الحرب السورية تدخل مرحلة جديدة بعد اسقاط الطائرة الروسية

 الحرب السورية تدخل مرحلة جديدة بعد اسقاط الطائرة الروسية
الأربعاء ١٩ سبتمبر ٢٠١٨ - ١٢:٣٦ بتوقيت غرينتش

لم تمضي ساعات قليلة على اتفاق الرئيس الروسي بوتين والتركي اردوغان على تجنيب مدينة ادلب السورية معركة عسكرية إلا وجاء الكيان الاسرائيلي يخلط الاوراق مجددا.

العالم-سوريا

أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن طائرة “إيل-20” الروسية التي فقد الاتصال بها قرب اللاذقية مساء الاثنين، أسقطت بصاروخ سوري بالخطأ خلال تصدي الدفاعات الجوية السورية لغارة إسرائيلية.

وقال المتحدث باسم الوزارة اللواء إيغور كوناشينكو في بيان صحفي اليوم الثلاثاء، إن 4 طائرات إسرائيلية من نوع “إف-16” استهدفت مواقع سورية قرب مدينة اللاذقية بقذائف جوية موجهة حوالي الساعة العاشرة مساء أمس.

وقامت الطائرات الإسرائيلية بالاقتراب من أهدافها على علو منخفض من جهة البحر المتوسط، وهي تعرض السفن والطائرات المتواجدة في تلك المنطقة للخطر بشكل متعمد.

وألقت الطائرات الإسرائيلية بقذائفها بالقرب من نقطة تواجد فرقاطة “أوفيرن” الفرنسية وقريبا جدا من طائرة “إيل-20” الروسية وهي تستعد للهبوط.

خارطة الكمين الإسرائيلي لـ"إيل-20"

عرضت وزارة الدفاع الروسية، اليوم الثلاثاء 18 سبتمبر/أيلول، خارطة حركة الطائرات الإسرائيلية والروسية "إيل-20" قبل إسقاطها.

ويبين الرسم البياني أن الطائرات الهجومية الإسرائيلية اقتربت من مسار "إيل-20" الروسية، وبعد ذلك أطلقت الصواريخ العالية الدقة GBU-39 بمدى إطلاق يبلغ 110 كيلومترات. والدفاع الجوي السوري الذي كان يتتبع طائرة "إف-16" الإسرائيلية، في نهاية المطاف اعتقد أن الطائرة الروسية عدوا وأسقطته.

وكانت قد أعلنت وزارة الدفاع الروسية، اليوم أن قاعدة "حميميم" الجوية الروسية في سوريا فقدت مساء يوم 17 سبتمبر، الاتصال مع طاقم الطائرة الروسية " إيل —20".

وقالت وزارة الدفاع في بيان: "في السابع عشر من سبتمبر في حوالي الساعة 23.00 بتوقيت موسكو، أثناء العودة إلى القاعدة الجوية "حميميم" فوق البحر الأبيض المتوسط وعلى بعد 35 كيلومترا من السواحل السورية فقد الاتصال بطاقم الطائرة الروسية " إيل — 20".

وقال المتحدث الرسمي باسم الوزارة الروسية أن إسرائيل لم تبلغ قيادة مجموعة القوات الروسية في سوريا عن عمليتها المخطط لها في منطقة اللاذقية. وقال: "إسرائيل لم تنبه قيادة مجموعة القوات الروسية في سوريا بشأن العملية المخطط لها. تم استلام إشعار عبر "الخط الساخن" قبل أقل من دقيقة واحدة من الهجوم، الأمر الذي لم يسمح بإبعاد الطائرة الروسية إلى منطقة آمنة".

 

وزير الدفاع الروسي يكشف عن المهمة التي كلفت بها طائرة "إيل-20" قبل إسقاطها

كشف وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أن الطائرة الحربية الروسية "إيل-20" كانت تقوم بمهمة استطلاع فوق منطقة خفض التصعيد بإدلب قبل إسقاطها من قبل الدفاعات الجوية السورية بالخطأ.

وقال شويغو خلال اجتماع في وزارة الدفاع الروسية اليوم الثلاثاء: "في منطقة الاستهداف، تحديدا بين أربع طائرات إسرائيلية من نوع "إف-16" والأراضي السورية كانت تتواجد طائرتنا "إيل-20" الاستطلاعية وعلى متنها 15 شخصا، وهي تنفذ مهام استطلاع تتعلق بمنطقة خفض التصعيد في إدلب، لتحديد أماكن تخزين وتركيب الطائرات المسيرة التي تنطلق من هذه المنطقة لضرب مختلف مناطق سوريا".

وقال مقدم الدفاع الجوي، فيكتور خوستوف، المشارك في العمليات العسكرية في سوريا، لصحيفة "كومسومولسكايا برافدا" اليوم الثلاثاء: "لقد تسترت الطائرات الإسرائيلية المغيرة خلف طائرة الاستطلاع الروسية IL-20، فاندمجت علامات تعريف كل من طائرتي الاستطلاع IL-20 وطائرات F-16 الإسرائيلية. ولم يتمكن السوريون من ضربهم بواسطة صواريخ  S-200 في تلك اللحظة، لأن نظام تعريف (الغريب) المخيط في أدمغة أنظمة الصواريخ المضادة للطائرات، لم يسمح بذلك. لكن هذا النظام معد فقط لمنع إطلاق الصاروخ من تلقاء نفسه، ولكن عندما يتم إطلاقه بالفعل، لا يمكن إعادة توجيهه".

وأضاف قائلا: "ومع ذلك، فإن الصاروخ نفسه مرتب بحيث يتلقى رأسه القتالي الإشارة الأقوى الصادرة من الأهداف الموجه نحوها، وسطح طائرة IL-20 أكبر بكثير من سطح المقاتلة الإسرائيلية، بطبيعة الحال يعكس إشارة أقوى، فيلتقط الصاروخ هذه الإشارة ويعتبرها الهدف الأقوى، فيتوجه تلقائيا إليها من أجل تدمير الجسم الصادرة منه".. "عندما قامت المقاتلات الإسرائيلية بتغيير مسارها، ظهرت على شاشة رادار S-200 هناك علامة طائرات (غريبة) ففتح الدفاع الجوي السوري النار.
 

مقاتلة بريطانية حلقت قرب اللاذقية قبل القصف الإسرائيلي

أظهرت بيانات مصادر غربية لرصد الأجواء أن مقاتلة بريطانية من طراز "تورنادو" حلقت قرب مدينة اللاذقية السورية قبل ساعة من غارة المقاتلة "F-16" الإسرائيلية على أهداف قريبة.

ووفقا لهذه البيانات، فقد أقلعت الطائرة البريطانية من قاعدة أكروتيري الجوية في قبرص تجاه تركيا، لكن ولسبب ما حلقت بشكل دائري في المجال الجوي فوق المياه الدولية للبحر المتوسط، وجابت الأجواء غربي مدينة اللاذقية، وعقب ذلك، دخلت الطائرة المجال الجوي التركي ومنه إلى العراق.

وطائرات "تورنادو" مجهزة بمجموعة كاملة من الوسائل الإلكترونية للاستطلاع والكشف عن الأهداف وتستخدم نظام GPINS لتحديد المواقع بالإضافة إلى رادار لمسح سطح الأرض، كما تمتلك الطائرة نظام ليزر للبحث وتحديد الأهداف.

 

ما سر وجود فرقاطة فرنسية شرقي البحر المتوسط ؟

رصدت الرادارات الروسية، أمس الاثنين، إطلاق صواريخ من الفرقاطة الفرنسية “أوفيرن

وأطلقت الفرقاطة الفرنسية صواريخها في الوقت الذي أعلنت فيه وزارة الدفاع الروسية فقدانها الاتصال بطائرة استطلاع تابعة لها.

ودخلت “أوفيرن” الخدمة في أبريل/نيسان 2017، وهي فرقاطة متعددة الأغراض، وتحمل الرمز D654، وأطلق عليها اسم “Auvergne”، طبقا لإحدى المناطق الإدارية في البلاد، ودخلت الفرقاطة الفرنسية الخدمة في 2012، واستلم سلاح البحرية الفرنسية ثاني فرقاطة الخدمة في 2015، وبدأت الثالثة الخدمة في مارس/آذار 2016.
 

يوتين: "إسرائيل" تعي بعد هذا الموقف الحازم، أن اختبار صبر موسكو بتعريض عسكرييها للخطر، أمر لا يغتفر

وأعلن الرئيس بوتين أن روسيا ستعمل على تعزيز أمن عسكرييها في سوريا، بعد حادث طائرة إيليوشين —20 قبالة السواحل السورية، مشددا أن الجميع سيشعرون بذلك.

وقال بوتين: "فيما يخص الأعمال الردية، فإنها ستكون موجهة في المقام الأول نحو توفير أمن عسكريينا ومواقعنا في الجمهورية العربية السورية، وهذه الخطوات سيلاحظها الجميع".

ولعل إسرائيل تعي بعد هذا الموقف الحازم، أن اختبار صبر موسكو بتعريض عسكرييها للخطر، أمر لا يغتفر، وأن حصانتها التقليدية التي تعودت عليها بفضل الدعم الغربي المطلق، لا تعمل أمام روسيا في مثل هذه الظروف.

 

نتنياهو يقترح على بوتين إيفاد قائد سلاح الجو الإسرائيلي إلى موسكو

اقترح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في اتصال هاتفي مع الرئيس الورسي فلاديمير بوتين إيفاد قائد القوات الجوية الإسرائيلية إلى موسكو لتوضيح ملابسات حادث "إيل 20" في سوريا.

وأكد نتنياهو على أهمية مواصلة التنسيق في المجال الأمني بين روسيا وإسرائيل، والذي "ساهم في تفادي خسائر كثيرة من الجانبين" خلال السنوات الثلاث الأخيرة.

كما أكد نتنياهو استعداد إسرائيل لتقديم كل المعلومات الضرورية للتحقيق في الحادث، واقترح إيفاد قائد القوات الجوية الإسرائيلية إلى موسكو.
 وتحمل إسرائيل المسؤولية الكاملة عن الحادث إلى الحكومة السورية التي  أسقطت دفاعاته الجوية الطائرة الروسية.