عندما يؤكد الاعداء مدى دقتها وقدراتها التدميرية..

القوة الصاروخية الإيرانية الرادعة تعيد الرعب لأعدائها

القوة الصاروخية الإيرانية الرادعة تعيد الرعب لأعدائها
الإثنين ١٠ سبتمبر ٢٠١٨ - ٠٩:٠١ بتوقيت غرينتش

 لم تمض على الضربة الصاروخية التي سددها حرس الثورة الاسلامية لمقر اجتماع قادة احدى الزمر الارهابية المعادية للجمهورية الاسلامية الايرانية في منطقة كردستان العراق، حتى تناقلت وسائل الإعلام الإقليمية والعالمية نبأ الضربة الصاروخية الايرانية ومدى دقتها وقدراتها التدميرية.

 العالم- ایران - مقالات

وبالرغم من ان الضربة الصاروخية الايرانية لم تكن الاولى من نوعها، خاصة على المدن الشمالية للعراق الذي يمر بأزمة خانقة في الوقت الراهن، الا ان هذه الضربة يرى المراقبون انها تختلف اختلافا جوهريا عن مثيلاتها السابقات.

فالكل يعلم ان ايران تعيش مقاطعات امريكية شاملة منذ انتصار الثورة الاسلامية مطلع العام 1979 حتى اليوم، ومع ان واشنطن وقعت ضمن المجموعة الدولية الاتفاق النووي عام 2015 مع ايران، وبعد توقيع الاتفاق، اصدر مجلس الامن الدولي القرار 2231 طالبا من كل الاطراف المعنية، الغاء كل العقوبات التي كانت فرضت على ايران قبل توقيع الاتفاق، وعدم فرض عقوبات جديدة عليها مادامت الوكالة الدولية للطاقة الذرية تؤكد تعاونها (ايران) معها، الا ان السلطات الامريكية وكعادتها تمردت على القرار الاممي واستمرت بمقاطعة ايران، بل وبعيد وصول دونالد ترامب للسلطة، أخرج امريكا من الاتفاق وراح يزيد من ضغوطاته وفرض مقاطعات شاملة على ايران ويدعو أذياله لإتباعه في مقاطعة ايران.

بل وهدد بفرض عقوبات على كل من يتعاون مع ايران. اضف الى ذلك ان ايران سددت هذه الضربة بعد يوم واحد فقط من إنعقاد قمة الدول الضامنة لإستمرار الحوار ومواصلة الحل السلمي في سوريا، والذي تم التأكيد فيها على ضرورة وضع حد لتواجد الارهابيين في ادلب السورية.

فالقمة الثلاثية التي لم تكن محل ترحيب الدول الداعمة للجماعات الارهابية الدخيلة على سوريا، وضعت معادلة جديدة ذات ثلاثة أبعاد لحلحلة الازمة السورية، اولها تنمية التعاون الاقتصادي بين الدول الثلاث التي أصبحت مغضوبا عليها من قبل واشنطن، للتصدي لمقاطعاتها الظالمة على هذه الدول الثلاثة، والثاني استمرار التعاون الامني ودعم تيار المقاومة المتنامي في المنطقة، وآخرها التعاون العسكري خاصة فيما يخص مكافحة الإرهاب أين ما حل، خاصة في ربوع الدول المعنية.

وبالرغم من تهديدات الإعلام الغربي واستعراض الغرب عضلاته في المنطقة، الا أن ايران نفذت الضربة الصاروخية في وقت، تكررت فيه عمليات تسلل الإرهابيين من ذات المدينة الكردية العراقية، لتنفيذ هجمات إرهابية داخل المدن الايرانية (كما جرى في مريوان وكامياران الحدودية في الاسابيع الاخيرة)، الا ان في كل عملية تسلل كانت قوى الامن الايرانية لها بالمرصاد، فإما اصبحت الجماعات المتسللة معتقلة بأيدي قوى الأمن الايراني، وإما اصبحت مستهدفة بنيرانها لتقع بين قتيل او جريح او شريد أو اسير.

والأهم من كل ذلك ان ايران استخدمت في هذه الضربة الصاروخية نماذج من صواريخ فاتح ارض ارض (فاتح 110) والذي يبلغ مداه 300 كيلومتر، علما أن رؤوس هذه الصواريخ بإمكانها حمل 500 كيلوغرام من المتفجرات ما يجعلها تمتاز بقدرات تدميرية عالية الى جانب دقتها في تحديد الاهداف.

ومما تجدر الاشارة اليه ان وسائل الاعلام الغربية ذاتها بما فيها وکالة أنباء "رويترز"، وصحيفة "جيروزاليم بوست" الاسرائيلية، اكدتا استخدام ايران لهذا النوع من الصواريخ بل وزادتا على ذلك بأن ايران لديها صواريخ من نفس فصيلة فاتح وتحت مسميات "فاتح مبين"، وذو الفقار، خليج فارس، وهرمز، تتراوح مدياتها بين 300-700 كيلومتر أيضا، ما يعني ان ايران بتسديدها هذه الضربة الصاروخية لقادة الجماعات الارهابية المجتمعة في المناطق الشمالية للعراق ذات الاغلبية الكردية، وجهت عدة رسائل لداعميهم في واشنطن والرياض وتل أبيب.

وهذا ان دل على شيئ فإنما يدل على ان ايران لديها قدرات صاروخية اكبر مما تعرضه وتستخدمه لكنها تبقى محافظة على عهدها بأنها لم ولن تستخدم قدراتها الصاروخية ضد اي بلد خاصة بلدان الجوار، وفي نفس الوقت لن تسمح لأي من أعدائها النيل من أمنها حتى لو تمترس في اراضي البلدان المجاورة.

فهذه ايران وهذه قدراتها الصاروخية، وتلك مشاريعها لحلحلة الازمات الاقليمية، تشهد لها الساحات العراقية والسورية، ولم يبق لنا سوى الإعتراف بالقول المأثور، "والفضل بما شهدت به الاعداء".

عبدالهادي الضیغمي