مع الحدث: تراجع المشروع الاميركي وتقدم محور المقاومة - الجزء الثانی

الجمعة ٢١ سبتمبر ٢٠١٨ - ٠٩:٥٦ بتوقيت غرينتش

في عاشوراء الحسين "عليه السلام" ثبتت المواقف، فمحور المقاومة يحقق انجازات على حساب المشروع الاميركي الاسرائيلي والمعركة مستمرة.

فماذا خسرت اميركا وحلفاؤها بتراجع مشروعها؟ اي الادوات ستحركها في المنطقة لانقاذ خططها؟ هل تملك المواجهة المباشرة أم تعتمد على ادواتها؟ ما مواقع القوة التي حققها محور المقاومة؟

اكد استاذ العلوم السياسية علي فضل الله، ان الولايات المتحدة الاميركية وحلفائها يعيشون حالة ازمة نتيجة لتراجع مشروعها في المنطقة، ما يجبر الاميركيين على ممارسة المزيد من الانخراط والضغط، بينما ايران والعراق وسوريا والمقاومة في لبنان لديهم ثقة أعلى بالنفس.

وقال فضل الله في حوار مع العالم في برنامج "مع الحدث": انه من خلال منصة عاشوراء واحتشاد مئات الملايين حول العالم تطرح المقاومة مبادئها وتوجه رسالة للاميركان بانها قوية وثابتة رغم الضغوط الشديدة واستنفاذ آخر اوراق الضغط الاميركي على محور المقاومة.

 وحول عوامل تراجع المشروع الاميركي وحلفاؤه في المنطقة، اكد الخبير بالشؤون الاميركية نصير العمري، ان الولايات المتحدة الاميركية خرجت من المنطقة وتركت فراغاً تسده حالياً روسيا وايران ودولاً اخرى.

وقال العمري: ان سبب تراجع المشروع الاميركي في المنطقة هو خطأ ايديولوجي عميق وحقيقي، لان الولايات المتحدة تعتمد في سياستها بالشرق الاوسط على انظمة قمعية شمولية فاسدة ليس لها اي اتصال حقيقي بالناس ولم تنتخب من قبلهم، رغم ما تزعمه انها دول ديمقراطية.

واوضح العمري، ان الاخطاء الايديولوجية الاميركية في المنطقة، نتيجة دعم كيان الاحتلال الاسرائيلي بشكل اعمى ضد شعب فلسطيني ليس بيده حيلة الا ان ينتظر رحمة العالم، معتبراً ان هذا ما أحدث شرخاً في الحلف الاميركي العربي لان فلسطين هي قلب العالم العربي وقضيته الاولى.

واضاف، ان الرئيس الاميركي دونالد ترامب ومعه الكثيرون في الولايات المتحدة يقولون بان اميركا لا ترغب بان تخسر جنوداً لها في سوريا، اي انه ليس لديها اهداف استراتيجية اميركية في سوريا كي يقتل جنودها على ارض سوريا، مشيراً الى انه نتيجة لكل هذه الاسباب اوكلت اميركا شأن العالم العربي والحلف الى ولي العهد السعودي محمد بن سلمان المتهور، والله يستر من هذا التوكيل حيث الاعتقالات والحروب التي يشنها.

من جانبه، اكد المتحدث الرسمي باسم كتائب حزب الله العراق محمد محي، ان اميركا لا تترك وسيلة الا وتستخدمها في العراق من اجل اعادة سيطرتها ونفوذها الذي فقدتها عام 2011، والذي فقدته ايضاً بعد ان هزم مشروع داعش في العراق وفي سوريا.

وقال محي: انه لم يعد لدى اميركا اي من الاوراق ما يكفي لان تقلب الطاولة على اللاعبين بعد تمرد البعض منهم عليها وخصوصاً حلفاؤها بالامس كالاكراد وبعض الاطراف السنية التي كانت حليفة للولايات المتحدة وباتت اليوم لا تثق بوعودها وترفض املاءاتها.

واشاد محي بموقف رئيس منطقة كردستان السابق مسعود البارزاني ازاء المبعوث الاميركي بيرت ماكجورت، ووصفه بالموقف الكبير والقوي بعد ان رفض الاملاءات الاميركية وطالبه بان لا يملي عليه مواقفه لانه بالنتيجة لن يثق بالاميركي ولا بوعوده.

كما اشار المتحدث الرسمي باسم كتائب حزب الله العراق محمد محي، الى الضغط الاميركي والسعودي والاماراتي الذي مارسوه على الاطراف السنية في العراق لثنيها بان تكون ضمن المنظومة ضد ما يسمى بالنفوذ الايراني كما تدعي الولايات المتحدة، ولكنه فشل.

واوضح محي، ان الولايات المتحدة الاميركية لم يعد لديها من الاوراق الشيء الكثير في العراق وباتت اشبه بالذئب الجريح بالرغم من انها مازال في جعبتها الكثير وتمتلك من الادوات ما تخرب به المشهد ولكنها لن تتمكن من قلب الطاولة، لان اللاعب الاول في المشهد العراقي بات يمتلك زمام المبادرة.

وقال محي، ان الورقة الوحيدة التي تمتلكها الولايات المتحدة اليوم لكي تضغط هي وجودها العسكري المباشر وتلويحها بوجود مجاميع ارهابية كبقايا داعش يمكن ان تدفع بهم بين آونة واخرى لتخريب المشهد الامني، مؤكداً انها ستفشل لوجود العنصر الاهم في الساحة العراقية وهو عنصر الحشد الشعبي وفصائل المقاومة التي باتت تشكل عبئاً كبيراً على اللاعب الاميركي كما باتت تمثل صمام الامان للعراق لمنع الاميركان من ان يصلوا بالمشهد العراقي الى ما يشبه مرة اخرى منتصف عام 2014، عندما اربكت الموقف العراقي ودفعت بعصابات داعش كي تحتل مساحات واسعة من العراق.

وتابع قائلا: لا نقول ان اميركا قد هزمت بشكل كامل ولكنها تراجعت بشكل كبير في العراق وهي تحاول ادارة عملية التراجع حتى تستطيع ان تحفظ ماء وجهها وان تحفظ بعض النفود في العراق والمنطقة.

 

ضيوف الحلقة:

استاذ العلوم السياسية د. علي فضل الله

المتحدث الرسمي باسم كتائب حزب الله العراق محمد محيي

الخبير بالشؤون الاميركية د. نصير العمري

 

يمكنكم مشاهدة ملخص الحلقة عبر الرابط التالي:
https://www.alalam.ir/news/3790571