في يوم مكافحته.. ضحايا الانتحار تتزايد عربيا!

في يوم مكافحته.. ضحايا الانتحار تتزايد عربيا!
الثلاثاء ١١ سبتمبر ٢٠١٨ - ١٠:٣٤ بتوقيت غرينتش

كلما يبادر بالأذهان هو أنه الإنتحار منتشر في الدول الأكثر فقرًا بأفريقيا، أو في منطقة الشرق الأوسط التي تعيش صراعات ساخنة ،ولكن هناك قارة اوروبا هي التي تصدرت الترتيب،حيث الصدارة من نصيب ليتوانيا عكس ما توقعه البعض بأن السويد هي في المرتبة الأولى،وهذا وفقًا لأحدث بيانات مُنظمة الصحة العالمية!.

العالم - تقاریر 

إن معظم المنتحرين من فئة الشباب، وهم الذين يقبلون علي  جريمة الانتحار، ومعظمهم  مرضى بأمراض، أهمها: الشذوذ الجنسي، وأمراض الاضطرابات النفسية، ويعاني معظمهم  من الضياع، وعدم  الترابط الاجتماعي في حياتهم، هذا إلى جانب الخواء النفسي.

حيث يشعر الشباب بالخواء الروحي، وهو من أهم الأشياء التي تكون شخصية الفرد، ولا سيما أن الشباب في أوربا هجروا الدين، وأصبح الشاب المتدين في قاموسهم إنسانا شاذا! حتى أن الكنائس أصبحت شبه مهجورة ولا يرتادها سوى بعض العجزة والأسر الفقيرة.

مثلا في ألمانيا...

فترتفع نسب الانتحار خصوصا لدى أفراد الجيش الألماني حيث تبلغ ضعف النسبة الخاصة بعامة الشعب.

في الماضي خاضت ألمانيا حروبا عالمية كبرى، وعانى أفراد جيشها الأمرين من فظائع  تلك الحروب! مما حدا بالكثير من جنودها إلى اللجوء للانتحار نسبة لمعاناتهم القاسية إبان تلك الحروب، ولقد بلغت نسبة الانتحار في عام 2004م نحو 13% من كل مئة ألف نسمة، وحتى قائدهم النازي " أدولف هتلر " قد أقدم على الانتحار عقب هزيمته من قبل جيش الحلفاء.

ولا يختلف الأمر كثيرا عن المعاناة التي يعيشها أفراد الجيش الأمريكي، و التي أصابت الكثير منهم  بأمراض نفسية خطيرة، وحدت بالكثير منهم إلى الإقبال على الانتحار هربا من جحيم الحرب المستعرة في العراق.

ومن المعلوم أن أمريكا قد أرسلت نحو مئة ألف جندي للعراق، ومكثوا هنالك عدة أعوام، بعضهم يعول أسرته وبعضهم قطع دراسته الجامعية وجاء للعراق ......إلخ. وكان أغلبهم يعانون من ضغوط  نفسية هائلة؛ مما حدا بالكثير منهم إلى الركون للانتحار.

 ولقد بلغت نسبة الانتحار في أوساط الجنود نحو 17,3% من كل مئة ألف جندي, بينما عانى نحو 478 جنديا من أمراض نفسيه خطيرة يصعب شفاؤها.

 

أما الجيش الإسرائيلي:

 فقد أكدت الدراسات والأبحاث النفسية الخارجة من جهود المؤسسات الصهيونية أن الانتحار هو السبب الأول لموت جنودهم  في العام 2005.

و بحسب تقرير ما تسمى "دائرة القوى البشرية في الجيش" فإن معدلات الانتحار في صفوف الجيش الصهيوني سجلت 30 حالة انتحار منذ بداية عام 2005 أي ما يعادل 3 حالات انتحار في الشهر الواحد.

وهذا ما دعا قائد أركان الجيش الصهيوني دان حالوتس ولأول مرة لاتخاذ إجراءات سريعة؛ للحد من هذه الظاهرة التي تنتشر ليس فقط في صفوف الجنود، بل في كافة أفراد المجتمع اليهودي الذي حاصرته الظروف الاقتصادية والأمنية المتردية، وجعلته ينظر بعين القلق والأرق لمستقبل إسرائيل القادم.

وذهب تقرير إلى الإشارة لعدد الجنود المنتحرين منذ عام 1992 فأكد أنهم تجاوزوا 479 حالة انتحار، كما ألمح التقرير الصادر عن دائرة القوى البشرية في الجيش الصهيوني إلى أن نسبة الذكور المنتحرين بلغت 94% فيما لم تتجاوز نسبة الإناث 6% من إجمالي عدد المنتحرين.

والأسباب التي تدعو الصهاينة إلى الإقدام على الانتحار بصورة كبيرة تتمثل في: الضائقة المالية الاجتماعية والضغوط داخل الأسرة، وتعاطي المخدرات، والميول الجنسية.

 وأشار إلى أن بعضاً من الدراسات الصهيونية التي حاولت تفسير ظاهرة الانتحار وربطها بالضائقة المالية مؤكدة أن الضائقة المالية التي تعاني منها خدمات الصحة النفسية تنذر بعدم وجود حل لظاهرة الانتحار في الأفق القريب.

 وأوضح البروفيسور ايلان أفتير معد الدراسة أن نسبة الانتحار في العام 1995 كانت بين الفتيان الصهاينة 5 حالات انتحار لكل مئة ألف مراهق.

 أما الآن فقد تضاعفت إلى 14 حالة انتحار من كل مئة ألف، لافتاً إلى محاولات الانتحار الفاشلة التي تتراوح بين 40-200 حالة انتحار.

 وأضاف بحسب الدراسة التي أجريت في جامعة بار إيلان مؤخراً فإن 13% من أبناء الشبيبة في دولة الاحتلال فكروا بالانتحار وأن 5% حاولوا الانتحار فعلاً.

ومن أشهر الذين أقدموا على اقتراف جريمة الانتحار الكاتب والمؤلف العالمي والذي حاز علي جائزة نوبل للآداب بجانب جائزة بولترز للأدب، الكاتب الأمريكي " أرنست همينغواي " والذي أحدثت مؤلفاته الأدبية طفرة في عالم الكتابة الروائية وكان ذلك في عام 1961م، وكما يقبل المشاهير ونجوم السينما والمسرح في العالم الغربي علي الانتحار نظرا لحياتهم الصاخبة والداعرة، ومنهم علي سبيل المثال: الممثل الأمريكي بنجامين هندركسون، ودنجتون سند.

ومن الجرائم الانتحارية الحديثة التي اهتز لها العالم أجمع"جريمة انتحار اللاعب الدولي وحارس مرمي المنتخب الألماني اللاعب " أنكه " والذي أقدم على الانتحار، وهو والد لطفلة بالتبني بعد وفاة طفلته الصغيرة في حادث في العام الماضي.

 أقدم على إلقاء جسمه على طريق القطار السريع مما أحال جسمه إلى فتات في الحال ومات بصورة فاجعة، الأمر الذي أصاب علماء النفس والاجتماع بالحيرة!  لماذا أقدم هذا اللاعب الشهير ومحبوب الجماهير الألمانية والأوربية لقتل نفسه بهذه الطريقة البشعة؟ 

ومعروف لدى علماء النفس بأن المشاهير وخصوصا  الرياضيين يقبلون على الحياة بكل شغف وحب نظرا لما يجدونه من تقدير الجماهير وحبهم، بجانب صحة أجسامهم والتي بالتأكيد تنعكس على العقل إيجابا؛ لذلك فإنهم يعتبرون إقدام أنكه على الانتحار شاذا على المعقول والمعمول به في حالات الانتحار؛ إذ إن معظم الذين ينتحرون يعانون من التهميش وعدم معرفتهم بالناس ومعرفة الناس بهم.

الإنتحار ظاهرة عالمية!...

الدول الأعلى معدلات الإنتحار في العالم :

1. ليتوانيا، بمتوسط انتحار بلغ 31.9.

2. روسيا بمتوسط انتحار بلغ 31.

3. غيانا بمتوسط انتحار بلغ 28.2.

4. كوريا الجنوبية بمتوسط انتحار بلغ 26.9.

5. بيلاروسيا، بمتوسط انتحار بلغ 26.2.

6. سورينام، بمتوسط انتحار بلغ 22.8.

7. كازاخستان، بمتوسط انتحار بلغ 22.5.

8. أوكرانيا، بمتوسط انتحار بلغ 22.4.

9. لاتيفيا ، بمتوسط انتحار بلغ 21.2.

10. ليسوتو، بمتوسط انتحار بلغ 21.2.

تصدرت أوروبا مناطق العالم في معدلات الانتحار بمتوسط انتحار بلغ 15.4 لكل 100 ألف نسمة، وكان تواجد دول شرق أوروبا ملحوظًا في مقدمة ترتيب الدول الأوروبية، وتصدرت ليتوانيا الترتيب بمتوسط انتحار بلغ 31.9، وتلتها روسيا بمتوسط انتحار بلغ 31، فيما حلّت بيلاروسيا ثالثًا بمتوسط انتحار بلغ 26.2.

وكانت فرنسا من أكثر الدول الغربية الكُبرى في معدلات الانتحار بأوروبا، بحلولها في المركز 11 قاريًا، بمتوسط انتحار بلغ 17.7، وعلى عكس ما يتوقعه كثيرون بتصدر السويد دول العالم في معدلات الانتحار، حلّت السويد في المركز رقم 19 قاريًا، بمعدل انتحار بلغ 14.8.

 رسم بياني ...

يُظهر توزيع متوسطات معدلات الانتحار في الدول التي شملتها الدراسة في قارة أوروبا:

الهند تتصدر جنوب شرق آسيا.. ثاني مناطق العالم في معدلات الانتحار

حلّت منطقة جنوب شرق آسيا ثانيةً بين مناطق العالم في معدلات الانتحار بمتوسط انتحار بلغ 13.2، لكل 100 ألف نسمة، وتصدرت الهند ترتيب دول المنطقة بمتوسط 16.3، وتلتها سيرلانكا بمتوسط انتحار بلغ 14.6، فيما حلّت تايلاند ثالثًا بمتوسط انتحار بلغ 14.4، وهذا رسمي بياني يُظهر توزيع متوسطات معدلات الانتحار في الدول التي شملتها الدراسة في منطقة جنوب شرق آسيا:

كوريا تتصدر غرب المحيط الهادي.. ثالث مناطق العالم في معدلات الانتحار

حلّت منطقة غرب المحيط الهادي ثالثًا بين مناطق العالم في معدلات الانتحار بمتوسط انتحار بلغ 10.2، لكل 100 ألف نسمة، وتصدرت كوريا ترتيب دول المنطقة بمتوسط26.9 ، وتلتها اليابان بمتوسط انتحار بلغ 18.5، فيما حلّت كيرباتي ثالثًا بمتوسط انتحار بلغ 14.4، وهذا رسم بياني يُظهر توزيع متوسطات معدلات الانتحار في الدول التي شملتها الدراسة في منطقة غرب المحيط الهادي:

غيانا تتصدر الأمريكتين.. رابع مناطق العالم في معدلات الانتحار

حلّت منطقة الأمريكتين رابعًا بين مناطق العالم في معدلات الانتحار بمتوسط انتحار بلغ 9.8، لكل 100 ألف نسمة، وتصدرت غيانا ترتيب دول المنطقة بمتوسط29.2 ، وتلتها سورينام بمتوسط انتحار بلغ 22.8، فيما حلّت الأورجواي ثالثًا بمتوسط انتحار بلغ 18.4، وجاءت الولايات المتحدة الأمريكية رابعًا، بمتوسط انتحار بلغ 15.3، وهذا رسم بياني يُظهر توزيع متوسطات معدلات الانتحار في الدول التي شملتها الدراسة في منطقة الأمريكتين:

ليسوتو تتصدر أفريقيا.. خامس مناطق العالم في معدلات الانتحار

حلّت قارة أفريقيا خامسًا بين مناطق العالم في معدلات الانتحار بمتوسط انتحار بلغ 7.4، لكل 100 ألف نسمة، وتصدرت ليسوتو ترتيب دول المنطقة بمتوسط21.2 ، وتلتها غينيا الإستوائية بمتوسط انتحار بلغ 16.4، فيما حلّت كوت ديفوار ثالثًا بمتوسط انتحار بلغ 14.5، وهذا رسم بياني يُظهر توزيع متوسطات معدلات الانتحار في الدول التي شملتها الدراسة في منطقة أفريقيا:

وعلى الرغم من أن أعلى معدلات الانتحار تسجل في الدول الغربية، لكن نسق ارتفاعها في المجتمعات العربية مخيف، فقد ذكر تقرير (الوقاية من الإنتحار ضرورة عالمية) لسنة 2016، أن معدل الانتحار في الدول العربية بلغ 4 حالات لكل 100 ألف ساكن. ويحتل السودان المرتبة الأولى عربيا بـ 17 حالة لكل 100 ألف ساكن.

اليمن تتصدر شرق الأوسط.. آخر مناطق العالم في معدلات الانتحار 

تذيّلت منطقة شرق البحر المتوسط ترتيب مناطق العالم في معدلات الانتحار بمتوسط انتحار بلغ 3.9، لكل 100 ألف نسمة، وتصدرت اليمن ترتيب دول المنطقة بمتوسط انتحار 8.5 ، وتلتها 17دولة عربية.

وهذا رسم بياني يُظهر توزيع متوسط معدلات الإنتحار في منطقة الشرق الأوسط:

 اليوم العالمي لمنع الإنتحار...

احيا العالم امس “الاثنين” العاشر من سبتمبر اليوم العالمي لمنع الانتحار، في تذكير بأن هذه القضية ما تزال أهم تحديات الصحة العامة التي تواجه العالم.

ويهدف هذا اليوم إلى توحيد الجهود في الالتزام والعمل بغية ضمان منع عمليات الانتحار، وتوفير العلاج المناسب لأولئك الذين يعانون من أمراض نفسية، وإتاحة خدمات الرعاية المجتمعية وخدمات المتابعة الوثيقة لأولئك الذين يحاولون الانتحار، وتقييد إمكانية الحصول على وسائل الانتحار الشائعة، وزيادة تقدير التقارير الإعلامية الخاصة بعمليات الانتحار.

وتأسست الرابطة الدولية لمنع الانتحار "IASP" عام 1960، وهي أكبر منظمة دولية مكرسة لمنع الانتحار والتخفيف من آثار الانتحار، ولها أعضاء في أكثر من 50 دولة.

وجاء في الموقع الرسمي لمنظمة الصحة العالمية هذا العام، إن في كل عام يضع ما يقارب 800 ألف شخص نهاية لحياتهم، فضلا عن الكثيرين ممن يحاولون الانتحار، وتمثل كل حالة انتحار مأساة تؤثر على الأسر والمجتمعات والبلدان بأكملها بما تحدثه من آثار طويلة الأمد على من تركوهم وراءهم.

وأوضحت المنظمة، في تقارير لها مشيرة إلى أنه يمكن اعتماد تدابير ونهج متعدد المستويات ومتماسك لمنع الانتحار. 

وتشمل هذه التدابير الحد من فرص الوصول إلى وسائل الانتحار (مثل مبيدات الآفات، الأسلحة النارية، وبعض الأدوية)، وإعداد وسائل الإعلام للتقارير بطريقة مسؤولة، وتطبيق سياسات الكحول للحد من استخدام الكحول على نحو ضار، والتشخيص والعلاج والرعاية المبكرة للمصابين باضطرابات نفسية أو الاضطرابات الناجمة عن تعاطي مواد الإدمان والآلام المزمنة والاضطرابات العاطفية الحادة، وتدريب العاملين الصحيين غير المتخصصين في تقييم وإدارة السلوك الانتحاري، وتوفير رعاية المتابعة للأشخاص الذين أقدموا على الانتحار وتوفير الدعم المجتمعي لهم.