آيزنكوت: تحولّت الضفّة إلى بركانٍ سينفجر في أيّ لحظة

آيزنكوت: تحولّت الضفّة إلى بركانٍ سينفجر في أيّ لحظة
الأحد ٢٣ سبتمبر ٢٠١٨ - ٠٤:٥٢ بتوقيت غرينتش

افاد الجنرال آيزنكوت بان تضاؤل شعبية عبّاس وتردّي صحّته وترك الدول العربيّة وأمريكا له حولّت الضفّة إلى بركانٍ سينفجِر في أيّ لحظةٍ ويُحذّر من حربٍ إسرائيليّةٍ على ثلاث جبهاتٍ.

العالم- فلسطین

يُجمع المُستوى السياسيّ والأمنيّ في تل أبيب على أنّ ساحة المُواجهة الرئيسيّة، التي تؤرِق وتقُضّ مضاجع صنّاع القرار في تل أبيب، ليست في قطاع غزّة، وليست على الجبهة الشماليّة ضدّ حزب الله-إيران-سوريّة، أيْ المحور المُسّمى إسرائيليًا بـ”محور الشر”، إنمّا ساحة المُواجهة الأكثر خطرًا على دولة الاحتلال هي الضفّة الغربيّة المُحتلّة، ومن هنا يُمكِن فهم تحذير رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيليّ، الجنرال غادي آيزنكوت، من اندلاع “أعمال عنفٍ” واسعة النطاق في الضفّة الغربيّة المُحتلّة، حسب تصريحات نقلتها صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” يوم أمس، وشدّدّ الجنرال آيزنكوت على أنّ هناك فرصة تتراوح ما بين “ستين إلى ثمانين بالمائة لوقوع هذا الحدث”، بحسب تعبيره.

ووفقًا للتقرير، عزا الجنرال آيزنكوت التصعيد المتوقع إلى النفوذ السياسيّ المتضائل لرئيس السلطة الفلسطينيّة محمود عبّاس، فضلاً عن تدهور حالته الصحية، وشدّدّ الموقع، الذي انفرد بنشر الخبر، على أنّ قائد هيئة الأركان العامّة ألقى هذه “القنبلة” خلال اجتماع لمجلس الوزراء الأمنيّ-السياسيّ ​​الإسرائيليّ المُصغّر (الكابينيت) الذي عقد في الأيّام الأخيرة.

وتابع الجنرال الإسرائيليّ قائلاً للوزراء إنّ أيّ عنفٍ في الضفّة الغربيّة سيتطلّب زجّ المزيد من القوات التي سيتّم نشرها، فضلاً عن تصعيدٍ مماثلٍ في قطاع غزة بسبب طبيعة الاحتكاك بين الفلسطينيين في القطاع والضفة الغربيّة، على حدّ قوله.

وكشف الموقع الإسرائيليّ عينه إلى أنّ ضابطًا رفيعًا في جيش الاحتلال، لم يُفصِح عن اسمه، أشار إلى تراجع دعم الولايات المتحدة الأمريكيّة والدول العربيّة لعبّاس، والضغط عليه للوصول إلى المصالحة مع حماس وزيادة الغضب لدى الشعب الفلسطينيّ على التعاون الأمنيّ ​​للسلطة الفلسطينية مع إسرائيل الذي يصفه عباس بأنّه مقدس، وحذّر من أنّ خطاب عباس المرتقب في الجمعية العامة للأمم المتحدة قد يتجاهل العنف المُتوقّع، والذي يعتقد آيزنكوت أنّه سيعتمد على هجمات “الذئب الوحيد”، علمًا أنّ دولة الاحتلال كانت قد زعمت الأسبوع الماضي أنّ الاستخبارات الإسرائيليّة تمكّنت من إحباط 3 آلاف هجوم لمقاومين فرادى كان هناك احتمال بأنْ يشنوا هجمات ضدّ أهدافٍ إسرائيليّةٍ خلال العامين الماضيين بالتعاون مع الأجهزة الأمنيّة التابعة للسلطة الفلسطينيّة.

ولتجنب المزيد من العنف حسب زعمه، اقترح آيزنكوت تحسين الوضع الاقتصاديّ للفلسطينيين في الضفّة الغربيّة، مُشدّدًا في الوقت عينه على أهمية حلّ الأزمة الإنسانيّة في غزة، وأضاف أنّه يجب أيضًا معالجة عواقب تخفيضات المساعدات الأمريكية للفلسطينيين، وفي الختام، حذّر رئيس الأركان من إمكانية أنْ تجد دولته نفسها عالقة في مواجهة على ثلاث جبهات: سوريّة ولبنان والضفة الغربية وقطاع غزة.

في السياق عينه، رأى مُحلّل الشؤون العسكريّة في صحيفة (يسرائيل هايوم) العبريّة، يوآف ليمور، أنّ الانشغال الإسرائيليّ المُكثّف بما يجري على الحدود الشماليّة مع سوريّة وحزب الله وإيران على أهميته، بالإضافة إلى التركيز على الجبهة الجنوبيّة، وما تُخطط له حركة حماس، وهو أمرٌ طبيعي وصحيّ، على حدّ تعبيره، يصرف الأنظار عن الخطر الحقيقيّ والرئيسيّ الذي يُواجِه إسرائيل، والذي يكمن في إمكانية انفجار الضفّة الغربيّة المُحتلّة، سواءً عن طريق “إرهاب الأفراد”، كما حدث الأسبوع الماضي، عندما قتل أحد الفلسطينيين إسرائيليًا في غوش عتصيون، أوْ بواسطة الإرهاب المُنظّم، الذي تقوده تنظيمات فلسطينيّة مُختلفة، على حدّ تعبيره.

ونقل المُحلّل عن مصادر أمنيّةٍ رفيعةٍ في تل أبيب قولها إنّ انخفاض نسبة الأعمال الفدائيّة في الضفّة الغربيّة يعود إلى العمل الشّاق الذي يقوم به جهاز الأمن العّام (الشاباك الإسرائيليّ)، الذي يجمع المعلومات ويُوعِز للجيش، تقريبًا بشكلٍ يوميٍّ، بالقيام بتنفيذ حملات اعتقال لشبان فلسطينيين، كانوا يُخططون لتنفيذ عمليات ضدّ مستوطنين إسرائيليين في الضفّة الغربيّة، كما أكّدت المصادر.

ولفت المُحلّل ليمور إلى أنّ حالة اليأس والفقر في الضفّة الغربيّة وعدم وجود أيّ أفقٍ سياسيٍّ لحلّ القضية الفلسطينيّة يدفع الشباب في الضفّة إلى القيام بأعمال “إرهابيّةٍ” ضدّ أهدافٍ إسرائيليّةٍ، مُشدّدًا في الوقت عينه على أنّه في الضفّة الغربيّة، خلافًا لغزّة، يعيش مئات آلاف المُستوطنين الإسرائيليين إلى جانب ملايين الفلسطينيين، الأمر الذي يزيد من إمكانية الاحتكاك بين الطرفين، وهو الأمر الذي يدفع الشباب إلى تحديد الأهداف ومهاجمتها، على حدّ تعبيره.

علاوةً على ذلك، أشار المُحلّل الإسرائيليّ إلى أنّ الضفّة الغربيّة قريبةً جدًا من مركز الدولة العبريّة، وهذا الأمر يفتح الباب على مصراعيه أمام الفلسطينيين في الضفّة من الوصول إلى مراكز المدن الرئيسيّة في مركز إسرائيل بهدف تنفيذ العمليات الفدائيّة، لافتًا في الوقت عينه إلى أنّ جميع العوامل التي ذكرها تُشكّل “وسادةً” ناعمةً لنشوء الإرهاب الفلسطينيّ، كما قال.

 

 “رأي اليوم”-  زهير أندراوس