لماذا يهدد الكيان الاسرائيلي ايران بضربة نووية   

لماذا يهدد الكيان الاسرائيلي ايران بضربة نووية   
الخميس ٢٠ سبتمبر ٢٠١٨ - ٠٥:٠١ بتوقيت غرينتش

هدد رئيس حكومة الاحتلال الاسرائيلي بنامين نتانياهو مؤخرا ايران بضربة نووية .  

وهدد نتانياهو من قلب مفاعل ديمونة النووي لمن وصفهم بأعداء "إسرائيل" وقال ان كيانه لديه الوسائل التي تمكنه من تدميرهم، وذلك في إشارة مبطنة إلى ترسانته النووية.

وفي هذا الاطار  وجهت الممثلیة الدائمة للجمهوریة الاسلامیة الایرانیة في منظمة الامم المتحدة رسالة الى مجلس الامن الدولي والامین العام للمنظمة، طالبت فیها بادانة التهدید النووي للكیان الاسرائيلي ضد ایران.

واعتبرت الرسالة التهدید الذي اطلقه نتنیاهو قبل فترة عند المنشآت النوویة لكیانه بانه تهدید ضد السلام والامن الدولیین.

واكدت الرسالة بان امتلاك الاسلحة النوویة من قبل كیان له ماض طویل في العدوان والاحتلال والعسكرتاریة والارهاب الحكومي وسائر الجرائم الدولیة، یعد اكبر تهدید للسلام والامن الاقلیمي، داعیة المجتمع الدولي الى اتخاذ موقف قوي ازاء الاجراءات المنفلتة والتهدید النووي الذي یشكله هذا الكیان.

كما دعت ایران في الرسالة الى ارغام هذا الكیان على الالتزام بالقرارات الدولیة ومیثاق الامم المتحدة.

وطالبت الرسالة بادانة التهدید الاخیر الذي وجهه الكیان الاسرائيلي ، وارغامه على الانضمام لمعاهدة حظر انتشار الاسلحة النوویة وجعل برنامجه النووي تحت مراقبة الوكالة الدولیة للطاقة الذریة.

واشارت الممثلیة الى ان ایران هي نفسها ضحیة لاسلحة الدمار الشامل وبالتحدید الاسلحة الكیمیاویة، ونوهت الى خطورة هذه الاسلحة واعلنت بانه على اعضاء الامم المتحدة لیس فقط عدم تجاهل هذا التهدید النووي بل علیها ایضا المبادرة الى اتخاذ اجراء حازم للاطمئنان الى المحو التام للاسلحة النوویة التي بحوزة هذا الكیان، ذلك لانه الطریق الوحید للضمان القاطع ازاء التهدید او استخدام هذه الاسلحة الخطیرة.

وقد نشرت رسالة الجمهوریة الاسلامیة الایرانیة كوثیقة لمجلس الامن الدولی والجمعیة العامة للامم المتحدة.

وفي هذا الصدد اعتبر وزیر الخارجیة الایراني محمد جواد ظریف في تغریدة له التهدید الذي اطلقه رئیس حكومة الاحتلال الاسرائيلي  ضد ایران، بانه یتجاوز الوقاحة.

وقال ظريف في تغريدة على تويتر ان ايران التي تفتقد للسلاح النووي تهدد بالدمار بالاسلحة النووية من قبل دعاة الحرب الذين يمتلكون هذه الاسلحة، مشيرا الى ان هذه التهديدات تعتبر في منتهى الوقاحة.

وفي تغریدة اخرى كتب ظریف بمناسبة الیوم العالمي لمكافحة الأسلحة النوویة: علینا ان نتذكر بان القنابل النوویة الوحیدة في منطقتنا تعود لاسرائیل وامیركا، فالاولى كیان عدواني دائم والثانیة هي المستخدمة الوحیدة للسلاح النووي في العالم.

واضاف، تذكّروا بان ایران طالبت منذ العام 1974 باخلاء المنطقة من السلاح النووي.

وعلى الصعيد ذاته قال الدبلوماسي المصري السابق السفير أحمد محمود، إن المطلب الإيراني لدى الأمم المتحدة، بإخضاع البرنامج النووي الإسرائيلي لإشراف الأمم المتحدة مشروع تماما، وهو كان المطلب العربي الأول طوال السنوات الماضية.

وأكد محمود، في تصريحات أوردتها وكالة "سبوتنيك" الروسية، اليوم الخميس 20 سبتمبر/ أيلول 2018، أن إيران - على الرغم من اختلافها مع كثير من الدول العربية — إلا أنها تعبر الآن عن مطلب عربي في المقام الأول، وهو الإشراف الدولي على المفاعل النووي الإسرائيلي، الذي يشكل تهديدا كبيرا في المنطقة.

وأضاف الدبلوماسي المصري السابق، أن "إيران يحق لها أن تتصدى لأي خطر يهدد وجودها، خاصة إذا كان هذا الخطر إسرائيليا، لأن إسرائيل — مع المملكة العربية السعودية — تعتبر إيران الخطر الأكبر الذي يهددها في المنطقة، وهو أمر تدركه إيران جيدا، وبالتالي فهي تتصدى للتهديدات بأسلوب دبلوماسي".

وتابع: "ليس معنى لجوء إيران إلى السبل الدبلوماسية، هو أن هناك خوفا من التهديد الإسرائيلي، ولكن الواقع يؤكد أن إيران تلجأ إلى السبل الدبلوماسية والقانونية، حتى تكون استنفذت كافة الطرق الطبيعية، في حالة فكرت إسرائيل في تنفيذ أي من تهديداتها، أي أنها تسقط عن نفسها جميع الأعذار أمام المجتمع الدولي".

وأوضح الدبلوماسي المصري السابق أن هذا الأسلوب تتبعه الدول القادرة على التصدي لأي تهديد أو خطر، خاصة عندما يتعلق الأمر بوجودها، ونحن هنا أمام تهديد إسرائيلي حقيقي للوجود الإيراني، لأن التلويح باستخدام أقصى قوة، عند كيان يمتلك السلاح النووي ولديه سجل حافل من الاعتداءات، ليس بالأمر الذي يمكن التغافل عنه.