بسبب شعارات طائفية..

حدث رياضي يشعل أزمة دبلوماسية بين هاتين الدولتين العربيتين!

حدث رياضي يشعل أزمة دبلوماسية بين هاتين الدولتين العربيتين!
الإثنين ١٠ سبتمبر ٢٠١٨ - ٠٦:٠٣ بتوقيت غرينتش

تسببت المباراة التي جمعت بين فريقي القوة الجوية العراقية مع مضيفه نادي اتحاد الجزائر ضمن بطولة الأندية العربية، في اشتعال أزمة دبلوماسية بين العراق والجزائر.

العالم - تقارير

وأعلنت قناة العراقية، اليوم الاثنين، مقاطعتها أخبار الأندية الجزائرية، لحين اعتذار جمهورها عن الإساءة لوحدة العراق. وفي خبر عاجل بثته القناة الممولة من الدولة العراقية، قالت: "ستقاطع شبكة الإعلام العراقي أخبار الأندية الرياضية الجزائرية لحين اعتذار جمهورها عن الإساءة لوحدة العراق".

بدورها، أصدرت وزارة الشباب والرياضة العراقية بيانا شديد اللهجة، طالبت فيه نظيرتها الجزائرية بأن يكون صوتها حاضرا بقوة لإدانة ما حدث في المباراة وتقديم الاعتذار لبعثة القوة الجوية على خلفية أحداث مباراة الأمس، وذلك وفقا لموقع "السومرية نيوز" العراقي.

وقالت إن "وزارة الشباب والرياضة، تدين بأشد العبارات، الأحداث التي رافقت مباراة القوة الجوية واتحاد العاصمة الجزائري في بطولة كاس العرب للأندية بكرة القدم التي جرت في العاصمة الجزائر، وقيام الجمهور الجزائري بالإساءة إلى العراق وشعبه الصابر الصامد الذي هزم عصابات داعش الإرهابية وخلص البشرية من شرورهم". وبينت الوزارة ، أن "ما حصل في مدرجات ملعب المباراة مرفوض جملة وتفصيلا ولا يمكن لأي شخص التجاوز على الثوابت الوطنية للعراق وعلى سيادته الوطنية التي حمت العرب والعالم من عصابات داعش التي عاثت بالأرض فساداً".

بدوره، رفض الاتحاد العراقي لكرة القدم «الإساءات التي أطلقتها جماهير النادي الجزائري تجاه العراق وشعبه»، وأعلن رئيس الاتحاد، السيد عبدالخالق مسعود، تقديم «اعتراض شديد اللهجة معزز بالوثائق والإثباتات لما حصل، بانتظار قرار الاتحاد العربي برفض أي اساءة تحمل عنوان الهتافات العنصرية والطائفية التي تفرق ولا تجمع جماهيرنا العربية».

وأضاف رئيس الاتحاد، في بيان أوردته وكالة الأنباء العراقية، أنه «حال عدم اتخاذ الاتحاد العربي قرارًا منصفًا يعيد للكرة العراقية وجودها واحترامها فإنه سيقدم استقالته كنائب لرئيس الاتحاد العربي، مع انسحاب الفرق العراقية من المشاركة فيها».

أمّا نائب رئيس الهيئة الإدارية لنادي القوة الجوية، وليد الزيدي، فقال إن سبب انسحاب فريقه من المباراة جاء بعد ترديد الجمهور الجزائري «هتافات طائفية»، مضيفًا في تصريح لموقع النادي أن «النادي سيقدم شكوى رسمية للاتحاد العربي ضد فريق اتحاد العاصمة الجزائري».

كما أعربت وزارة الخارجية العراقية في بيان، مساء الأحد، عن استنكارها لسلوك بعض المغرضين من المتواجدين ضمن الجماهير الرياضية الجزائرية في مباراة نادي القوة الجوية العراقي المشارك في البطولة العربية. وقالت إن "المغرضين أساءوا إلى عمق العلاقة الأخوية بين البلدين الشقيقين".

وأضافت الخارجية العراقية، "إذ تطالب الوزارة بتوضيح من الجهات ذات العلاقة عن هذا التصرف المدان، فإنها تستدعي سفير الجمهورية الجزائرية لدى بغداد لإبلاغه ومن خلاله إلى الحكومة الجزائرية برفض واستياء العراق حكومةً وشعباً وتذكّره بمسؤولية حماية المواطنين العراقيين المتواجدين في الجزائر والابتعاد عن كل ما من شأنه إثارة شعبنا العزيز في تلميع الوجه القبيح للنظام الدكتاتوري الصدامي البائد".

وتابعت، "أن الشعب العراقي المحب لأشقائه كان ومازال مثالا ونموذجا في التعامل الأخوي بعيدا عن أي لغة طائفية تمنح الأعداء فرصة تفكيك مجتمعاتنا المتآخية".

اما في الجانب الجزائري، فقد استنكر حارس نادي اتحاد العاصمة الجزائري، محمد لمين زماموش، ما صدر عن الجماهير الجزائرية من هتافات مسيئة، تسببت في انسحاب فريق القوة الجوية العراقي من مباراة البارحة، مؤكدا أن فريقه لقي معاملة جيدة واستقبالا حسنا في مباراة الذهاب، كما طلب من جماهير ناديه "عدم تكرار مثل هذه التصرفات الخارجة عن نطاق الرياضة".

وأضاف زماموش: "أطلب من الجماهير التحلي بالروح الرياضية، كنا فائزين بـ2-0، وعليهم نسيان الأمور السياسية" حسب تعبيره.

وأكد أن ما قام به مشجعو الفريق "أمر سلبي" وأن ما بدر منهم هو "عكس ما حظي به فريقنا" في مباراة الذهاب.

وختم زماموش كلامه بالتأكيد على أنه طلب الاعتذار من البعثة العراقية بصفته قائدا للفريق ومناصرا له.

يذكر أن الفريق العراقي انسحب، من مباراته أمام مضيفه الجزائري، أمس الأحد، وذلك ضمن الدور الـ 32 من مسابقة كأس العرب للأندية الأبطال لكرة القدم، بسبب استياء الفريق العراقي من هتافات طائفية أطلقها أنصار اتحاد الجزائر تمجد الدكتاتور العراقي المقبور صدام حسين.

أما أبرز الأزمات التي شهدتها العلاقات العراقية - الجزائرية فترجع إلى 2005، بعد حادثة اختطاف وإعدام الدبلوماسيين الجزائريين بالعراق سنة 2005 من قبل الجماعات المسلحة، اذ خلفت هذه الجريمة حالة من السخط والأسى الشعبي والرسمي، الأمر الذي فرض سحب التواجد الدبلوماسي الجزائري من العراق، ثم العودة بالحد الأدنى من التمثيل.

وطوت الجزائر والعراق صفحة الأزمة الدبلوماسية التي استمرت ما يقرب من عشر سنوات، حتى إرسال سفير جديد سنة 2013، بعد أن أبدى العراق والجزائر رغبتهما المشتركة لإعادة بعث العلاقات الدبلوماسية بينهما، وقررا فتح صفحة جديدة من الوئام السياسي في إطار التقارب الدبلوماسي الجديد بين البلدين بعد الضمانات بتوفير الحماية الأمنية اللازمة للسفارة الجزائرية وبعثتها الدبلوماسية.