ماهي رسائل ايران من استهداف الارهابیین بکردستان العراق؟

ماهي رسائل ايران من استهداف الارهابیین بکردستان العراق؟
الثلاثاء ١١ سبتمبر ٢٠١٨ - ٠٦:١٩ بتوقيت غرينتش

استهدف الحرس الثوري الایراني، السبت الماضي، مقر قادة إحدى الزمر الارهابية المجتمعة في منطقة کردستان العراق بسبعة صواريخ أرض_أرض، ما أدى إلى إلحاق خسائر كبيرة في صفوف الإرهابيين.

 العالم- تقارير

وکان الدافع وراء قیام الحرس الثوري بهذه الضربة الموجعة هو الاعمال الشريرة التي كانت تقوم بها هذه الزمرة العميلة للاستكبار العالمي لاسیما خلال الاشهر الاخيرة ضد المناطق الحدودية لایران وذلك من خلال ارسال العديد من الخلايا الارهابية نحو الحدود الايرانية لزعزعة الامن وارتكاب الاعمال اللاانسانية ضد المواطنین الابریاء في محافظات اذربيجان الغربية وكردستان وكرمانشاه. 

والحقيقة أن عناصر هذه الزمرة کانوا قد تلقوا من قبل ضربات قاتلة في ظل جهوزية واستعداد القوة البرية للحرس الثوري في مناطق مختلفة کـ"مريوان" و"كامياران" الحدودية لکنهم وبعد أن لم تجد التحذیرات الجادة الصادرة عن السلطات الامنة الايرانية آذانا صاغية لدی هؤلاء القتلة اضطرت قوات الحرس الثوري لاستهداف مقر بعض قادتهم بسبعة صواریخ أرض– أرض وقصیرة المدی من نوع "فاتح 110".    

ومنذ أعوام يوجد عدد من الجماعات الإرهابية التي تتخذ من بعض الدول كالعراق أو باكستان مقرا لها لضرب ایران والقیام بالاعمال الارهابية ضد الشعب الایراني، وکلها تحتمي باميركا، وبعض الدول الرجعية في المنطقة كالسعودية، لذلك كان لا بد من رد حاسم تقوم به الجمهورية الإسلامية ضدها، لتؤكد مرة اخری علی انها قادرة على توجيه ضربات حاسمة للأعداء في اي زمان ومكان.

وأظهرت هذه العملية الصارمة أن قوات الحرس الثوري کغيرهم من القوات المسلحة والامنية في ایران، لاتتردد طرفة عین في صیانة الحدود الإيرانية والدفاع عن ثوابت الثورة الإسلامية وأهدافها وأنها لم ولن تسمح للمرتزقة الارهابيين أن يعرضوا أمن البلاد للخطر. 

کما أثبتت هذه العملية الناجحة أن المدافعين عن امن البلاد لا يكتفون بالدفاع فحسب، بل سيلاحقون المعتدين أینما کانوا؛ کما اثبتت أیضا جهوزية الحرس الثوري والسيطرة الاستخبارية له ضد الاعداء.                                                                                                           

ان مسؤولية الدفاع عن حدود البلاد ملقاة على عاتق القوات المسلحة وفق الدستور الایراني ولهذا ما قامت به قوات الحرس الثوري جاءت ضربة استباقية ضد المتآمرین وانها اتت في اطار استراتيجة الرد على اي اعتداء يهدد ايران، ومن هنا تأتي مشروعیتها. 

واستخدمت ايران في هذه الضربة الصاروخية نماذج من صواريخ فاتح ارض ارض (فاتح 110) والذي يبلغ مداه 300 كيلومتر، علما أن رؤوس هذه الصواريخ بإمكانها حمل 500 كيلوغرام من المتفجرات ما يجعلها تمتاز بقدرات تدميرية عالية الى جانب دقتها في تحديد الاهداف.                      

وتناقلت وسائل الإعلام الإقليمية والعالمية نبأ الضربة الصاروخية الايرانية هذه ومدى دقتها وقدراتها التدميرية، واعتبرها المراقبون مختلفة عن مثیلاتها السابقة اختلافا جوهریا وأنها وجهت عدة رسائل لداعمي الجماعات الارهابية في واشنطن والرياض وتل أبيب.

کما اعتبرت بعض الصحف الصهیونية أن هذه الهجمات اظهرت  القوة الايرانية في مواجهة الحظر الاميركي وان طهران تفعل ما تشاء.

ویتوقع من مسؤولي كردستان والحکومة العراقية أن یرصدوا أکثر من ذي قبل نشاطات الارهابیین الذين ينشطون داخل الاراضي العراقية ضد ایران، ویتعین علیهم- كما صرح بذلك رئيس هيئة الاركان الايرانية العمید باقري- تسلیم الارهابیین الی ایران أو طردهم علی الاقل من العراق، وان یلتزموا بتعهداتهم بعدم تنفیذ أي عملیات ضد ایران.

فالقوات المسلحة في ایران لا تساوم أحدا علی مصالح البلاد وانها لن تتخلی قید أنملة عن مبادئها وکرامتها کما أنها من شأنها أن تقضي علی کل ما یحاك ضد ايران الاسلامية من مؤامرات امریکية- صهیونية.

* د.نظري