(تعرف لماذا) نهاية آل سعود ستكتب على يد محمد بن سلمان!

(تعرف لماذا) نهاية آل سعود ستكتب على يد محمد بن سلمان!
السبت ١٥ سبتمبر ٢٠١٨ - ٠٨:٣٠ بتوقيت غرينتش

منذ تولي محمد بن الملك سلمان منصب ولي ولي العهد في السعودية في ٢٩ أبريل ٢٠١٥ بدأت الأزمات الداخلية والخارجية تتفاقم في هذا البلد، ووصل الأمر إلى أن الكثير من المراقبين باتوا يعتقدون بأن نهاية المملكة والأسرة الحاكمة أضحت قريبة على يد هذا الشاب (٣٠ عاماً) الذي لا يمتلك من الخبرة ما يؤهله لشغل مناصب حسّاسة كالتي أشرنا اليها بالإضافة إلى مناصب أخرى بينها النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير للدفاع والقائد الفعلي للجيش والبحرية والقوات الجوية ومدير شركة أرامكو للنفط والغاز الطبيعي والبتروكيمياويات.

العالم - تقارير

والذي دعا إلى تبني هذا الإعتقاد كثرة وفداحة الأخطاء التي حفل بها سجل هذا الأمير المدلل والتي تكشف عن جهله وسوء تدبيره وتسرعه وطيشه في إتخاذ القرارات الإستراتيجية والمصيرية على الصعيدين الداخلي والخارجي. ويمكن إجمال هذه الأخطاء الكارثية بما يلي:
١ – بعد أقل من ثلاثة أشهر على إستلامه منصب وزارة الدفاع (في ٢٣ يناير ٢٠١٥) سارع لإعلان العدوان العسكري الشامل والمتواصل على اليمن والذي تسبب حتى الآن في تكبد السعودية خسائر فادحة في الأرواح والمعدات وكلّف إقتصادها عشرات المليارات من الدولارات حتى الآن دون أن يحقق أياً من أهدافها المعلنة وغير المعلنة سوى قتل الأبرياء وتدمير البنى التحتية للشعب اليمني الصابر.
٢ – التهور في السياسة الخارجية والتي يصفها المراقبون بـسياسة الإندفاع والتسرع لإتخاذه قرارات خطيرة تتعلق بأمن البلاد والتي من شأنها أيضاً أن تهدد الأمن والإستقرار الإقليمي والدولي وذلك من خلال إستمراره بدعم الجماعات الإرهابية والتكفيرية في العديد من دول المنطقة والعالم لاسيّما العراق وسوريا ولبنان وبلدان شمال أفريقيا وبعض الدول الأوروبية.
٣ – البذخ والإسراف بالملذات الشخصية وهو ما أكده كثيرون بينهم الأمير سعود بن سيف النصر الذي يصفه بـالمتهور وأنه يجب الأخذ على يديه متهماً إيّاه بالإستنزاف الهائل للأموال بلا رقيب ولا حسيب. فيما وصفه المغرد السعودي الشهير (مجتهد) بأنه رمز اللامبالاة، مشيراً إلى أن الإبن المدلل للملك صرّح مرات عديدة بأن مال الدولة ملك له ويتصرف به كيفما يشاء ومن يعترض عليه ليس له إلاّ القمع، لافتاً إلى أنه نشأ في جو الدلع ولم يكن يُسأل عمّا يفعل.
٤ – سرقة عشرات المليارات من الدولارات عن طريق صفقات الأسلحة وتوظيفها لشراء الذمم والتمهيد للإستحواذ على السلطة. وتشير مصادر مقربة من العائلة المالكة إلى أنه إستولى أيضاً على أموال وأراضٍ كثيرة تابعة لعدد من الجمعيات في السعودية بينها جمعية الإسكان لتحقيق هذا الغرض.
٥ – إدارة مافيات غسيل الأموال التي نخرت الإقتصاد السعودي من خلال تنفيذ مشاريع إقتصادية وخدمية غير مجدية بهدف تحقيق أرباح عاجلة بالإتفاق مع سماسرة الشركات العالمية المعروفة.

و من جانب اخر اوردت صحيفة التايمز البريطانية، مقالا لمايكل برلي بعنوان “أيام الأمير السعودي الشاب معدودة: الآمال المعقودة على الأمير محمد بن سلمان كمصلح يداوي جراح المنطقة تسفر عن لا شيء”.

ويقول برلي إنه في بداية الأمر جاء الضجيج الإعلامي، مع إهدار الملايين على شركات العلاقات العامة وجماعات الضغط للترويج للجولة الدولية لولي العهد السعودي محمد بن سلمان في مارس/آذار الماضي، الذي ينظر إليه على أنه “الرجل السعودي القوي” رغم عمره البالغ 32 عاما.
ويقول برلي إنه “بعد مرور ستة أشهر، يبدو احتمال صعوده أقل تأكيدا، حتى أن والده الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز بدأ يبدي بوادر تشككه في الأمر”.

ويضيف أن “الهوة بين الضجيج الإعلامي حول ولي العهد وحقيقته أصبحت جلية للغاية”، ويتساءل: “هل تذكرون مشروع مدينة نيوم ذات التقنية العالية، التي كان ولي العهد السعودي يسعى لإقامتها؟ ويقول إن هذا المشروع التي خصصت له موازنة قدرها 80 مليار دولار، ومساعي إصلاح الاقتصاد السعودي وفقا لما سماه الأمير محمد بن سلمان “رؤية 2030″، يعتمدان على تعويم 5 في المئة من أرامكو، شركة النفط والغاز المملوكة للدولة”.

ويستطرد قائلا إن الملك سلمان بن عبد العزيز يبدو أنه ألغى التعويم، حيث ظهرت احتمالات أن يؤدي تعويم الشركة في نيويورك إلى مصادرة الأصول السعودية بسبب دعوى قضائية أمريكية ضد السعودية بشأن عدم الإفصاح بمعلومات عن هجمات 11 سبتمبر/أيلول.

ويقول برلي إن مبادرات الأمير محمد بن سلمان “أضرت بالسياسة الخارجية بالسعودية، فالحرب في اليمن المجاور، التي دخلت عامها الثالث، مستنقع من صنع ولي العهد”. ويضيف أنه وفقا لمؤسسة بروكينغ البحثية في الأمريكية، فإن الحرب في اليمن تكلف ما بين 5 مليارات إلى 6 مليارات دولار في الشهر، وقتل فيها عشرة آلاف شخص، بينما يواجه 8.5 مليون شخص المجاعة.

ويرى برلي أيضا أن محاولة ولي العهد السعودي لعزل قطر لدورها المزعوم في دعم الإرهاب باءت أيضا بالفشل. ولكنها أدت إلى تدمير مجلس التعاون الخليجي لصالح ثنائي للسعودية والإمارات.

ويقول برلي إنه لم يبق إلا القليل من مزاعم ولي العهد للتحديث، حيث يستمر قمع شيعة السعودية في الإقليم الشرقي للبلاد. ويضيف أن السماح للنساء بالقيادة تم الترويج له بصورة واسعة، ولكن في مقابل ذلك تم اعتقال 13 من الناشطات السعوديات اللاتي يبحثن عن صور أخرى من الحرية وعن الحد من وصاية الرجال عليهن.