انتخاب رئيس للعراق.. بدء العد العكسي والخلاف لم يُحسم بعد!

انتخاب رئيس للعراق.. بدء العد العكسي والخلاف لم يُحسم بعد!
الثلاثاء ٢٥ سبتمبر ٢٠١٨ - ٠٧:١٢ بتوقيت غرينتش

يتولى حزب الاتحاد الوطني الكردستاني منصب رئاسة الجمهورية في العراق منذ عام 2004، بعدما جرى اختيار زعيمه السابق جلال طالباني رئيسا للبلاد لدورتين متتالتين، ثم الرئيس الحالي فؤاد معصوم الذي تسلم المنصب في 2014، وذلك بعد اتفاق ضمني بين الحزبين الكرديين الرئيسيين عقب 2003، منح بموجبه منصب رئاسة الجمهورية للاتحاد الوطني مقابل رئاسة منطقة كردستان للحزب ديمقراطي.

العالم- تقاریر

وبعدما حُسمت معركة البرلمان في العراق بتولي مرشح كتلة البناء محمد الحلبوسي رئاسته، تشهد الساحة السياسية الكردية صراعات محتدمة من أجل الحصول على منصب رئاسة الجمهورية، حيث أعلن الحزب الديمقراطي الكردستاني ترشيح رئيس ديوان رئاسة منطقة كردستان فؤاد حسين لمنصب رئيس جمهورية العراق، بعد ان كان الاتحاد الوطني الكردستاني اعلن ترشيح برهم صالح لهذا المنصب.

وبدأ اليوم العد العکسي لانتخاب رئيس الجمهورية الجديد في العراق، بعد ما حدّد رئيس البرلمان محمد الحلبوسي، يوم الثاني من شهر أكتوبر/تشرين الأول المقبل، موعداً نهائياً لانتخاب رئيس الجمهورية.

وکان من المقرر ان تتفق الکتل الکردية علی مرشح واحد لمنصب رئاسة الجمهورية، لکنها اظهرت عجزها عن التوصل الی اتفاق علی ذلك، الامر الذي حدا بالبرلمان العراقي لاستنفاد المهلة الدستورية المتبقية لاختيار الرئيس بشكل كامل. واعلن هذا رئيس البرلمان، في كلمة له، اليوم الثلاثاء، التي كان من المقرر التصويت فيه لرئيس الجمهورية.

وأتی هذا القرار بعد ما تلقی الحلبوسي طلبا من الحزبين الكرديين بتأجيل انتخاب رئيس الجمهورية، حتى يتم الاتفاق بشأن اختيارهما مرشحاً واحداً للمنصب.

وفي ظل استمرار الخلاف بين الحزبين الرئيسن الكرديين وإصرار كل منهما على الحصول على المنصب یبدو من الصعب جدا إمكانية حسم موضوع انتخاب رئيس الجمهورية، لکن لا مناص من التوافق و الانتخاب؛ فالعد العکسي قد بدأ، ما يحتّم على الجانب الكردي حسم موضوعه، والخروج بمرشح واحد للمنصب مهما كانت الظروف، والا فإنّ البرلمان سيصوت على أي من المرشحين الآخرين من خارج الحزبين وفق نظام الأغلبية.

ووفق رئيس البرلمان فهناك 30 مرشحا یتنافسون على منصب رئيس الجمهورية. وفي الامثال العربية أن "في التأخیر آفات" وبخاصة في مثل هذه الظروف والمرحلة الحساسة التي يمرُّ بها العراق وعمومُ بلدانِ المنطقة وهي تتطلب ضرورة وأهميةُ الدورِ الايجابي الموحِّد الذي يمكن أن يضطلعَ به الساسة ورجالُ الدين والمفكرون وعمومُ المثقفين من أجلِ تقديمِ ما عندهم من انتخاب الاصلح وتجنب المحاصة والحث على تعزيزِ قيم الوحدةِ والتآخي والتضافر لتجاوز مختلف الأزمات والاضطرابات السیاسية و الاقتصادية والمعیشية التي یشهدها العراق في الآونة الاخیرة و الوصول الی بر الامان.  

د. نظري