الاحتلال يواصل التطهير العرقي.. الخان الأحمر في خطر

الاحتلال يواصل التطهير العرقي.. الخان الأحمر في خطر
الأربعاء ١٢ سبتمبر ٢٠١٨ - ١٠:٣٣ بتوقيت غرينتش

تشهد الاراضي الفلسطينية، جريمة جديدة تضاف الى جرائم التطهير العرقي التي تمارسها سلطات الاحتلال الإسرائيلي، تتمثل بمحاولة الاحتلال محو قرية "الخان الأحمر" البدوية الفلسطينية شرق مدينة القدس المحتلة.

العالم – تقارير

وقالت مصادر محلية أن جنود الاحتلال أغلقوا البوابة الرئيسية المؤدية للخان في محاولة لعرقلة وصول المتضامنين الى القرية التي تشهد اعتصاما مفتوحا لحمايته من الهدم.

وشدد الاحتلال من حصار القرية غداة نجاح نشطاء في بناء تجمع صغير من الصفيح والاخشاب بالقرب من القرية.

والمحاولة الاسرائيلية لمحو قرية "الخان الأحمر" البدوية شرق مدينة القدس المحتلة، تأتيب فى اطار عملية اقتلاع وتهجير وتطهير شاملة لأهداف ستيطانية، لخدمة مشروع "إسرائيل" بالاستيلاء على كافة الأراضى الفلسطينية بالضفة الغربية ومدينة القدس المحتلة.

وأصدرت سلطات الاحتلال الإسرائيلي بتاريخ 25/5/2018 قرارا نهائيا بهدم قرية الخان الأحمر، وتهجير ساكنيه البالغ عددهم نحو 190 فلسطينيا. ويعدّ الخان الأحمر أنموذجا لنحو 46 قرية بدويًة تنتشر على طول الشريط الشرقي لجبال الضفة الغربية من طوباس شمالا وحتى الخليل جنوبا، يبلغ عدد سكانها نحو 14 ألف نسمة، ويعيشون في ظل أوضاع جغرافية وخدمية صعبة، ويعتمدون في معيشتهم على رعي الماشية في المناطق الرعوية، التي تصنف وفق "اتفاقية أوسلو" مناطق (ج)، أي خاضعة للسيطرة الأمنية والإدارية التابعة للاحتلال الإسرائيلي.

مشاريع استيطانية متعددة والهدف واحد

ويستهدف الاحتلال من تهجير التجمعات البدوية في منطقة النبي موسى، التي يعدّ الخان الأحمر جزءًا منها، وصل مستوطنتي "معاليه أدوميم" و"كفار أدوميم" ضمن كتلة استيطانية واحدة، ووصلها بالأحياء الغربية لمدينة القدس المحتلة، عبر شبكة من الطرق والأنفاق وسكك الحديد، مما يشكل طوقًا استيطانيًا حول مدينة القدس المحتلة من الناحية الشرقية، ويعرف هذا المشروع بـ "E1".

يحقق الاحتلال من وراء هذه السياسة جملة من الأهداف الأخرى، مثل: عزل مدينة القدس المحتلة بشكل نهائي عن باديتها، وحصر التمدد العمراني للبلدات الفلسطينة (كالعيزرية وعناتا وأبو ديس)، وتشكيل حلقة وصل ما بين الساحل الفلسطيني والأغوار ومن ثم الاردن، وعندها تصبح مدينة القدس المحتلة معزولة نهائيًا، وكذلك المحيط الفلسطيني، إضافة إلى ذلك شطر الضفة الغربية إلى نصفين جنوبي وشمالي، مما ينهي حلم إقامة دولة فلسطينية متواصلة جغرافيًا.

ويسعى الكيان الاسرائيلي منذ احتلاله للضفة الغربية في العام 67 للسيطرة على هذه المنطقة، التي يعرف أهميتها بالنسبة لأهدافه في السنوات القادمة، والتي بقيت حبيسة الأدراج حتى مجيء الوقت المناسب لتنفيذها.

لا تنفصل قضية الخان الأحمر عن باقي التجمعات البدوية الأخرى، القريبة من الحدود الأردنية الفلسطينية والبحر الميت، لذلك يستهدف الاحتلال هذه المنطقة باستمرار منذ إقرار مشروع "آلون" الاستيطاني العام 1967، الذي نفذه الاحتلال في هذه المنطقة بشكل كامل عبر بناء عشرات المستوطنات والمواقع العسكرية ومحطات الرادرات؛ لتأمين حدوده الشرقية من أي هجوم عسكري محتمل.

سيؤدي هذا المشروع إلى زيادة مساحة مدينة القدس لتصبح  600 كم2، لتشكل 10% من مجموع مساحة الضفة الغربية، ويكون العنصر البشري اليهودي هو الغالبية بنسبة 80%.

ويأتي هذا المشروع ضمن مشروع أضخم يعرف بمشروع "القدس 5800" للعام 2050، الذي سيقام بموجبه مطار دولي في منطقة النبي موسى، ومجموعة من الفنادق والأسواق وشبكة من الطرق وسكك الحديد التي تربط مدينة "تل أبيب" بمدينة القدس المحتلة، ثم الأغوار الفلسطينية، ومنها إلى الأردن ودول أخرى، وهذا جزء من "صفقة ترامب" التي تحدثت بعض وسائل الإعلام عن بعض تفاصيلها.

"العفو الدولية" تدعو لوقف هدم قرية الخان الأحمر

دعت "منظمة العفو الدولية"، السلطات الاحتلال الإسرائيلية إلى أن تلغي على الفور خطط هدم قرية الخان الأحمر وإخلاء أهلها من البدو الفلسطينيين قسراً.

وأكد تقرير لـ "العفو الدولية"، اليوم أن "سياسات إسرائيل لتوطين المستوطنين الإسرائيليين في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وتدميرها التعسفي لممتلكات الفلسطينيين الذين يعيشون تحت الاحتلال، وترحيلهم بالقوة، تنتهك "اتفاقية جنيف الرابعة" وتشكل جرائم حرب موصوفة في "النظام الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية".

وبدوره طالبت ألمانيا وفرنسا وإيطاليا وإسبانيا وبريطانيا الكيان الاسرائيلي الاثنين الماضي بعدم هدم قرية الخان الأحمر، وذلك بعد أن مهدت محكمة إسرائيلية الطريق أمام هدمها.

وقالت الدول الخمس في بيان مشترك إنها تؤكد مجددا دعوة الحكومة الإسرائيلية عدم المضي قدما في خطتها لهدم القرية، بما يشمل مدارسها، وتشريد سكانها.

وأضافت أن عواقب الهدم والتشريد ستكون خطيرة للغاية على سكان هذه القرية، بما في ذلك الأطفال، وأيضا على آفاق حل الدولتين.

حماس والجهاد تنددان باقتحام الاحتلال للخان الأحمر

ووصفت حركتا حماس والجهاد الإسلامي، اقتحام جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، لقرية الخان الأحمر السكني شرقي مدينة القدس المحتلة، تمهيدًا لهدمه، هو "تطهير عنصري" و"عدوان جديد".

وقالت حماس، في بيان، إن "الهجمة التي تقوم بها سلطات الاحتلال ضد أهالي الخان الأحمر، امتداد لسياسة التطهير العنصري التي مارستها الحركة الصهيونية من قبل إقامة كيان الاحتلال".

وأضافت الحركة، على لسان المتحدث باسمها حازم قاسم، "هذه السياسة المستمرة تكشف عنصرية المحتل وارهابه، وتنستند للدعم الأمريكي".

من جانبها، قالت حركة الجهاد الإسلامي، في بيان، إن "هدم الاحتلال الإسرائيلي منازل الفلسطينيين في الخان الأحمر، عدوان جديد على شعبنا".

وتابعت أن "هذا العدوان الجديد يأتي في سياق التوسع الاستيطاني في القدس وسائر فلسطين".

متضامنون يحاولون بناء قرية مجاورة للخان الأحمر 

وشدد جيش الاحتلال الإسرائيلي يوم الثلاثاء، حصاره على قرية الخان الأحمر بعد أن قام نشطاء فلسطينيون ومتضامنون أجانب ببناء قرية مجاورة لها ومشابهة خلال ساعات الليل.

واستخدم العشرات من الناشطين خلال ساعات الليل الخشب ببناء بيوت مشابهة لبيوت المواطنين في "الخان الأحمر"، يسابقون الزمن حتى لا تتنبه لهم قوات الإحتلال وتمنعهم من بناء قرية التحدي الجديدة التي أطلقوا عليها اسم "الوادي الأحمر"، تحديا للكيان الاسرائيلي الذي يحاول قلع التجمعات البدوية في تلك المنطقة وترحيلها لصالح تضخيم المستوطنات المجاورة.

وجيش الاحتلال الإسرائيلي اقتحم محيط التجمع وأطلق طائرة استطلاع لتصوير ما يجري في المكان، كما منع دخول وخروج المواطنين من قرية الخان الأحمر.

وطالبت حكومة الاحتلال الإسرائيلي، سكان القرية بإخلاء مساكنهم في الخان الأحمر بشكل طوعي، مقابل توفير "بديل" يتمثّل بقطعة أرض على مساحة 255 دونمًا قرب مدينة أريحا، للعيش فيها.

ماذا تعرف عن الخان الأحمر؟

وتقع القرية بين مستوطنة معاليه أدوميم وهي مستوطنة كبرى قرب القدس ومستوطنة كفار أدوميم الأصغر إلى الشمال الشرقي.

ويعيش بها نحو 190 بدويا، يرعون الماشية والأغنام، في أكواخ من الصفيح والخشب.

وينتمي سكان خان الأحمر إلى قبيلة الجهالين البدوية التي طردها جيش الإحتلال من جنوب فلسطين المحتلة في الخمسينيات من القرن الماضي.

ويسعى الاحتلال الإسرائيلي منذ فترة طويلة لإجلاء البدو من المنطقة الواقعة بين المستوطنتين. وكانت المحكمة العليا قد أقرت الهدم في مايو/ أيار الماضي.

وأعلن الاحتلال الإسرائيلي أنه يخطط لإعادة توطين السكان في منطقة على بعد نحو 12 كيلومترا قرب قرية أبو ديس الفلسطينية في منطقة مجاورة لمكب نفايات.

ويقول نشطاء حقوق الإنسان إن نقل السكان قسريا يشكل انتهاكا للقانون الدولي الذي يسري على الأرض المحتلة. وتقول جماعات حقوقية إن إجلاء البدو سيخلق جيبا استيطانيا أكبر قرب القدس المحتلة وسيزيد على الفلسطينيين صعوبة ربط الأراضي في الضفة الغربية لإقامة دولتهم.

وتعد معظم دول العالم المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية غير مشروعة، وهو الأمر الذي تعارضه الاحتلال.

وكان وزير الحرب الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان قد أعلن في آب (أغسطس) الماضي أن الحكومة الإسرائيلية سوف تقوم بإخلاء جميع أهالي القرية خلال عدة أشهر.

وفي الآونة الأخيرة، أعلن جيش الاحتلال خططاً جديدة لهدم قرى عين الحلوة وأم جمال، في وادي الأردن، وجبل البابا، إلى الشرق من القدس، وكذلك خُمس مباني قرية سوسيا الفلسطينية، الواقعة في تلال جنوب الخليل.

وقد أقدم الاحتلال الاسرائيلي، منذ 1967، على إخلاء قرى فلسطينية بأكملها، وشرد أبناءها قسراً، كما قام بهدم ما  يزيد على 50,000 منزل وهيكل بناء تعود ملكيتها للفلسطينيين.