ترکیا تعزز الأمن على حدودها مع سوريا.. والسبب؟

ترکیا تعزز الأمن على حدودها مع سوريا.. والسبب؟
الأحد ٠٩ سبتمبر ٢٠١٨ - ٠٦:٢٣ بتوقيت غرينتش

تواصل الحكومة التركية استقدام قوات عسكرية لتعزيز حدودها الجنوبية مع سوريا، في ظل الهجوم المتوقع للجيش السوري على محافظة إدلب.

العالم – تقارير

وأفادت مصادر ميدانية بأن رتلًا عسكريًّا تركيًّا محملًا بدبابات وعربات مصفحة وراجمات صواريخ والذخائر دخل الأراضي السورية فجر الأحد من معبر كفرلوسين باتجاه إدلب لدعم القواعد التركية المنتشرة في المنطقة.

التعزيزات التركية المحملة بالجنود تجمعت مقابل معبر باب الهوى مع الواصل إلى سوريا، ومن المتوقع أن تكمل انتشارها على الشريط الحدودي، لرفع التأهب الأمني في المنطقة، وسط أنباء عن استعدادات القوات السورية لشن عملية عسكرية على مواقع المسلحين في محافظة إدلب.

وتحدثت مواقع تابعة للمعارضة أن التعزيزات تحمل مئات الجنود الأتراك ومن الممكن أنها تتحضر للدخول إلى محافظة إدلب لتعزيز النقاط التركية المنتشرة بداخل المحافظة، بحسب قولهم.

و لم تتضح أسباب وصول التعزيزات إلى الحدود الفاصلة بين تركيا وسوريا بشكل رسمي، سواء خوف تركيا من أي هجمات ضد قواتها في الأيام المقبلة أو لتعزيز نقاط المراقبة المنتشرة في إدلب.

وكان الجيش التركي دفع قبل يومين، بقافلة تضم شاحنات محملة بالدبابات، ووصلت قضاء "ألبيلي" بولاية كلس، وذلك لتعزيز حدوده الجنوبية، في ظل توتر تشهده إدلب.

وتشكل إدلب المحاذية لجنوب غرب تركيا معقلا أخيرا للإرهابيين في سوريا، حيث تسيطر على أكثر من 70 بالمئة من أراضيها فصائل إرهابية على رأسها "هيئة تحرير الشام" (تنظيم "جبهة النصرة" الإرهابي سابقا).

وأكدت السلطات السورية مرارا في الفترة الأخيرة، بما في ذلك على لسان رئيس البلاد، أن تحرير محافظة إدلب سيمثل أولوية بالنسبة للجيش السوري في عملياته المقبلة.

قمة طهران حول مصير إدلب

أخيرا انعقدت القمة بين زعماء الدول الثلاث الضامنة لمسيرة المفاوضات السلمية بين التيارات السورية، في العاصمة طهران. تلك القمة التي كلما كان الوقت يقترب من تاريخ انعقادها، كان الإعلام الغربي وحليفاته الإقليميات يسهب في تهويل عمليات الجيش السوري المرتقبة لتحرير ما تبقى من جيوب تختبئ فيها فلول الجماعات الارهابية في ادلب.

فقد منحت سوريا الوقت بشكل كاف لكل الجماعات المسلحة للتفكير بالحل السلمي عبر الحوار والتصالح، ورمي السلاح واللجوء للتفاوض من أجل إعادة ترتيب البيت السوري. لكن الجماعات الداخلة على سوريا، استمرت في تلقي الاوامر من الخارج، وجعلت الاوامر الصهيواميركية السعودية نصب أعينها، ما حمل الحكومة السورية وحليفاتها بالإصرار على تطهير الارض السورية من دنس الارهاب.

ومع مضي الوقت واقتراب موعد إنعقاد قمة طهران الثلاثية، وإنكشاف الكثير من الحقائق، لم تجد تركيا بدا غير قبول الامر الواقع، والتخلي عن الجماعة الإرهابية المتلونة "هيئة تحرير الشام"، عسى ولعلها ان تكسب جانبا من النجاحات التي راحت تسجلها قمة طهران قبل انعقادها. وبالرغم من ان الموقف التركي جاء متأخرا بعض الشئ الا ان قمة طهران اعتبرته، خطوة تركية ايجابية على المضي قدما في حلحلة الازمة السورية سلميا.

لكن واقع الامر كان شيئا آخر، خاصة عندما تم حسم الرأي العام لصالح قمة طهران، بحيث حتى المبعوث الاممي لسوريا، استيفان ديمستورا، وبعيد ظهور بوادر نتائج قمة طهران، اعلن استعداد الامم المتحدة للتعاون مع كافة الاطراف، لتقليل الخسائر المحتملة اذا ما بدأت عمليات تطهير ادلب، معتبرا انه يخشى على المدنيين، وبإمكانه ان يتحاور مع الاطراف المعنية لايجاد ممرات آمنة لإخراج المدنيين من ساحات المواجهة.

هذه النقطة تلقاها الرئيس التركي رجب طيب اردوغان وهو داخل صالة الاجتماع وراح يطلب مهلة اضافية لنزع سلاح الجماعات المسلحة في ادلب، الامر الذي حمل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، للرد عليه بالقول، اننا نتحاور هنا ولم نشاهد ممثلين عن الجماعات المسلحة حتى يطلبوا ذلك منا. وما ان نحت الأجواء نحو التصيعد حتى انبرى لها الرئيس الايراني حسن روحاني ليؤكد أن القمة يمكن ان توافق على إنضمام اي مجموعة للحوار اذا ما تخلت عن سلاحها حتى قبيل بدء عمليات التطهير التي باتت امرا وشيكا لابد منه.

وفي وقت سابق، ذكرت وكالات، أن القوات المسلحة التركية تتحضر لعملية عسكرية هجومية انطلاقا من منطقة "تل رفعت" بريف حلب الشمالي، في حال أطلق الجيش السوري هجومًا على محافظة إدلب. وتسيطر هيئة تحرير الشام الإرهابية على الجزء الأكبر من إدلب بينما تنتشر فصائل إرهابية أخرى في بقية المناطق ويتواجد الجيش السوري في الريف الجنوبي الشرقي.