"الهبة" السعودية تقضي على رئيس الوزراء الماليزي السابق

الأربعاء ١٩ سبتمبر ٢٠١٨ - ٠٦:٢٠ بتوقيت غرينتش

تجدد اعتقال رئيس الوزراء الماليزي السابق نجيب عبد الرزاق بعد اتهامات جديدة بجرائم فساد مالي تتعلق بصندوق الاستثمار الحكومي.

العالم - تقارير

وكانت خسارة نجيب عبدالرزاق بالانتخابات الاخيرة في مايو/ ايار الفائت بسبب الجدل حول ارتكابه هو واسرته جرائم فساد بمثابة فتح باب جهنم على مصرعيه، حيث قررت ماليزيا حظر سفر عبد الرزاق وزوجته لتبدأ التحقيقات لكشف الملبسات، ويبدو ان جرائم عبد الرزاق سوف تفضح واحدة تلو الاخرى فلم تكد تنتهي قضية حتي تنكشف اخرى.

فاليوم أعلن جهاز مكافحة الفساد في ماليزيا ، أنه أوقف رئيس الوزراء السابق نجيب عبد الرزاق، ليواجه تهما جديدة بالفساد تتعلق بصندوق الاستثمار الحكومي.

ونقلت وكالة "شينخوا" الصينية أن توقيف عبد الرزاق جاء في أعقاب تحقيق بشأن فقدان مليارات الدولارات من صندوق الاستثمار الحكومي الذي تمّ تأسيسه قبل نحو 10 أعوام.

وتوقع مصدر قضائي توجيه الاتهام لعبد الرزاق في المحكمة يوم غد الخميس بعد احتجازه لليلة واحدة.

وجاء اعتقال عبد الرزاق بعد مباشرة هيئة مكافحة الفساد في ماليزيا باستجواب المقربين منه ولاسيما نائبه ووزير الداخلية السابق، أحمد زاهد حميدي في إطار تحقيق موسّع في قضايا فساد وغسيل أموال.

وذكرت وسائل إعلام محلية أن استجواب حميدي يأتي بشأن اعتراف له يعود لعام 2015، بتلقيه تبرعات من أمراء سعوديين بقيمة 700 مليون دولار.

وكان رئيس الوزراء الماليزي السابق نجيب عبد الرزاق قد كشف، عن رسالة يقول إنها توضح قصة تلقيه تبرعات ملايين الدولارات من حاكم السعودية أثناء وجوده في السلطة.

ونشر عبد الرزاق رسالة عبر صفحته على "فيسبوك" من الأمير سعود بن عبد العزيز آل سعود، أخبره فيها بأن المبالغ المحولة تأتي كمكافأة على جهوده في خدمة الإسلام.

وأرفق رئيس الوزراء الماليزي السابق، إيصالات بمبلغ 100 مليون دولار، قال إنها جزء من 700 مليون دولار حولت له من المملكة العربية السعودية.

وكانت هيئة مكافحة الفساد الماليزية اتهمت الرياض وأبو ظبي برفض التعاون في قضية  التبرعات السياسة التي تلقاها عبد الرزاق من السعودية وقضايا تتعلق بغسل أموال.

وبرر عبد الرزاق التحويلات بـ"الخشية السعودية من تمدد الربيع العربي بعد أحداث تونس ومصر وسوريا وما بعدها".

ولا تقتصر اتهامات فساده على إختلاس صندوق الاستثمار بل سبق ذلك مزاعم فساد في عملية شراء غواصتين من فرنسا عام 2002. كما يتهم أحد مساعديه بقتل مترجمة تحمل الجنسية المنفولية كانت تعمل في مكتب رزاق عام 2006.

وفي هذ السیاق، أعلنت الشرطة الماليزية أنها ضبطت أكثر من 400 حقيبة يدوية ومبالغ مالية تصل إلى 30 مليون دولار في مداهمات لمنازل مرتبطة برئيس وزراء ماليزيا السابق نجيب عبد الرزاق.

وعثرت الشرطة على هذه الأموال والحقائب اليدوية الفاخرة المحشوة بالأموال والمجوهرات والساعات، في وحدتين سكنيتين في كوالالمبور.

ويعد هذا المبلغ نزرا يسيرا من مليارات الدولارات التي تثور مزاعم عن اختلاسها من صندوق التنمية الحكومي "1MDB"، في فضيحة لازمت عبد الرزاق في آخر 3 سنوات له في الحكم الذي دام نحو 10 سنين، وكانت من أسباب إطاحة الناخبين به من السلطة في انتخابات الـ9 من مايو الماضي.

وهذه ليست المرة الاولى التي يتم خلالها اعتقال عبد الرزاق، حيث اعتقل في يوليو/تموز، ونقلت لـ"رويترز"، عن ثلاثة مصادر مطلعة، قولهم إن "السلطات اعتقلت رئيس الوزراء السابق نجيب عبد الرزاق في أعقاب تحقيق بشأن كيفية فقد مليارات الدولارات من صندوق حكومي أسسه قبل نحو عشرة أعوام".

الا ان المحكمة المدنية في كوالالمبور افرجت عنه في اليوم التالي عنه بكفالة قدرها أربعة ملايين رنغيت (نحو مليون دولار) بعد قضائه ليلة واحدة رهن الاعتقال الذي أمرت به هيئة مكافحة الفساد.

و كان شهر مايو الفائت هو بداية فصل التحقيقات مع رئيس الوزراء الماليزي السابق نجيب عبد الرزاق، حيث كان قد وصل إلى مقر لجنة مكافحة الفساد في مدينة باتراجاي الماليزية لتوضيح السبب وراء نقل 10.6 مليون دولار إلى حسابه المصرفي.

وقالت وسائل الإعلام، فیما سبق ، إن هيئة مكافحة الكسب غير المشروع فى ماليزيا، جمدت الحسابات المصرفية للحزب السياسى الذى سبق أن تزعمه رئيس الوزراء السابق نجيب عبد الرزاق، وذلك فى إطار التحقيقات بشأن صندوق التنمية الماليزى (1إم.دى.بى)

ويعتقد أن حزب المنظمة الوطنية المتحدة للملايو الذى تزعمه نجيب تلقى أموالا من صندوق (1إم.دي.بي). والصندوق محل تحقيقات فى قضايا غسل أموال فى ما لا يقل عن ست دول.

يبدو ان رئيس الوزراء الجديد مهاتير محمد قرر ان يبدا صفحة جديدة بمحاسبة كل من شارك في جرائم الفساد و اضر بمصالح البلاد سواء كان مسؤولا سابقا او شخص عادي.