ترامب "ملك الكذب"!

ترامب
الجمعة ١٤ سبتمبر ٢٠١٨ - ٠٩:٣٣ بتوقيت غرينتش

رغم مرور أقل من عامين على تولي دونالد ترامب رئاسة الولايات المتحدة، إلا أنه استطاع أن يحقق رقمًا قياسيًا في الكذب والتضليل بشأن سياساته الداخلية أو الخارجية.

في 7 سبتمبر الجاري، كان ترامب في ولاية مونتانا الأمريكية، ثم غادر إلى ولاية داكوتا الشمالية، وعاد في النهاية إلى واشنطن، وخلال رحلته تحدث إلى المراسلين في الطائرة الرئاسية، وحضر حفلين وأجرى مقابلات مع ثلاثة من الصحفيين المحليين.

صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، قالت: إنه في ذلك اليوم، أدلى ترامب بنحو 125 تصريحًا كاذبًا أو مضللًا، في فترة زمنية لم تتجاوز 120 دقيقة، محققًا رقم قياسي جديد، وفي اليوم السابق، أدلى الرئيس بـ74 ادعاءًا كاذبًا، وكان معظمها في تجمع جماهيري في ولاية مونتانا.

وقد تسبب هذا السيل من الأكاذيب في يومين فقط في وصول عدد الأكاذيب التي أدلى بها ترامب إلى أكثر من 5 آلاف كذبة في خلال 601 يوم منذ توليه منصبه، وذلك بمعدل 8.3 كذبة في اليوم، ولكن خلال الأيام التسعة الماضية، ارتفع معدل كذب ترامب بمتوسط ​​32 كذبة في اليوم الواحد، وفقًا لاحصائيات الصحيفة الأمريكية.

وبحسب الصحيفة جاءت الكذبة رقم 5 آلاف، في تغريدة عن التحقيق الذي أجراه المحقق الخاص روبرت مولر في التدخل الروسي في انتخابات الرئاسة الأمريكية، واصفًا إياه بأنه كان مجرد خدعة من الديمقراطيين لأنهم خسروا الانتخابات.

وأشارت الصحيفة الأمريكية، إلى أنه في ما يقرب من 140 مناسبة، زعم الرئيس الأمريكي زورًا أن التحقيق الروسي مُختلق، أو مجرد خدعة. لكن المعلومات حول الجهود الروسية للتأثير في انتخابات عام 2016، التي توصلت إليها وكالات الاستخبارات الأمريكية، وأعلنتها في تقرير رفعت عنه السرية، أكدت أن التدخل الروسي أمر حقيقي.

واعترف أحد مساعدي حملته الانتخابية، بأنه مذنب بالكذب على مكتب التحقيقات الفيدرالي بشأن اتصالاته الخارجية، بما في ذلك التواصل مع شخص روسي أدعى أنه يملك رسائل بريد إلكتروني تخص الحزب الديمقراطي، بحسب وتشنطن بوست. بالإضافة إلى ذلك اجتمع نجل الرئيس، وصهره ومدير حملته الانتخابية، في برج ترامب في يونيو 2016، مع شخص اعتقدوا أنه كان ممثلًا للحكومة الروسية، والذي وعدهم بتشويه سمعة منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون.

إعصار "ماريا"

ووفقا للصحيفة الأمريكية، فإن كذبة ترامب رقم 5001، كانت من خلال تغريدة ادعى فيها، أن إدارته قامت بعمل رائع غير مسبوق في التعامل مع إعصار "ماريا" في عام 2017 عندما ضرب بورتوريكو، متجاهلًا مجموعة كبيرة من التقارير الرسمية التي أثبتت عكس ذلك، حيث قدرت دراسة أجرتها جامعة جورج واشنطن عدد القتلى بين 2658 و3290 قتيل، فيما قدرت سلطات بورتوريكو عدد القتلى بنحو 2975، وانخفض عدد سكان الجزيرة بنسبة 8% بسبب عدد القتلى والهجرة الخارجية بعد الإعصار، وفقا للدراسة.

فيما كشف تقرير منفصل أعده مكتب المساءلة الحكومية، عن مجموعة من المشاكل التي منعت وكالة إدارة الطوارئ الفيدرالية من الاستجابة بسرعة وكفاءة لكارثة بورتوريكو، في الوقت الذي لم تعد الطاقة الكهربائية لبورتوريكو بشكل كامل لمدة 11 شهرًا بعد الإعصار.

وذكر استطلاع جديد أجرته مؤسسة "واشنطن بوست" شارك فيه 1500 شخص تم اختيارهم عشوائيًا من سكان بورتوريكو، أن 80% منهم يروا أن رد فعل ترامب تجاه إعصار ماريا كان سلبيًا.

ولا يزال كثيرون يعانون من نقص في الضروريات الأساسية، حيث أفاد 83% من المشاركين في الاستطلاع بأن الإعصار قد ألحق أضرارًا كبيرة بمنازلهم، وفقدوا الطاقة الكهربائية لأكثر من ثلاثة أشهر، وتعرضوا أيضًا لمشاكل صحية متفاقمة، إضافة إلى الطرق المظلمة غير الممهدة.

وعلى الرغم من وصول العدد الإجمالي للقتلى قرابة ثلاثة آلاف شخص وفقًا لحكومة بورتوريكو، فإن لغة الرئيس عندما زار الجزيرة بعد أسبوعين من الإعصار الذي دمرها كانت "فظة" للغاية. حيث صرح في 3 أكتوبر 2017، بأن الموت واحد، لكن إذا نظرت إلى كارثة حقيقية مثل إعصار كاترينا، حيث وقع المئات من القتلى، وتقارنه بما حدث هنا وعدد الوفيات، يجب أن تشعر بالفخر 16 شخصًا مقابل الآلاف من القتلى".

زيادة الوظائف قاعدة البيانات التي أعدتها "واشنطن بوست" لأكاذيب ترامب، تكشف أن ما يقرب من ثلث إدعاءاته، أي نحو 1573 كذبة، تتعلق بالقضايا الاقتصادية أو الصفقات التجارية أو الوظائف.

وكثيرًا ما كان يُعزي ترامب الفضل إلى نفسه في زيادة الوظائف، والتي تم إنشاؤها في الواقع قبل أن يصبح رئيسًا، أو توفرت وفقًا لقرار شركة ما، ولم يكن له دور فيها. ودائمًا ما يشير ترامب إلى نجاحه المذهل من حيث نمو الوظائف، على الرغم من أن النمو السنوي في الوظائف خلال فترة رئاسته كان أبطأ مما كان عليه خلال السنوات الخمس الأخيرة لولاية باراك أوباما، بحسب "واشنطن بوست".

بالإضافة إلى ذلك أدعى ترامب أكثر من 50 مرة، أن الاقتصاد اليوم هو في "أعظم" حال في تاريخ الولايات المتحدة، وهو تصريح وصفته الصحيفة الأمريكية بـ"السخيف"، ولا تدعمه البيانات. أما في أعقاب انتشار مقتطفات من كتاب "الخوف" للصحفي الأمريكي بوب وودوارد، أعاد ترامب استخدام كذبة تعود إلى الأيام المائة الأولى في رئاسته، والتي يقول فيها: إنه "حقق إنجازات أكثر من أي رئيس في التاريخ في نفس الفترة الزمنية"، وهو اتلتصريح الذي ردده 6 مرات في 4 أيام.