توقف اشتباكات طرابلس.. و"الوفاق" تسيطر على الجنوب

توقف اشتباكات طرابلس.. و
الثلاثاء ٢٥ سبتمبر ٢٠١٨ - ٠٧:٢٩ بتوقيت غرينتش

توقفت الاشتباكات المسلحة في جنوب العاصمة الليبية، إثر انسحاب اللواء السابع مشاة، وكتيبة لواء الصمود الى جنوب شرقي طرابلس، فيما كشف مصدر عسكري عن دخول قائدي المنطقة الوسطى والمنطقة الغربية مواقع الاشتباكات للحفاظ على وقف إطلاق النار في العاصمة.

العالم تقاریر

توقفت الاشتباكات، في مناطق طريق المطار والهضبة وخلة الفرجان وصلاح الدين وعين زارة والخلاطات، جنوب العاصمة الليبية طرابلس، إثر انسحاب اللواء السابع مشاة، القادم من ترهونة، وكتيبة لواء الصمود بإمرة صلاح بادي القادمة من مصراتة، إلى منطقة قصر بن غشير، أقصى الجنوب الشرقي للعاصمة طرابلس.

وحافظت قوة الأمن المركزي أبو سليم وقوة الردع الخاصة وكتيبة ثوار طرابلس وكتيبة النواصي على كل مواقعها داخل طرابلس، وتلك التي في الأطراف الجنوبية منها.

وقال مصدر عسكري من المنطقة العسكرية الوسطى، إن قائد المنطقة الوسطى والمنطقة الغربية سيدخلان إلى مواقع الاشتباكات جنوب العاصمة لفض النزاع والمحافظة على وقف إطلاق النار.

وكان رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني بصفته القائد الأعلى للجيش الليبي فائز السراج، قد أصدر قرارا بتشكيل قوة مشتركة تسمى "القوة المشتركة لفض النزاع وبسط الأمن" بطرابلس، بإمرة آمر المنطقة العسكرية الغربية.

ونص القرار، الصادر في منتصف أيلول/ سبتمبر الجاري، على أن تتكون هذه القوة من ثلاثة كتائب مشاة خفيفة بالإضافة إلى وحدات من وزارة الداخلية (مراكز الشرطة ضمن حدود اختصاصها الإداري) على النحو التالي: كتيبة من المنطقة العسكرية الغربية، وكتيبة من المنطقة العسكرية الوسطى، وكتيبة من قوة مكافحة الإرهاب.

وتتولى هذه القوة المشكلة فرض السلام واستتباب الأمن في المناطق المحددة لها، وتأمين وتحقيق أمن وسلامة المواطنين وممتلكاتهم وعودة الحياة الطبيعية وطمأنة السكان.

وشهدت العاصمة الليبية طرابلس انحدارا متسارعا نحو المواجهة الشاملة بين مختلف كتائبها بما فيها تلك التي خسرت معاقلها في معركة المطار عام 2014 أو التي هزمت في معركة 2017، مع ظهور لاعبين جدد عام 2018.

وکانت أبرز أطراف المواجهات هي :

القوات المهاجمة المشتمله على:

- اللواء السابع-ترهونة: ويسمى أيضا الكانيات أو كتيبة الكاني نسبة لأحد قادتها، وكان يطلق عليه أيضا ثوار ترهونة نظرا لأن أغلب عناصره من مدينة ترهونة، ورغم أن اللواء السابع مشاة يدّعي أنه جزء من الحرس الرئاسي لحكومة الوفاق فإن الأخير تبرأ منه. وذكر النائب المستقيل عن ترهونة محمد العباني أن المجلس الرئاسي حلّ اللواء السابع في أبريل/نيسان الماضي دون أن ينفذ القرار على الواقع.

ويؤكد قادته أنهم ليسوا موالين لخليفة حفتر، ويعلنون مساندتهم لحكومة الوفاق رغم أنهم لا يلتزمون بأوامرها، ولا يحظى اللواء السابع بدعم سوى أعيان مدينة ترهونة واللواء 22 ترهونة، كما أعلن أحمد قذاف الدم (أحد رموز النظام السابق) دعمه.

- اللواء 22 ترهونة هو الطرف الاخر في الاشتباكات يقوده عمران علي فرج، ويعد هذا التشكيل العسكري مواليا لحفتر، ويشارك حاليا في القتال بالضواحي الجنوبية لطرابلس.

وكتائب حكومة الوفاق المتصدية المتكونه من:

- ثوار طرابلس: من أقوى الكتائب بالعاصمة ويقودها هيثم التاجوري، ولعبت دورا رئيسيا في طرد قوات حكومة الإنقاذ من طرابلس في مايو/أيار 2017، كما ضغطت على اللواء السابع حينها واضطرته للخروج من المطار القديم بعد سيطرته عليه إثر انسحاب قوات حكومة الإنقاذ منه دون قتال.

- و النواصي: وتسمى أيضا القوة الثامنة، ويقودها مصطفى قدور، وتعتبر من الكتائب النافذة بطرابلس خاصة وأنها تسيطر على منطقة سوق الجمعة (شرقي طرابلس) التي يوجد بها مطار معيتيقة الذي تعرض منذ أيام لسقوط قذائف، وتعتبر ثاني أبرز قوة تتصدى لهجوم اللواء السابع، وتتبع لوزارة الداخلية بحكومة الوفاق ومكلفة بمكافحة الجريمة بالعاصمة.

- وقوة الردع الخاصة-أبو سليم: وتسمى أيضا الأمن المركزي-أبو سليم، أو كتيبة غنيوة، يقودها عبد الغني الككلي، تتبع الأمن المركزي لوزارة داخلية الوفاق، وتسيطر على حي أبو سليم أحد أكبر أحياء طرابلس، ولعبت دورا رئيسيا في طرد قوات حكومة الإنقاذ من العاصمة في مايو/أيار 2017.

- و الكتيبة 301: إحدى الكتائب المنحدرة من مصراتة، تتمركز غربي العاصمة، وتقاتل لصد هجمات اللواء السابع، بالإضافة إلى قوات حكومة الإنقاذ السابقة على الجبهة الغربية.

قوات أخرى لحكومة الوفاق هي التي شاركت في الاشتباكات وتشتمل على:

- المنطقة العسكرية الوسطى: ويقع مركزها في مصراتة، ويقودها اللواء محمد الحداد الذي اختطف في مصراتة قبل يومين قبل أن يُعثر عليه وهو مغمى عليه.

- وقوات البنيان المرصوص: وتمثل القوة الرئيسية التي تعتمد عليها حكومة الوفاق، وأغلب كتائبها من مصراتة، وتتركز بالمنطقة الوسطى خصوصا مدينة سرت (450 كلم شرق طرابلس) وضواحيها، بعد هزيمة تنظيم الدولة عام 2016، وقبل أيام دخلت طرابلس من تاجوراء (الضاحية الشرقية للعاصمة) لتأمينها خاصة في ظل الانفلات الأمني وفرار مئات السجناء.

- وقوة مكافحة الإرهاب: بقيادة محمد الزين، ويتمركز في مدينة مصراتة، وأسسها المجلس الرئاسي عام 2017، وكلف رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج بالإشراف على ترتيبات وقف إطلاق النار وفض الاشتباك جنوبي العاصمة.

- والمنطقة العسكرية الغربية: بقيادة أسامة الجويلي القائد السابق للمجلس العسكري للزنتان، والتابع حاليا لحكومة الوفاق الوطني.

- وقوات عماد الطرابلسي: وتسمى الأمن المركزي، وتتبع اسميا حكومة الوفاق الوطني، رغم أنها قاتلت عام 2014 إلى جانب قوات حفتر، حتى طردها من طرابلس، ولا يخفي الطرابلسي ولاءه للواء المتقاعد.

قوات حكومة الإنقاذ السابقة

- ولواء الصمود: ويقوده صلاح بادي قائد تحالف فجر ليبيا (تفكك بعد وصول حكومة الوفاق طرابلس عام 2016) الذي طرد قوات الزنتان من مطار طرابلس الدولي عام 2014، ويعتبر أكبر داعم عسكري لحكومة الإنقاذ الوطني التي انهارت بعد هزيمة قواتها في طرابلس عام 2017.

- والقوة الوطنية المتحركة: ويقودها سعيد قوجيل، وتضم مقاتلين من الأمازيغ، وكانت فيما سبق تدعم حكومة الإنقاذ السابقة، واستدعت مؤخرا عناصرها في ظل الفوضى التي تعيشها طرابلس.

- وفرسان جنزور: إحدى الكتائب الموالية لحكومة الإنقاذ السابقة، وعادت مؤخرا للنشاط إلى جانب القوة الوطنية المتحركة، في مواجهة الكتيبة 301 مصراتة (كانت حليفتها في وقت سابق) وضد قوات الطرابلسي (خاضت معها قتال من 2014 إلى 2017).

توقيع اتفاق مصالحة شرق طرابلس

وفي سياق قريب، وقع المجلسان البلديان سوق الجمعة وتاغوراء، شرق طرابلس، اتفاقا للمصالحة ينص على إطلاق سراح كافة الموقوفين من الطرفين، وتشكيل لجان لجبر الضرر في أحداث مطار معيتيقة التي وقعت في يناير 2018.

وأطلقت قوة الردع الخاصة، التي تسيطر على مطار وقاعدة معيتيقة 125 سجينا، تابعين للكتيبة 33 بإمرة بشير خلف الله، المعروف بالبقرة، مقابل عدم هجوم الأخير على قاعدة معيتيقة.

هذا وقال رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا غسان سلامة، إن هناك حاجة لتحرير حكومة الوفاق الوطني من سيطرة الجماعات المسلحة.

وأضاف سلامة في إحاطة أمام وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في نيويورك من العاصمة طرابلس أمس الاثنين، أن "الأولويات الآن هي التخفيف من حدة العنف والبدء في تنفيذ ترتيبات أمنية جديدة في طرابلس ودعم لجنة مراقبة وقف إطلاق النار وتفعيل قوة فض الاشتباك وبسط الأمن".

وأكد سلامة أن عقوبات سيفرضها مجلس الأمن الدولي على منتهكي القانون الإنساني الدولي، في الحرب الأخيرة التي شهدتها طرابلس، مشددا على ضرورة الاستمرار في الإصلاحات الاقتصادية.

كلمات دليلية :