهابيون على الجغرافية السورية وكل تصريحات المسؤولين الروس والسوريين تؤكد أنه لا بد من تحرير إدلب من الجماعات الإرهابية التي تسيطر عليها، وقد تحدث وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن أنه "من الضروري التخلص من "الجرح المتقيح" في إدلب السورية، مؤكدا أن عسكريين روس وأتراك يتشاورون بشأن إطلاق عملية عسكرية ضد الإرهاب هناك".

وقال لافروف: "نتوقع أن شركاءنا الغربيين الذين يثيرون موضوع إدلب بنشاط، لن يشجعوا التمثيليات الكيميائية التي يتم الإعداد لها في المحافظة، ولن يعرقلوا العملية ضد جبهة النصرة في هذه المنطقة"، مضيفا "آمل بأن ينفذ شركاؤنا الغربيون التزاماتهم بشأن مكافحة الإرهاب بالكامل".

وتابع: "عندما يقوم الأمريكيون بتأجيج المشاعر حول إدلب ويهددون الحكومة السورية مجددا بالعقاب في حال أقدمت على استخدام الكيميائي، نتساءل: من أين يمكن أن تكون لدى دمشق الأسلحة الكيميائية بعد أن قمتم بالتخلص منها مع الفرنسيين والبريطانيين؟".

واعتبر وزير الخارجية الروسي أن التهديدات الأمريكية الجديدة الموجهة إلى الحكومة السورية "تستخدم لغرض وحيد وهو منع طرد الإرهابيين من إدلب".

وأضاف: "ونتيجة تلك المباحثات المعروفة، حيث نقدم لهم كل مرة المزيد من الدلائل على الاستعدادات إلى تنفيذ مسرحية كيميائية جديدة لاتهام الحكومة السورية باستخدام الكيميائي، ويقول شركاؤنا إن معلوماتنا غير صحيحة، دون تقديم أي حقائق تدعم موقفهم". 

وتخشى امريكا من تحرير الجيش السوري لإدلب البؤرة الأخيرة للإرهابيين، بسبب أن الدولة السورية ستـتفرغ بشكل كامل فيما بعد للعمل على طرد القوات الأمريكية التي تحتل منطقة التنف والشرق السوري، وهذا ما لا تريده واشنطن، وكانت الخارجية الروسية صرحت أكثر من مرة أنه على القوات الأجنبية التي دخلت بشكل غير قانوني إلى الأراضي السورية المغادرة لأنها قوات احتلال.

وبات الحل العسكري مع بقايا الإرهاب في إدلب اتجاها بحكم المحسوم، وحين تشهر امريكا ذريعة الكيميائي لحماية الإرهابيين هناك، فان ذلك يعني لدمشق أن إنهاء ملف إدلب أصبح ضرورياً أكثر من أي وقت مضى على غرار الحسم في الغوطة الشرقية وغيرها.