مع الحدث - قمة بوتين-إردوغان ومصير إدلب - الجزء الثاني

الثلاثاء ١٨ سبتمبر ٢٠١٨ - ١١:١١ بتوقيت غرينتش

وضعت إدلب على طاولة قمة بوتين-إردوغان في سوتشي، التي تمخضت عن اتفاق ثنائي على إقامة منطقة عازلة بين الجيش السوري والمجموعات المسلحة.. إتفاق يقول وزير الدفاع الروسي الذي وقع مع نظيره التركي تفاهماً عسكرياً إنه سيجنب إدلب عملية عسكرية.. فماذا تعني إقامة منطقة منزوعة السلاح في إدلب؟ لماذا وافق بوتين على شراكة عسكرية مع تركيا؟ هل الاتفاق التركي سيؤجل عملية تحريرها؟ وما موقف دمشق من الاتفاق التركي الروسي؟

وفي الجزء الثاني من برنامج مع الحدث على شاشة قناة العالم لفت الباحث السياسي السوري ثائر إبراهيم إلى أن "محور مكافحة الإرهاب" هو كل من دخل من أجل مكافحة الإرهاب في القضية السورية وعلى رأسها الحليف الروسي، مضيفاً أن اجتماع سوتشي جاء في إطار تقديم إمكانيات وجوائز من قبل محوري المقاومة ومكافحة الإرهاب إلى تركيا من أجل إبعادها قليلاً عن الحضن الأميركي.

وأشار إلى التوافق على: تسيير دوريات عسكرية بين الروسي والتركي في المناطق المنزوعة السلاح، أي الفصل بين القوات السورية والإرهابيين الذين تتبناهم تركيا والتي هي جزء أساسي في اللعبة السورية.

وأشار إلى أن الحديث مازال ضمن الأراضي السورية حيث حتى أن الانسحاب الذي سوف يكون للعناصر الإرهابية هو باتجاه أراضي سورية وليس خارجها.

ولفت إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تحدث على منبر الأمم المتحدة وقبل التدخل الروسي في سوريا والعليات العسكرية وقال إن هناك قوتان على الأرض تحاربات الإرهاب وداعش هي الجيش السوري والقوات الكردية وهذا يعني ضمان حقوق وطمأنة الأكراد من أجل أن يعودوا إلى حضن الدولة السورية.

وأكد على أن عملية إدلب هي أسهل عملية عسكرية اليوم بسبب تفرغ الجيش السوري وقوات محور المقاومة لمثل هذه العملية.

من جانبه لفت الخبير بالشؤون التركية خورشيد دلي إلى أن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان: ربما يحس الآن بنشوة الانتصار، فهو طوال الفترات الماضية طالب بإلغاء العملية العسكرية في إدلب أو على الأقل تأجيلها إلى أمد، بعيد وكان هذا خلافاً واضحاً في قمة طهران.

وأوضح أن: المجموعات المسلحة في إدلب والتي دعمها ومكنها إردوغان كلها واقعة تحت جبهة النصرة التي تشكل نحو 80 بالمأة من المجموعات المسلحة الموجودة، وهذا الوجود تحت الرعاية التركية، فتركيا تريد أن تستخدم جبهة النصرة والمجموعات الأخرى كورقة لتحقيق أجنداتها ليس في إدلب إنما في مناطق أخرى.. إلى ترسيخ الاستراتيجيية التركية باتجاه معظم مناطق الشمال السوري.

وبين أن طريقة تعامل بوتين مع قضية إدلب تجاوزت الأزمة السورية للبحث عن استعادة الدولة لسيادتها على كل المناطق، إلى صيغة كيفية توظيف الدور التركي في صراعه مع الولايات المتحدة سواء في سوريا أو مناطق أخرى.

كما رأى خورشيد دلي أن: جزءاً من أهداف إقامة منطقة منزوعة السلاح هو هدف روسي بحت، وهو حماية قاعدة حميميم الروسية.. فخلال الفترات الماضية تمت عشرات الهجمات على القاعدة، وتحديداً من هذه المنطقة.

من جانبه أشار الدبلوماسي الروسي السابق سيرغي فوريبوف إلى أن: الخروج الأميركي من سوريا كلام نستمع إليه منذ مدة طويلة لكن الإدارة الأميركية لا تفعل شيئاً.

وأضاف: نحن الروس نسعى إلى تدمير الإرهابين تفادياً لتهديد المناطق الإسلامية في روسيا اولاً.. كما نفكر في سلامة الأراضي السورية والبنية التحتية العسكرية الروسية في سوريا انطلاقا من أمن سوريا وسلامة أراضيها.

وأكد أن الرئيس التركي قد استغل الفترة مابين القمة الثلاثية ولقاء سوتشي للحصول على ضمانات بالنسبة لانسحاب المسلحين.

هذا ونوه الباحث ثائر إبراهيم إلى أن "إدلب هي بؤرة أو مكب لكل العناصر الإرهابية التي رفضت التسوية والعودة إلى حضن الدولة السورية، وقررت الذهاب إلى تنظيم جبهة النصرة الإرهابي الذي هو تنظيم قاعدي تحت المظلة التركية."

وأكد أن جميع المجموعات المسلحة الموجودة في إدلب تنظيمات تكفيرية مسلحة لا توجد فيها معارضة معتدلة، وأن هذا هو ما يطرحه إردوغان، إضافة إلى رسائل وجهها إردوغان إلى العناصر الإرهابية يفرض عليهم فيها بأن يقوموا بنزع لباس الإرهاب أو القاعدي عنهم والانضمام إلى مايسمى علم الثورة السورية تحت مسميات العلمانية والديموقرايطة، حيث لم يستطع أحد أن ينجح في أن يظهر هؤلاء العناصر الإرهابية على هذى المستوى.

ووصف اللقاء في سوتشي وما تمخص عنه كخطوة أولى: لاتعني بالضرورة إنهاء العملية العسكرية، فهذا التأخير تكتيكي وليس استراتيجي.. فالاستراتيجية بالنسبة للدولة السورية والتي ينبى عليها قرار محور الماومة ومحور مكافحة الإرهاب وقرار الحليف الروسي هو تطهير الأرض السورية بالكامل.

 

 

يمكنكم مشاهدة ملخص الحلقة عبر الرابط التالي:
https://www.alalam.ir/news/3786541