ردا على أزمة "إيل-20"..

خطوات مهمة تتخذها موسكو أبرزها تزويد سوريا بـ"إس 300".. ماذا قال خبراء؟

 خطوات مهمة تتخذها موسكو أبرزها تزويد سوريا بـ
الإثنين ٢٤ سبتمبر ٢٠١٨ - ٠٤:٤٣ بتوقيت غرينتش

أبلغ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال اتصال هاتفي، نظيره السوري بشار الاسد اليوم الاثنين تسليم سوريا منظومة الدفاع الجوي الصاروخية "إس-300" على خلفية إسقاط طائرة "إيل-20" الأسبوع الماضي في اللاذقية، مما أسفر عن مقتل 15 عسكريا روسيا كانوا على متنها.

العالم - تقارير

واطلع الرئيس الروسي نظيره السوري  على قرار موسكو اتخاذ جملة من الإجراءات الإضافية، بهدف ضمان أمن العسكريين الروس وتعزيز الدفاعات الجوية في سوريا، ومن أهم هذه الإجراءات تسليم سوريا منظومة الدفاع الجوي الصاروخية "إس-300".

وتزامنت هذه المكالمة مع إعلان وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، عن تسليم سوريا منظومة الدفاع الجوي "إس-300" في غضون أسبوعين، بالإضافة إلى اتخاذ إجراءات أخرى إضافية بهدف تعزيز أمن العسكريين الروس في سوريا.

وحمل شويغو، مرة أخرى الكيان إلاسرائيلي المسؤولية عن إسقاط الطائرة بالخطأ بنيران الدفاعات الجوية السورية مساء الاثنين الماضي، مشددا على أن الجيش الإسرائيلي لم يبلغ الطرف الروسي عبر الخط الساخن بنيته شن غارات جوية على سوريا إلا قبل دقيقة واحدة من بدء الهجوم.

وأضاف شويغو أن الجيش الإسرائيلي لم يسلم للعسكريين الروس معلومات دقيقة عن المنطقة التي ستتعرض للهجوم وادعى أن الغارات ستُنفّذ في شمال سوريا، خلافا للواقع، ما منع الجيش الروسي من إبعاد طائرته من منطقة الخطر.

وتابع: "طواقم الطائرات الإسرائيلية المطلعة جيدا على الوضع في الجو احتمت بالطائرة الروسية، ما أدى إلى إصابتها وأودى بأرواح 15 من عسكريينا".

وذكر شويغو أن هذه الحادثة أجبرت روسيا على اتخاذ خطوات جوابية مناسبة بهدف تعزيز أمن عسكرييها الذين ينفذون مهام مكافحة الإرهاب الدولي في سوريا.

وأعلن شويغو أن وزارة الدفاع الروسية، بإيعاز من رئيس البلاد فلاديمير بوتين، ستتخذ ثلاث خطوات مهمة بهدف تعزيز القدرات القتالية للدفاعات الجوية السورية.

وفي الخطوة الأولى، قررت روسيا، حسب شويغو، تسليم منظومات الدفاع الجوي "إس-300" إلى سوريا خلال أسبوعين، وهي قادرة على اعتراض الأهداف الجوية على مسافة تتجاوز 250 كم.

وقال الوزير: "بسبب قدرتها العالية على عرقلة التشويش وسرعتها المتفوقة في إطلاق الصواريخ، ستسهم هذه المنظومة إسهاما ملموسا في تعزيز القدرات القتالية للدفاعات الجوية السورية".

وتابع: "بودي التشديد على أننا في عام 2013، بطلب من الجانب الإسرائيلي، جمّدنا خطة تسليم منظومات "إس-300" إلى سوريا والتي كانت جاهزة للتصدير، وقد تلقى العسكريون السوريون التدريب المطلوب عليها. لكن الوضع تغير اليوم، وليس بذنبنا".

وثانيا، أكد شويغو أن روسيا ستجهز المراكز القيادية لقوات الدفاع الجوي السورية بنظام آلي للتحكم موجود حصريا لدى الجيش الروسي، مما سيضمن الإدارة المركزية لجميع الدفاعات الجوية السورية، وتحديد جميع الطائرات الروسية في الأجواء من قبلها.

وثالثا، أعلن الوزير عن إطلاق الجيش الروسي التشويش الكهرومغناطيسي في مناطق البحر المتوسط المحاذية لسواحل سوريا، بهدف منع عمل رادارات واتصالات الأقمار الصناعية والطائرات أثناء أي هجوم مستقبلي على سوريا.

وأعرب وزير الدفاع الروسي عن أمل موسكو في أن "تبرد هذه الخطوة الرؤوس الحامية وتدفعها إلى الامتناع عن خطوات متهورة تُعرّض عسكريينا للخطر، وإلا فإننا سنضطر للرد انطلاقا من مقتضيات الوضع الراهن".

على الصعيد ذاته أعلن الكرملين أن حادثة إسقاط طائرة "إيل-20" الروسية في سوريا الأسبوع الماضي سيتمخض عنها تداعيات سلبية على التعاون بين روسيا والكيان إلاسرائيلي، لاسيما في المجال العسكري.

وذكر المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف أن التصرفات المتعمدة للطيارين الإسرائيليين التي أسفرت، حسب معطيات الخبراء العسكريين الروس، عن إسقاط الطائرة، تضر من دون أدنى شك بالعلاقات بين موسكو وتل أبيب، وتجبر الحكومة الروسية على اتخاذ إجراءات إضافية فعالة لضمان أمن عسكرييها في سوريا.

وقال بيسكوف إن القرارات التي أعلن عنها اليوم وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، بما فيها قرار تسليم منظومات "إس-300" للدفاع الجوي إلى دمشق، جاءت في مجرى هذا النهج الروسي.

ولفت المسؤول إلى أن "إسرائيل" كانت أول "دولة" بدأ العسكريون الروس التنسيق معها في عملياتهم القتالية بسوريا، حسب الاتفاق المبرم بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مؤكدا أن هذا التنسيق سبق أن أتى ثماره حتى لحظة إسقاط "إيل-20".

وقال الخبير العسكري والاستراتيجي السوري العميد مرعي حمدان، إن إعلان روسيا عن تسليم منظومة الدفاع الجوي “إس – 300” إلى سوريا خلال أيام، أقوى صفعة تلقتها إسرائيل منذ سنوات طويلة.

وأوضح حمدان، إن الإطار العام لتسليح سوريا بهذه المنظومة الدفاعية المتطورة، هو حماية القوات الروسية الموجودة على الأرض في سوريا، خاصة بعد تورط إسرائيل في حادث إسقاط الطائرة الروسية “إيل 20″، بخدعة طيران معروفة.

وأضاف الخبير العسكري أن “سوريا بمقدورها، بمجرد أن تتسلم المنظومة الجديدة من روسيا، أن تواجه الهجمات الإسرائيلية الجوية بسهولة أكثر، خاصة مع القدرات القوية المعلنة للـ”إس 300″، حيث يمكنها التصدي لأكثر من هدف جوي في وقت واحد، بالإضافة إلى مدى الإصابة الذي يصل إلى 250 كيلومترا”.

وتابع: “هنا تتفوق سوريا، وتستطيع حماية جنودها على الأرض، وأهدافها الجوية في السماء، ولكن الأهم أن معادلة القوة الجوية سوف تتغير، وبالتالي لن تكون إسرائيل راغبة في خوض معارك جوية أخرى مع السوريين، كما كانت تفعل خلال الأشهر الأخيرة، التي كثفت فيها عملياتها، والتي انتهت بإسقاط الطائرة”.

ولفت الخبير العسكري والاستراتيجي، إلى أن الروس تمكنوا بالفعل من الرد بالشكل المناسب وفي الوقت المناسب على الاستفزازات الإسرائيلية، ولكنه لم يتخيل أحد أن يأتي الرد بهذه الطريقة، فكل التوقعات كانت تشير إلى الطرق الدبلوماسية، أما تقوية الشبكات والمنظومات الدفاعية السورية، فهي أمر مفاجئ لإسرائيل.

وأوضح حمدان، أن المنظومة الدفاعية الجوية المتطورة “إس 300″، كانت ستباع إلى سوريا في العام 2013، لولا التدخل الإسرائيلي في الصفقة، ما أدى إلى تعطيلها من جانب روسيا، ولكن الأن أصبحت هذه المنظومة مهمة لحماية الروس أنفسهم على الأراضي السورية، وهو أمر تندم عليه إسرائيل بالتأكيد.

وتعتبر "إس-300"  منظومة صواريخ مضادة للجو متوسطة المدى ومخصصة لحماية مواقع استراتيجية، وتحظى المنظومة بإقبال كبير في السوق العالمية.

ومنظومة "إس-300" حاليا في وضع قتالي لدى 20 دولة في العالم، منها بيلاروس، كازاخستان، أذربيجان، أرمينيا، أوكرانيا، الصين، فيتنام، فنزويلا، وخلال أسبوعين ستقوم بحماية الأجواء السورية، وفقا لما أعلنته وزارة الدفاع الروسية.

ووفقا لمصادر غير رسمية فإن سعر منظومة "إس 300 بي أم أو -2" يبلغ في السوق الدولية حوالي 250 مليون دولار للكتيبة.

وبدأ تصنيع "إس-300" على دفعات في سنة 1975، وانتهى اختبار المجمع في عام 1978، ودخلت المنظومة حيز الاستخدام في عام 1979. وشهدت  تطويرات عدة منذ ذاك الوقت آخرها في 1997، حيث أطلق عليها "إس-300 بي أم أو فافوريت".