وسط انقسام كردي.. من سيتولى سدة الرئاسة في العراق؟

وسط انقسام كردي.. من سيتولى سدة الرئاسة في العراق؟
الإثنين ٢٤ سبتمبر ٢٠١٨ - ١١:٤٤ بتوقيت غرينتش

تشهد الساحة السياسية الكردية صراعات محتدمة من أجل الحصول على منصب رئاسة الجمهورية العراقية، الامر الذي ادى إلى خسارة أربيل لموقعها الذي بقيت تحتفظ به بوصفها "بيضة القبان" في التوازنات السياسية في العراق خلال الاعوام الـ15 الماضية.

العالم-العراق

منصب رئيس الجمهورية الذي لا يتمتع بأي صلاحيات تنفيذية هو الذي فجر هذا الزلزال غير المسبوق في البيت الكردي الذي كان "يفتخر بقوة موقفه أمام بغداد".

عدوى الانقسام قد انتقلت إلى الجانب الكردي

بعدما حُسمت معركة البرلمان في العراق بتولي مرشح كتلة البناء محمد الحلبوسي رئاسته، يوشك ملف رئاسة الجمهورية على الحسم أيضا حيث أغلق الأحد باب الترشح لهذا المنصب وفقا للتوقيتات الدستورية.

ويبدو أن عدوى الانقسام قد انتقلت أيضا إلى الجانب الكردي الذي عرف بتماسكه النسبي مقارنة بالآخرين خلال السنوات الماضية. فمنذ أسابيع يدور جدل واسع في الشارع الكردي حول الجهة التي ستتسلم رئاسة الجمهورية بعدما تسلمها حزب الاتحاد الوطني الكردستاني في الدورات السابقة.

وبعد الزيارات العديدة لممثلين عن الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي يتزعمه مسعود البارزاني، كان آخرها زيارة نيجرفان البارزاني إلى بغداد ولقاءَه مسؤولين حكوميين وسياسيين، كشفت مصادر في الحزب الديمقراطي عن ترشيح رئيس ديوان رئاسة منطقة كردستان العراق فؤاد حسين لمنصب رئيس الجمهورية.

على الجانب الآخر برز اسم برهم صالح كمرشح عن حزب الاتحاد الوطني الذي وصل وفده المفاوض إلى بغداد مساء الأحد لمناقشة تشكيل الحكومة القادمة، وإعلان اسم مرشحه خلفا للرئيس الحالي فؤاد معصوم.

محلل: الاتفاق بين الحزبين الكرديين الرئيسيين انتهى

ورغم أن اتفاقا ضمنيا بين الحزبين الكرديين الرئيسيين عقب عام 2003 منح منصب رئاسة الجمهورية للاتحاد الوطني مقابل رئاسة كردستان للحزب الديمقراطي، فإن التصدعات التي شهدتها الساحة السياسية في كردستان عقب أزمة استفتاء 2017 قد أطاحت بهذه التفاهمات كما ظهر ذلك جليا في الانتخابات البرلمانية الأخيرة.

ويرى المحلل السياسي محمد زنكنة أن الاتفاق السابق الذي كان يجمع بين الحزبين الرئيسيين في كردستان العراق انتهى بعدما اسماه "فض" الاتحاد الوطني هذه الاتفاقية الإستراتيجية مرارا بنزوله في قوائم انتخابية مستقلة ووقوفه بجانب المعارضة داخل المنطقة، ثم موقفه من أزمة الاستفتاء  على حد قوله.

لذا فقد ارتأى الحزب الديمقراطي تعديل هذه السياسة تجاه شريكه السابق، خاصة أن اسم مرشح الاتحاد برهم صالح لم يطرح بشكل توافقي، كما يقول.

الوفد الوطني الكردستاني يصل الى بغداد

ووصل وفد من الاتحاد الوطني الكردستاني يترأسه بافل طالباني وعضوية برهم صالح ولاهور شيخ جنكي، الى العاصمة بغداد، يوم الأحد، للتباحث حول منصب رئيس الجمهورية وتشكيل الحكومة الجديدة.

وكشف عضو المجلس القيادي للاتحاد الوطني، فريد اسسرد، يوم امس ان "ان الوفد سيحسم خلال زيارته بغداد، منصب رئيس الجمهورية،" مؤكداً ان "المنصب من استحاق الاتحاد الوطني الكردستاني ولن يتنازل عنه".

واضاف ان "قرار المكتب السياسي هو عدم التنازل عن استحاق الاتحاد الوطني الكردستاني بمنصب رئيس الجمهورية، ومنصب محافظ كركوك، بأي شكل من الاشكال،" لافتاً الى ان "المناصب الاخرى يمكن الاتفاق حولها".

وتأتي زيارة وفد الاتحاد الوطني بعد يوم واحد من زيارة نيجيرفان بارزاني نائب رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني الى بغداد، في زيارة وصفها الاتحاد الوطني الكردستاني بزيارة منفردة ولا تصب في مصلحة وحدة البيت الكردي".

خبير سياسي: جلسة الغد لن تشهد تسمية الكتلة الأكبر

كما اعتبر الخبير السياسي واثق الهاشمي، الاثنين، أن "البيوتات السياسية" ضمن المكونات تعيش "حالة ضياع"، محذراً من العودة إلى "المربع ما قبل الأول"، فيما أشار إلى أن جلسة البرلمان ليوم غد الثلاثاء حتى وإن شهدت انتخاب رئيس الجمهورية فإنها لن تشهد تسمية الكتلة الأكبر.

جدير بالذكر ان مجلس النواب العراقي يعقد جلسته الاعتيادية الثانية غدا الثلاثاء وجدول اعمالها يخلو من اي اشارة الى انتخاب رئيس الجمهورية

وقال المجلس في بيان له ان جدول اعمال جلسة الثلاثاء يتضمن مناقشة موضوع تشكيل اللجان الدائمة في البرلمان. ووفقا للبيان فان  الجدول يتضمن ايضا دعوة عامة لمناقشة الاوضاع وتوفير الخدمات في محافظة البصرة بحضور وزراء الصحة والاسكان والاعمار والبلديات والموارد المائية. ورفع رئيس البرلمان محمد الحلبوسي في السادس عشر من ايلول الحالي جلسة المجلس الى الثلاثاء المقبل.