هل ستتحول ادلب الى نقطة جذب للصراع الدولي؟

هل ستتحول ادلب الى نقطة جذب للصراع الدولي؟
الإثنين ١٠ سبتمبر ٢٠١٨ - ٠٤:٤٨ بتوقيت غرينتش

المحاولات الغربية لتشديد الازمة في ادلب وتحويلها الى ساحة للصراع الدولي وعدم السماح للاطراف المحلية بالدخول في مصالحات وطنية من اجل تحقيق السلم الاهلي فيها، هي محاولات غير انسانية، من اجل تحقيق النفوذ واستغلال الازمة السورية لتحقيق مكاسب سياسية لن تكون ذات فائدة للشعب السوري.

العالمالعالم الاسلامي 

فقد دفعت تركيا بالمزيد من التعزيزات العسكرية إلى مدينة إدلب التي تسيطر عليها الجماعات الارهابية والمسلحة.

ودخل رتل عسكري تركي الأراضي السورية من معبر كفرلوسين باتجاه محافظة إدلب وريفها شمال سوريا، يضم دبابات ومعدات عسكرية ويحمل ذخيرة في ساعة مبكرة من صباح (الأحد)، وذلك بعد أن دفعت تركيا بعناصر من قواتها الخاصة لتعزيز نقاط المراقبة الاثنتي عشرة التي أنشأتها في منطقة خفض التصعيد في إدلب.

وقالت مصادر محلية إن تركيا أغلقت حدودها بالكامل واستكملت تحصين نقاطها لمنع النزوح باتجاه أراضيها في ظل مخاوفها من حدوث أكبر موجة نزوح من إدلب التي يقطنها نحو 3 ملايين ونصف المليون نسمة.

مساعي واشنطن لخلق محور جديد لضرب سوريا

وتاتي التعزيزات التركية في وقت تتزايد فيه التهديدات الاميركية بضرب سوريا بذريعة استخدام الكيمياوي المزعومة وتحاول واشنطن ان تعزز من تحالفاتها بشأن الضربة التي تريد توجيهها الى سوريا.

وتمارس الحكومة الاميركية ضغوطا كبيرة على البلدان الغربية من اجل المشاركة معها في توجيه اية ضربة لسوريا وهي تناقش هذا الامر مع الحكومة الالمانية في سبيل حثها على المساهمة في هذا المحور.

فقد أعلن المتحدث باسم الحكومة الألمانية ستيفن سيبرت الیوم الاثنین أن هناك مناقشات مع حلفاء برلین بخصوص نشر قوات المانية في سوريا وأوضح المتحدث أنه لم يتم اتخاذ القرار النهائى بعد في هذا الخصوص.

وقال ستيفن سيبرت في مؤتمر صحفي دوري "نحن نجري محادثات مع شركائنا الأمريكيين والأوروبيين بشأن هذا الوضع".

وكانت قد ذكرت صحيفة "بيلد" في وقت سابق أن وزارة الدفاع الألمانية التي يقودها المحافظون تدرس خيارات ممكنة للانضمام إلى القوات الأمريكية والبريطانية والفرنسية في أي عمل عسكري مستقبلي إذا استخدمت الحكومة السورية الأسلحة الكيماوية مرة أخرى بحسب زعمها.

ولا يسمح القانون الألماني لحكومة البلاد بتنفيذ عمليات عسكرية خارج حدودها إلا في إطار منظومة الأمن الجماعي، وتحديدا بموافقة الأمم المتحدة أو ضمن حلف الناتو أو الاتحاد الأوروبي.

وكانت وزارة الدفاع الروسية قد حذرت مرارا خلال الفترة الأخيرة من أن التحضيرات جارية لتدبير "استفزاز كيميائي" في محافظة إدلب السورية من أجل تحميل حكومة دمشق المسؤولية عنه.

الشعوب ترفض المحاور العسكرية الاميركية

من جهة اخرى اعلن الحزب الديمقراطي الاشتراكي الألماني ثاني أكبر أحزاب الالمانية انه لن يوافق على أي مشاركة لألمانيا في الحرب السورية، لتفتح بذلك جبهة صراع جديدة محتملة داخل حكومة المستشارة أنجيلا ميركل الائتلافية.

وأصدرت زعيمة الحزب  أندريا ناليس بيانا موجزا بعد التقرير الذي نشرته صحيفة بيلد قالت فيه ان  "الحزب الديمقراطى الاشتراكي لن يوافق، لا في البرلمان ولا في الحكومة، على مشاركة ألمانيا في الحرب في سوريا".

فالشعوب غربية كانت او شرقية هي لاتكترث بالمحاور التي تحاول واشنطن خلقها في المنطقة من اجل ضرب بعض الاطراف فهي تريد الامن والسلام وهذا هو ما يبغيه الشعب السوري، وبدل من ان تعمل واشنطن على تكبير حجم المحاور التي تخلقها، وبدلا من ان تقوم تركيا بتعزيز قواتها في ادلب يجب على الجميع من ناحية انسانية ان يعملوا على عودة الامن والسلام في ادلب من خلال اخراج الجماعات الارهابية منها واعادة ادلب الى حضن الوطن.