الجمعية العامة للأمم المتحدة والملفات الساخنة

الجمعية العامة للأمم المتحدة والملفات الساخنة
الثلاثاء ٢٥ سبتمبر ٢٠١٨ - ٠٩:٥٧ بتوقيت غرينتش

يستعد مقرّ الأمم المتحدة لاستقبال رؤساء نحو 130 دولة وحكومة، وأربعة نواب رؤساء، ووزراء خارجية أكثر من 40 بلداً.

العالمالأميرکيتان

وتتولى رئاسة الدورة الـ 73 للجمعية العامة للأمم المتحدة، ماريا فرناندا إسبينوزا، وزيرة خارجية الإكوادور السابقة. كما تبدأ المناقشة العامة للدورة الـ 73 للجمعية العامة للأمم المتحدة، بداية من الثلاثاء، وحتى يوم الاثنين المقبل 1 أكتوبر.

الملفات الساخنة

وسيرأس ترامب جلسة خاصة لمجلس الأمن صباح غد الأربعاء بتوقيت نيويورك تتناول موضوع أسلحة الدمار الشامل. وهذه هي المرة الأولى التي يقوم بها ترامب بترؤس جلسة لمجلس الأمن، إذ يصادف ترؤس الولايات المتحدة لمجلس الأمن الدولي في شهر سبتمبر/أيلول الحالي، مما يسمح لأي شخص رفيع المستوى من ذلك البلد، ترؤس أي من جلسات مجلس الأمن بدلاً من سفيرته وعقدها على مستوى رئاسي أو وزاري. وبداية أرادت الولايات المتحدة أن تخصص الجلسة للحديث عن إيران والملف النووي لكن وبعد ضغط من دول أخرى عضوة في مجلس الأمن تم توسيع موضوع الجلسة للحديث عن أسلحة الدمار الشامل، ومن المتوقع أن يحاول رؤساء الدول الأوروبية، بالإضافة إلى الصين وروسيا، الدفاع عن الاتفاقية مع إيران وانتقاد ترامب لانسحابه منها.

وكان ترامب التقى يوم الأحد، رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي في نيويورك. وبعد عشاء مع ترامب في برج ترامب في نيويورك قال آبي للصحافيين إنهما "ناقشا ملف كوريا الشمالية ولا سيما مسألة خطف مواطنين يابانيين إضافة إلى العلاقات الأميركية اليابانية والدولية".

وأعلنت السفيرة الأميركية للأمم المتحدة نيكي هيلي، خلال مؤتمر صحافي عقدته أيام قبل أيام من بدء الاجتماعات، أن "الجلسة التي سيترأسها ترامب ستكون أكثر جلسة تتم مشاهدتها في تاريخ مجلس الأمن".

بدوره سيرأس وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، يوم الخميس المقبل، اجتماعاً لمجلس الأمن الدولي من أجل رأب الصدع في الأسرة الدولية بعد الاتهامات المتبادلة "بالغش" والكذب" بين الأميركيين والروس بشأن تطبيق العقوبات المفروضة على كوريا الشمالية.

وكان أعلن هذا الأسبوع أنه "يريد العودة قريباً إلى بيونغ يانغ تمهيداً لقمة ثانية أصبحت أكثر احتمالاً بين ترامب والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون".

أما الرئيس الإيراني حسن روحاني فسيتحدث في اليوم الأول أمام الجمعية العامة كذلك ويصادف أن يأتي حديثه بعد ترامب بساعتين تقريباً، على الأقل بحسب البرنامج المعتمد حتى الآن.

واحدى الملفات الساخنة هي ملف سوريا حيث ستعقد أكثر من جلسة تناقش الوضع السوري وعلى رأسها الوضع في إدلب والاتفاق التركي الروسي بخصوص المناطق منزوعة السلاح هناك. وكان مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية، ستيفان دي ميستورا، قد أكد الأسبوع الماضي رداً على أسئلة لـ"العربي الجديد" في نيويورك أنه "لا يستبعد أن يقتصر القتال عن مناطق بعينها داخل إدلب. كما ستحضر الأزمة الإنسانية في سورية والنقص في تمويل صناديق الأمم المتحدة والمعونات الإنسانية".

وفي الحديث عن النقص سيحضر الملف الفلسطيني بشكل متواضع ويقتصر على المساعدات الإنسانية و"الحصار" الذي تستمر الولايات المتحدة بفرضه على الفلسطينيين للقبول بإملاءات تصفية القضية الفلسطينية من خلال ما يسمى "صفقة القرن" التي يروج لها صهر الرئيس الأميركي جاريد كوشنر، المعروف بمعاداته للحقوق الفلسطينيين ورغبته بالقضاء على قضية اللاجئين والقدس وغيرها من القضايا الرئيسية في موضوع فلسطين.

في هذا السياق، أكد السفير الفلسطيني للأمم المتحدة، رياض منصور، في حديثٍ لـ"العربي الجديد" في نيويورك، أنه "لا يوجد حتى اللحظة أي لقاءات على مستوى وزاري أو رئاسي بين الأميركيين والفلسطينيين". كما أنه من المتوقع أن يركز الرئيس الفلسطيني محمود عباس في كلمته على قطع التمويل الأميركي عن وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، لتركيع الفلسطينيين وإجبارهم على القبول بصفقة من دون لاجئين ودون قدس ودون حق عودة ومع مستوطنات، أي صفقة من دون فلسطين.

ورغم استبعاد إعلام ترامب في كلمته اليوم، بنود خطته (صفقة القرن)، إلا أن تخمينات إعلامية لم تستبعد بالكامل إقدامه على ذلك، رغم الإخفاق الذي يواجهه وإدارته في تمرير بنود كثيرة من الإملاءات، حتى بين صفوف حلفائه من السعودية إلى مصر.

وأكدت مصادر فلسطينية مطلعة أن "الرئيس الفلسطيني سيركّز على قضية التنسيق الأمني خلال خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة"، مرجحة أنه "لن يعلن وقفه مما يجعل التركيز خالياً من المعنى". وسيُعقد على هامش أعمال الجمعية العامة مؤتمر للمانحين في محاولة لسد جزء من العجز في ميزانية "أونروا".

وسيتم خلال أسبوع إلقاء كلمات - خطابات لكل من الدول الـ193 الأعضاء في الأمم المتحدة، ستطرح خلالها قضايا وحوادث من كل الأنواع، من الدفاع عن التعليم إلى مكافحة معاداة السامية والبلاستيك الذي يسبب التلوث والسل. كما ستتم إزاحة الستار عن تمثال لرئيس جنوب إفريقيا الراحل نلسون مانديلا، وإلقاء خطاب كوبي في كنيسة وعرض لفرقة لموسيقى البوب. وسيشكل المناخ الذي يعتبره بعض القادة التهديد الرئيسي للعالم، موضوع تعبئة خاصة.

ومثل كل عام، يضم جدول المناقشات الدبلوماسية النزاعات الصغيرة والكبيرة التي تنتشر أو لا تنتشر فيها قوات لحفظ السلام، من منطقة الساحل إلى بورما مروراً بليبيا وإفريقيا الوسطى والصومال والشرق الأوسط واليمن وفنزويلا.

وسيغيب عن الجمعية العامة الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والصيني شي جين بينغ، وبالتالي لن يشاركا في الجلسة حول منع انتشار أسلحة الدمار الشامل التي سيتم خلالها التطرق إلى ملفات سورية وكوريا الشمالية وقضية تسميم الجاسوس الروسي السابق سيرغي سكريبال في بريطانيا.

وستحضر المجاعة التي تهدد بالانتشار على نطاق واسع في اليمن كما الملف الليبي في اجتماعات أخرى. وستركز الولايات المتحدة في اجتماع آخر أمام مجلس الأمن على قضية المخدرات وخطرها على الشباب وعلى الأمن والسلم الدوليين.