ملخص... نوافذ - الثورة الحسينية.. دروس وعبر

الإثنين ١٧ سبتمبر ٢٠١٨ - ٠٢:٤٧ بتوقيت غرينتش

ثلة مؤمنة التحقت بركبه سارت معه وبه بلغت الفتح، نهجت دربا لاحبا يطوي الى البيوت التي اذن الله ان ترفع، ثلة تجاهد الله في سبيله، الهمت شعوبا واحرارا عزما وثباتا، بفضائل واخلاق وتقوى، ارعبت طواغيت واسقطت ممالك، احدثت فتوحات لمظلومين ومضطهدين لمحرومين ومستضعفين لرفع ظلم واقامة عدل.

ثلة قادها من هو انسانية ارتقت الى نبوة ونبوة هبطت الى انسانية، لا غروة في ذلك فهو سبط من قال فيه انا من حسين وحسين مني، ويأتيك بعد ذلك من يقول: قتل بسيف جده! كلمة خبيثة كشجرة خبيثة مالها من قرار.. شتان ما بينها وبين كلمة طيبة كشجرة طيبة تؤتي أُكلها كل حين.

وقال ضيف برنامج نوافذ الشيخ سامي ابو المنى: قراءة الثورة الحسينية، قراءة عاشوراء، يجب ان تكون قراءة انسانية بعيدة عن منطق الطائفية والتمذهب والتكلم بلغة شيعية فحسب، لان ما جاهد من اجله الامام الحسين عليه السلام وما استشهد من اجله كان مطلبا انسانيا وكان حقيقة انسانية، اذ انه لا يجوز السكوت على الظلم ولا يجوز السكوت على الانحراف الذي كان يحصل وربما كان سيستفحل في الاسلام فيحرفه عن رسالته، كانت ثورة على هذا الظلم وهذا الانحراف وثورة على الابتعاد عن قيم الاخلاق وقيم الإسلام الصحيحة.

واضاف ابو المنى: هو بمعنى ثورة تصحيحية اذن هي ثورة انسانية لانها هدفت الى تحقيق الغاية من الاسلام، وغاية الاسلام هي الانسان، لان الدين ليس غاية بحد ذاته بل هو وسيلة لتحقيق غاية والغاية هي الانسان، إذن ثورة الامام الحسين كانت تصب في هذه الغاية التي هي غاية انسانية.

فيما قال المفتي الشيخ احمد طالب: ان موضوع المذاهب لم يكن موجودا عندما حصلت الثورة الحسينية، وهذا الاستنهاض الي قام به الامام الحسين لم يكن له ابعاد مذهبية بالمعنى الذي نعيشه اليوم وتعيشه الامة بكل اسف اليوم.

واضاف الشيخ طالب: كان الامام الحسين عنوانا للاصلاح الانساني لمسيرة ارادت ان تأخذ يد الانسان نحو الصلاح وهذا العنوان العام الذي جاء به اني لم أخرج اشرا ولا بطرا ولا مفسدا ولا ظالما ولكن خرجت لطلب الاصلاح، كلمة الاصلاح والفساد والظلم هذه هل يمكن ان نؤطرها ببعد ديني او ببعد مذهبي او ان نقول ان لها عنوان وصبغة ضيقة معينة محددة كالعناوين التي نتبعها اليوم؟

وتابع: هذه العناوين وجدت منذ ان وجد الانسان على الارض وهي مستمرة ما دام الانسان موجودا على الارض، كالوقوف في وجه الظلم ومنع الفساد وعملية الاستنهاض لتحقيق الإصلاح ولتصويب مسار الأمة، هذه افعال انسانية يعيشها عادة اي مصلح انساني يريد ان يأخذ بالامور نحو الصلاح الانساني.

واردف الشيخ طالب: حينما نريد ان نضيق هذا البعد الكبير وهذه المساحة الكبيرة انا اعتقد اننا نسيء للقائد الذي يقود هذه العملية الاصلاحية وايضا نسيء للفكرة التي يحملها وللنهج الذي سار من اجله، تضييقه هو اساءة وتضييع للهدف الذي من اجله ثار ومن اجله قام بهذا الاستنهاض.

من جهته قال ضيف البرنامج الاكاديمي الاب كميل مبارك: نحن نرى في حدث كربلاء ارساء باسس الديمقراطية قبل وجود الكلمة في الاسلام، لقد اتت كلمة الشورى في الإسلام لتحل محل الديمقراطية الى حد ما، ثار الحسين لان الديمقراطية او الشورى بالذات قضي عليها مع بني سفيان، يعني قضي على وصية من وصايا الرسول (ص) في الاحكام والحكم وهذا تهديد لكل الشعوب وليس لمن كان يومها في كربلاء او في الديار الإسلامية، عندما يأتي من ينحر الديمقراطية ينحر كل الشعوب. فثورة الحسين واستشهاد الحسين في سبيل ارساء اسس الديمقراطية او الشورى هي ثورة ايضا مسيحية اذا شئنا ان نعبر عنها بكلام ديني.

وتابع الاب مبارك: نعتبر في شخصية الحسين وفيما قاله الحسين وفيما كتب عن الحسين ان هذا الرجل النموذج، يبدو ان الله لا يترك الناس على ضلالهم في اصعب ايامهم، لابد ان يرسل منارات لهؤلاء الناس يستنيرون بكلامه، هذا الرجل انطلق في كلامه وتعاطيه مع الناس وعلاقاته مع الآخرين من كل دين او من كل لون او عرق تعاطى انطلاقا مما نسميه نحن مواهب الروح القدس، وهي كثيرة جدا وعندما اعدد هذه المواهب نجدها في هذا الرجل الذي اسمه الحسين، ومنها الحكمة والطاعة والحذر والجرأة واحترام كرامة الانسان والدفاع عن الحق والمعرفة والفهم والحرية، وهي قيم عاشها وعلمها بالسيرة وليس فقط بالكلام.

فيما قال الخبير التربوي نبيل قسطنطين: ان اراضي جنوب لبنان تحررت بدماء الجيش والشعب والمقاومة، وكم من حسين قتل في الجنوب من اجل لبنان وكم من حسين قتل في لبنان من اجل لبنان.

واضاف قسطنطين: ان الحسين (ع) مشى في طريق الانسان، والانسان بشكل عام مخلوق من شخصيتين، الروح والتي هي على تواصل مباشر وعمودي مع الله سبحانه وتعالى، والنفس البشرية، ويلتقي الحسين مع السيد المسيح حيث تحملا معا عذابات لا يمكن ان توصف، كل ذلك من اجل ترقي ورفع النفس البشرية الى مستوى الروح حيث يلتقيان معا بنعمة الله سبحانه وتعالى.

 

ضيوف البرنامج:

المفتي الجعفري الشيخ احمد طالب

امين عام مؤسسة العرفان التوحيدية الشيخ سامي ابو المنى

عميد معهد الدكتوراه في جامعة الحكمة الاب كميل مبارك

الخبير في الشؤون التربوية الدكتور نبيل قسطنطين

 

يمكنكم متابعة الحلقة كاملة عبر الرابط التالي:

https://www.alalam.ir/news/3783356
https://www.alalam.ir/news/3783361