على طريق عاشوراء

على طريق عاشوراء
الإثنين ١٠ سبتمبر ٢٠١٨ - ٠١:٣٧ بتوقيت غرينتش

(مجموعة قصائد رثائية بمناسبة ذكرى واقعة عاشوراء الأليمة ومجالس العزاء في شهر محرم الحرام للعام ١٤٤٠ هجري)

    (القصيدة الاولى)

 ولأبكينَّ على الحسينِ رزيَّةً
..................................

خَلِّ الدُّمُوعَ الزاكياتِ تسيلُ

فالقلبُ دامٍ والمُصابُ جليلُ

ولَيَومُ تذكِرةِ النَّوائبِ عِبرَةٌ

والإعتِبارُ مِنَ الزمانِ جميلُ

قُلْ للمُليمِ عَزاءَنا وبُكاءَنا

بمصائِبٍ عَسَفَتْ وليسَ تزُولُ

ماذا أضَرَّكَ مِنْ بُكائيَ عِتْرةً

هُمْ زهرَةُ الدُّنيا وهُمْ إكليلُ

لكنَّهم ظُلِمُوا وسِيمُوا غُرْبَةً

وتقاذفَتْهُمْ نَعْرَةٌ وذُحُولُ

وهُمُ ذَخائِرُ أحمدٍ ووَصيَّةٌ

أركانُها التوحيدُ والتهليلُ

صلّى الإلهُ على الشهيدِ بِكَربَلا

سبطِ الأمينِ ومَنْ لَهُ التبجيلُ

للهِ دَرُّكَ يا حسينُ مُجاهداً

حزنَتْ له التوراةُ والإنجيلُ

والمُصحفُ القرآنُ يندُبهُ أسىً

مِن قبلِ أنْ يتنزَّلَ التنزيلُ

إنَّ الحسينَ لَنَهْضَةٌ وَثّابَةٌ

تَهدي الأنامَ وضوءُها قنديلُ

ما لي إذا جاءَ المُحرَّمُ هاتفاً

بدمِ الحسينِ أكادُ فيهِ أزولُ

أَلأَنّهُ ذكرى ظليمةِ أحمدٍ

واستُضعِفَ التنزيلُ والتأويلُ ؟

أمْ أنّهُ شهرُ الحسينِ مُضمّخَاً 

بدِماهُ وهو مغرَّبٌ مقتولُ ؟

تاللهِ إنَّهما مَعَاً لَظُلامةٌ

تجتاحُ لُبِّيَ فالفؤادُ عليلُ

ولأبكينَّ على الحُسينِ رزيَّةً

ألمَاً وإنّ بكاءَهُ لقليلُ

ولأذكُرَنَّ مَصائباً في كربلا

يبكي لها المنقولُ والمعقولُ

واحسرتاهُ عليكَ يا بنَ محمدٍ

ولنا العزاءُ وذا العزاءُ عويلُ

أوَ مثلُ سبطِ محمدٍ يرِدُ الرَّدى

عَطِشاً وذا ماءُ الفراتِ جزيلُ

ومجندلاً يُسقى البواترَ غِلْظةً

ونبالُهُم منهم إليهِ رَسُولُ؟

أو هكذا أجْرُ النبيِّ محمدٍ 

ملءَ الحناجرِ كلُّ آهٍ قُولُوا

_________


     (القصيدة الثانية)

ألا يومُ عاشوراءَ نبراسُ أمَّةٍ
..................................


على نائباتِ الطفِّ أجزَعَنِي الدهرُ

فقد غالَ آلَ البيتِ والمرتضى الغدْرُ

لَقَتْلُ ضَنا الزهراءَ أجَّجَ أدمُعِي

ففاضَ بها خَدِّي وهاجَ لها الشِّعْرُ

هناك بِأرضِ الكربِ حُورِبَ عِترةٌ

تقدَّمَهُمْ سِبْطٌ هو الزُّهدُ والطُّهْرُ

وكانَ عظيمَ الشأنِ عندَ محمدٍ

فمنِّي حُسينٌ قولُ طهَ له فَخرُ

وقال : أنا مِنْ ذا الحسينِ عقيدَةً

فأعظِم بهْ قُرباناً يُخلِّدُهُ الدَّهْرُ

فيا مهجةَ القلبِ انزُفي وتفجَّعِي

على كبِدٍ يغلي وقُدّامُهُ النهرُ

حسينٌ بعاشوراءَ جاهدَ سُلطةً

أرادتْ مِنَ الاسلامِ ما لُبُّهُ قِشْرُ

وقد خاصمتْ آلَ النبيِّ ضغينةً

يُسيِّرُها وغَدٌ وجلّادُها "شِمْرُ "

ولكنَّ آلَ البيتِ سَنُّوا صلابةً

وكانَ أبو الأحرارِ نوراً لِمَنْ بَرُّوا

ألا إنّ أبنـاءَ الرَّسولِ مُحمدٍ

أنارُوا لنا دربَ الثَباتِ وهم بَـكْـرُ

فهُم ترجمانُ الوحيِ قُرآنِ ربِّنـا

وليس كما زيدٌ تـأوَّلَ أوعَـمـرُو 

ألم تـرَ كيف السبطُ الشهيدُ بكربلا

قضى ظامِئاً والتَفْدِياتُ هي النَحْـرُ؟

وكانَ بِذا نهجَ الفداءِ بصائراً

تجودُ يساراً بل يَلينُ بها العُسْرُ

فآلُ رسولِ اللهِ طُـرّاً مَآثرٌ

قرابينُ إصلاحٍ وهمْ للهدى الفَجْرُ

بَنو فاطمٍ صانُوا الذِّمارَ  أكارِمَاً

فقد ثبَّتوا الدينَ القويمَ وهم نَـذْرُ 

وأنصارُهُم ركبٌ يَسيرُ بهَدْيِهِمْ

الى غايَةٍ يمضي بها العُسرُ واليُسرُ

فلا دولةٌ للظالمينَ وبطشِهِم

وثمَّةَ صِنديدٌ يلوذُ بهِ الصَّبْرُ

سلامٌ على مِيقاتِ أحمدَ نهضةً

تجلَّتْ بعاشوراءَ قائدُها البَدْرُ

فها هو ذا نهجُ الحسينِ مَسيرةٌ

على وهَجٍ عِبرَ الزمانِ لَهُ الذِّكْرُ

ومازالَ مِعطاءً يُقُودُ حُشُودَنا

ويَنصُرُهُ الرحمنُ خالِقُنا البَرُّ

ألا إنَّ عاشوراءَ نبراسُ اُمَّةٍ

بأكنافِها تسمو الأغاريدُ والفخْرُ

لها مِنْ فداءِ الطفِّ أعظمُ عِبرةٍ

تُعلِّمُها أنَّ الحسينَ هو النّصرُ

________


     (القصيدة الثالثة)


ما ضاعَ حقُّ بالحسينِ مصدَّقُ

.....................

هذي دماءُ محمدٍ تتدفَّقُ

في كربلاءَ وعِترةٌ تتمزَّقُ

فأقِمْ حدادَكَ للحُسينِ مخلِّداً

ذكرى الشهادةِ والشَهادةُ تُورِقُ

ما الحزنُ حُبّاً بالنبي وآلِهِ

إلا نميرٌ بالمبادئِ يعبَقُ

ولَدمعةٌ واسَتْ مصائبَ أحمدٍ
 
هي للمواسي نهضةٌ وتألُّقُ

نَبْكي بأعيُنِنا مظالمَ صَفوةٍ

بذلَوا نُفُوساً بالكرامةِ تُشرِقُ

ذادَ الحسينُ عن العقيدةِ ثائراً

كيما يسودَ تراحُمٌ وترفُّقُ

وتكونَ ملحمةُ الاُخوَّةِ فَيصلاً

في النائباتِ وعطفُنا يتدفَّقُ

ويكونَ ( يا للمسلمينَ) شعارَنا

عندَ النداءِ ولُحْمةً تتوثَّقُ

أَرثِيهِ حُزْناً وادّكاراً إنَّهُ

سبطُ النبيِّ ونهضةٌ تتألَّقُ

ولأنَّ تذكرةَ المآثرِ جُنَّةٌ

من نائباتِ الدهرِ لمّا تفتُقُ

فاذا ادلهَمَّ الكربُ ليس طريقُنا

إلا طريقاً سار فيه الصُدَّقُ 

إنّا بنو الاسلامِ دينٌ واحِدٌ

وبمنهجِ القرآنِ نورٌ مُشرِقُ

هذي دموعُ محرّمٍ مُحت

حميد حلمي زادة, [10.09.18 13:56]
ثَّةٌ

عطشى منابرَ بالحقائق تنطِقُ 

لا ترتضي أبداً خُرافةَ جاهلٍ

 تهذي بأَيِّ مُعيبةٍ لا تصدُقُ

فتراثُ عاشوراءَ حقٌّ ساطعٌ

ما عابَ حقٌّ بالحُسينِ مُصدَّقُ
            ____


      (القصيدة الرابعة)

سَنظَلُّ نهتِفُ بالحسينِ تأسياً
........................

ياعينُ جودي بالدُّموعِ وجدِّدي

حُزناً على آلِ النبيِّ محمدِ

في يومِ عاشوراءَ سِيموا مِحنَـةً

أدمتْ قلوبَ المسلمينَ العُبَّـدِ

وهُمُ وصيةُ أحمدٍ وقرابَةٌ

طلبَ النبيُّ وِصـالَها بِتَـودُّدِ

أجـراً لـهُ فلقد هدانا للنُـهى

لولا رسولُ اللهِ لا لم نَهتدِ

قتلوا رسولَ اللهِ في سبطِ الهُدى

مَنْ كانَ منهُ محمدٌ في المَقصَدِ

مِني حسينٌ واْنا مِنهُ أرُومَـةً

نعُمتْ اُصولُ الأطهرينَ الزُهَّـدِ

يا ويلتا قُتِـلَ الحسينُ بكربلا

وهو الإمامُ البَـرُّ خيـرُ مُوحِّـدِ

حصرُوهُ عطشاناَ بأرضِ سِقايةٍ

حيثُ الفـراتُ يمُـدُّها بالموردِ

لكنَّ أهلَ الجـهلِ رامُوا ثأرَ مَنْ

هلكُوا على الكُـفرِ المبينِ المُحقَدِ

فهُمُ مواريثُ الضغائنِ والعَـمى

وبَنـو رسولِ اللهِ إرثُ السُجَّـدِ

أفـنَوهُمُ يومَ  الكريهةِ عِتـرةً

ما مثلُهُم في العالمينَ وهمْ صَدِ

قطعوهُمُ إرَبـاً اُذيقـوا قَـتْـلَةً

تبكي لها عينُ الشريفِ الأصْيَدِ

قتلوا شبيهَ محمدٍ بجمـالهِ

وخصالِه وكلامِهِ في المُـجَّدِ

حرقُوا به قلبَ الحسينِ قساوَةً

إذ أبرحُوهُ بكلِّ طعـنٍ مُجهِـدِ

لم ينظُروا فيهِ النبيَّ محمداً

بل قطّعُوهُ وفَخرُهُ لم يُحمَدِ

فعلى عليِّ بنِ الحسينِ مدامعي

حَـرَّى ويا لِمصيبةٍ لم تَخمُـدِ

وسقَـوا رضيعاً للحسينِ بسَهمِهِم

شُلّتْ يدُ الرّامي الحقُودِ المُعتدِي

ما كانَ أقسى قلبُ جيشِ عـدُوِّهِ

لو أنَّ صخراً رامَ ماءً لَاْفتُدِ

عجباً وهذا بُرعُمٌ من أحمدٍ

يُسقى بسهمِ الحتفِ معصُومَ اليَدِ

صلَّى عليه اللهُ طفلاً زاكيِاً

رُضِـعَ الشهادةَ وهو طُـهرُ المُحتَدِ

وا حُزنَ نفسي في بناتِ المصطفى

يَلقَيْن كربَ السَبيِ وَسْطَ تشرُّدِ

ولقد رُزِئنَ بعادياتٍ جمّـةٍ

في كربلاءِ القاتلينَ حِمىً فُدِي

حُزني على اُمِّ المصائبِ زينبٍ

نظرتْ قرابيناً مَضتْ بِتعَـبُّـدِ

صرعى جُيوشٍ أسلمتْ بمحمدٍ

وحفيـدُهُ فوق الثرى لم يُلْـحَدِ

ولقد سقاهُ المجرمونَ بواتراً

والجيشُ بين مُفاخرٍ ومُعربـِدِ

ما استُشهدَتْ في كربلاء قتيلةً

لكنّـها انهَـدَّتْ لهولِ المشهَـدِ

وتشمُّ جثمانَ الحسينْ مجَندَلاً

حبّاً بِنبراسٍ شذا في المـولِدِ

مِن طيبِ فاطمةَ البتولِ وحيدرٍ

ودمِ الشهادةِ والفِـدا بالأجـوَدِ

فحسينُ ضحّى بالبنينِ وإخـوَةٍ

غُذُّوا صَفا التوحيدِ في بيتٍ هُـدِي

وهو ابنُ بنتِ المصطفى وحبيبُهُ

ودليـلُ آياتِ الكتابِ المُـرشِدِ

في كربلاءَ تضرَّجُوا بدمائِهم

وغدتْ مصارِعهُمْ مَشاعِلَ للغَدِ 

واحَرَّ قلبيَ فالمصابُ مُعظَّمٌ

لهفي على آلِ النبيِّ الأَمجَدِ

سَنظَلُّ نهتِفُ بالحسينِ تأسياً

بشهيدِ عاشوراءَ فَخْرِ محمدِ

يا أيها الراجي شفاعةَ أحمدٍ

جدِّدْ عزاءَ الطاهرِ المُستشهِدِ

____________

    

  (القصيدة الخامسة)


       آهُ یا أرضَ كربلاءَ
..................................


أجدبَ الدهرُ يومَ كربٍ وبيلِ

في طُفوفٍ ضنَّتْ بماءِ الغليلِ

هو كربٌ عدى على الدينِ طُرّاً

واستباحَ الحسينَ يوم َ النُكولِ

وهو سبطُ النبيِّ طُـهْرٌ شريفٌ

وشريكُ القرآنِ هادي السبيلِ

ثارَ بالحقِّ مرشداً ودليلاً

ضذَّ حُـكمٍ لا يستقيمُ غليلِ

آهِ يا أرضَ كربلاءَ طغا البغـ

ـيُ بليلٍ داجي السوادِ ثقيلِ

طالَ حُزنُ الاُلى وحزنُ بني الإسـ

ـلامِ مُذْ فاضت دماءُ القتيلِ

فعلى مصرعِ الحُسينِ دموعٌ

سائلاتٌ حرّى بكلِّ مَسِيلِ

يا سَليلَ الطُّهرَينِ خيرَ إمامٍ

حلَّ في قلبِ كلِّ حُرٍّ أصيلٍ

قد نهجتَ الجهادَ دربَ صلاحٍ

فسلكنا لحرب باغٍ جهولِ

مُذ حَيِينا نذوقُ طعمَ البلايا

ذنبُنا حُبُّنا لآلِ الرسولِ

حزنُنا دائمٌ وإنْ لامَ وغدٌ

وابتغانا بالذبحِ والتقتيلِ

فمتى ينجلي الظلامُ بصبحٍ

يزدهي باللِّقا المُغيثِ الجميلِ

يا بن طه الأمينِ وابنَ عليٍّ

وحبيبَ الزهرا المصونِ البتولِ

يومُ عاشورَ سوف يبقى مناراً

وسيبقى للحقِّ خيرَ دليلِ

فسلام عليكَ جُرحُكَ أحيا

خيرَ دينٍ بعد الونى والخمولِ

                                ******

بقلم الكاتب والاعلامي 
حميد حلمي زادة

كلمات دليلية :