صحيفة كويتية: أميركا تقف وراء احداث البصرة بعد فشل ورقة داعش

صحيفة كويتية: أميركا تقف وراء احداث البصرة بعد فشل ورقة داعش
الأربعاء ١٢ سبتمبر ٢٠١٨ - ٠١:٢٦ بتوقيت غرينتش

اتهمت صحيفة "القبس" الكويتية الرسمية، الاربعاء، الولايات المتحدة الأميركية بالوقوف وراء الاحداث الاخيرة التي شهدتها مدينة البصرة العراقية، معنبرة تلك الاحداث "محاولة اميركية" للضغط من اجل اختيار مرشح لرئاسة الحكومة "ينال رضا واشنطن ومنفذا لأوامرها"، فيما اتهمت الولايات المتحدة بالسعي لتنفيذ "انقلاب أبيض" لفرض سلطتها في العراق.

العالم - مقالات وتحليلات

وقالت الصحيفة في مقال نشر بعددها الصادر، اليوم، والذي حمل عنوان "التدخُّل الأميركي في العراق" وكتبه الصحفي مصطفى الصراف، إنه "بعد إفشال الغاية من السيناريو الذي أطاح نظام صدام حسين، ألا وهو احتلال العراق وضمه إلى بيت الطاعة الأميركي، دفع بأفواج داعش لتخريب العراق، ولما تصدّى لها الشعب والجيش العراقي وأخرجها وتخلّص منها، جاء، اليوم، الأميركي ليمارس الضغوط لفرض حكومة تابعة لنفوذه، كما هي معظم حكومات المنطقة العربية".

وتابعت الصحيفة أنه "لتحقيق ذلك جاء بورقة شبيهة بسيناريو الربيع العربي، حيث استغل سوء الخدمات وضنك العيش الذي يمر فيه العراق بسبب دمار بنيته التحتية في معظم مناطقه إبان مرحلة الدواعش، ما جعل العراق يخصص معظم مداخيله لإصلاح ما دمّر كأولوية، وقد أدى ذلك إلى خروج بعض التظاهرات السلمية للمطالبة بسرعة الإصلاحات"، مشيرة الى أن "الورقة كانت جاهزة لاستغلال تلك التظاهرات لتصعيد الموقف وتأجيج الأوضاع الاجتماعية، والصراع بين الأحزاب الوطنية".

وتابعت أن "البعض اندس فقام بحرق المباني الحكومية وشبه الحكومية، وزيادة الخراب في البنية التحتية"، مضيفة أن ذلك "جاء معاصرا للعمل على تشكيل السلطات السياسية الجديدة بعد انتخابات عامة".

واشارت الصحيفة الى "حضور ممثل لأميركا، اليوم، للضغط على الأحزاب العراقية علنا وتارة بالوعيد، وأخرى بالتهديد لاختيار مرشح لرئاسة الحكومة ينال رضا أميركا، ويكون منفّذا لأوامرها"، معتبرة أنه "إذا تم لها ذلك تكون أميركا قد حققت ما لم تستطع تحقيقه بعد إسقاط نظام صدام حسين ومرحلة الدواعش".

وبينت الصحيفة أن واشنطن "تعمل اليوم جاهدة بما يشبه انقلابا أبيض لفرض سلطتها، وهذا العمل يبرز إلى أي مدى بلغت سطحية الأداء في السياسة الأميركية في عهد إدارة الرئيس ترامب، ولم يعد لدى هذه الإدارة سوى استخدام القوة، إن قولا أو فعلا، لتحقيق أطماعها، كانسحابها من تمويل الأونروا، أو تهديدها بضرب سوريا، بحجة مسرحية الكيماوي المكشوفة، أو تهديد دول الخليج (الفارسي) بثرواتها، أو فرض صفقة القرن، وجعل القدس عاصمة لإسرائيل".

وخلصت الصحيفة الى أن "هذه مجرد أمثلة ظاهرة للجميع، ناهيك ما يحاك في الخفاء، ما نفَّر منها حتى حلفاؤها في أوروبا، كما أشعل الخلاف حتى بين أعضاء هذه الإدارة، وكذلك بينها وبين الحزب الجمهوري التي هي منه"، وختمت قائلة "مع هكذا تصرُّف ألا ينبغي للأمة العربية أن تتخذ موقفا يحفظ لها اعتبارها في مواجهة هذا الصلف والهوان؟".