الدم الليبي ينزف على اوراق قرارات الامم المتحدة

الدم الليبي ينزف على اوراق قرارات الامم المتحدة
الإثنين ١٠ سبتمبر ٢٠١٨ - ٠٥:٥٠ بتوقيت غرينتش

بعد ان اعلنت بعثة الأمم المتحدة في ليبيا أمس الأحد، إن الجماعات المسلحة التي تتقاتل للسيطرة على العاصمة طرابلس وافقت على إنشاء آلية ''لتثبيت'' وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه مؤخرا، هز اليوم قلب العاصمة هجوم مسلح استهدف المؤسسة الوطنية للنفط.

العالم - تقارير

يبدو ان مصير الشعب الليبي هو المعاناة والدم وليس بيده من حيلة.. فلم تكتمل فرحة الليبيين بخبر قيام بعثة الأمم المتحدة في ليبيا وتحت رعاية الممثل الخاص غسان سلامة، باعلان اتفاق الأطراف على تجميد حركة القوات المسلحة واستحداث آلية مراقبة لتثبيت وقف إطلاق النار ووضع خطة لانسحاب التشكيلات المسلحة من المواقع السيادية والمنشآت الحيوية وإحلال قوات نظامية، بالإضافة الى حث الجماعات المسلحة على معالجة القضايا من خلال التفاهم وليس عبر إراقة الدماء، حتى تناقلت وسائل الاعلام الهجوم المسلح الذي استهدف صباح اليوم مقر المؤسسة الوطنية للنفط في العاصمة الليبية طرابلس، والذي أسفر عن سقوط عدد من القتلى والجرحى.

واوضح رئيس المؤسسة الليبية للنفط، مصطفى صنع الله، في مداخلة هاتفية مع قناة تلفزيون "ليبيا 218" أن الهجوم جرى الساعة التاسعة صباحا، ورافقه إطلاق نار كثيف داخل مبنى المؤسسة، معلنا أنه تم تحرير كافة المحتجزين، وهو من ضمنهم، من مقر المؤسسة بطرابلس.

ونقلت قناة "ليبيا" عن صنع الله قوله: "كنت داخل المؤسسة وسمعت دوي انفجارين"، واصفا الهجوم بأنه كان عنيفا وخلف عددا من القتلى والجرحى.

الوحدات التابعة لقوة الردع الخاصة هرعت إلى عين المكان وقامت بمحاصرة المبنى، متهمة تنظيم "داعش" الإرهابي بتنفيذ الهجوم الذي تعرض له مقر المؤسسة الوطنية للنفط .

وقالت في منشور عبر صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك".. "هجوم إرهابي من داعش يستهدف المؤسسة الوطنية للنفط".

وأضافت: "العثور على أشلاء الانتحاريين، بعضهم سمر البشرة حتى اللحظة"، مشيرة إلى "إخلاء مبنى المؤسسة من الموظفين والمدنيين".

الحصيلة الاولى لضحايا الهجوم تشير الى مقتل اثنين وإصابة العشرات، وقال مسؤول مكتب الإعلام بإدارة شؤون الجرحى، مالك مرسيط: "إن فرق الطوارئ قد انتشلت جثتين من مقر المؤسسة، وقامت بإسعاف العشرات من الجرحى بين مصابين جراء المواجهات المسلحة وحالات اختناق نتيجة الدخان، إلى المستشفيات القريبة من مقر المؤسسة الوطنية للنفط".

وأوضح مرسيط أن "فرق الطوارئ موجودة بعين المكان، ولا توجد إحصائية رسمية نهائية حتى هذه اللحظة".

الاوضاع في ليبيا لم تهدأ يوما. فقبل اعلان وقف اطلاق النار في طرابلس، تجددت الاشتباكات الاسبوع الماضي بين الفصائل المسلحة في العاصمة، لترتفع حصيلة ضحايا الاشتباكات إلى 740 قتيلا ومئة و29 جريحا، فيما أكدت مصادر أمنية فرار أربعمئة محكوم من سجن عين زارة جنوب طرابلس.

القتال الذي بدأ في نهاية شهر أغسطس/آب لم يسفر سوى عن اراقة المزيد من الدماء، فالشعب الليبي الذي يعاني من الانقسام الداخلي والقتال المسلح والاذرع الخارجية التي تعبث بمصيره لم يكن ينقصه ابدا تدخل الجماعات الارهابية كداعش وغيرها، ليبيا البلد الغني بالنفط يعاني شعبه اليوم بسبب الحرب من نقص الموارد والوقود فكل ما يأمله هو تحقيق فعلي لوقف اطلاق النار ليتمكن من العيش بحياة كريمة مثل باقي الشعوب.