للمرة الخامسة..

السيسي يحضر اجتماعات الأمم المتحدة.. كيف تراه المعارضة؟

السيسي يحضر اجتماعات الأمم المتحدة.. كيف تراه المعارضة؟
الأربعاء ٢٦ سبتمبر ٢٠١٨ - ١١:٣٨ بتوقيت غرينتش

يشارك الرئيس مصري، عبد الفتاح السيسي حاليا في أعمال الدورة الثالثة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة بمدينة نيويورك للمرة الخامسة منذ استيلائه على السلطة في تموز/ يوليو 2013.

العالم - تقارير

وبهذه المشاركة يكون السيسي أول رئيس مصري يحضر خمس دورات متتالية لاجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، بل إن زيارات السيسي للأمم المتحدة تفوق في عددها مجموع زيارات جميع رؤساء مصر للمنظمة الدولية منذ إنشائها قبل أكثر من سبعة عقود!

وأثار هذا الأمر تساؤلات حول أسباب حرص السيسي على المشاركة في تلك الاجتماعات بشكل دوري كل عام؟ وما إذا كانت مشاركاته السابقة قد أسفرت عن أي نتائج ملموسة على الصعيدين السياسي والاقتصادي لمصر؟

لقاء السيسي وترامب.. خمس دقائق من الغزل المتبادل

في لقاء لم يستغرق سوى خمس دقائق وعرضته وسائل الإعلام، التقى الرئيس الأميركي دونالد ترامب نظيره المصري عبد الفتاح السيسي على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.

وهنأ ترامب نظيره المصري على "العمل الرائع في محاربة الإرهاب". وقال ترامب "أعلم أنك تعمل بجد على ذلك. إنه ليس بالأمر السهل. وأنت في الطليعة. لكنك قمت بعمل رائع، أُريد فقط أن أهنئكم وأقدم لكم جزيل الشكر".

في حين أشاد السيسي بما سماه الدعم الكبير الذي تقدمه الإدارة الأميركية لحكومته ولا سيما على الصعيد الأمني.

وقال المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية السفير بسام راضي -في بيان- إن "ترامب أعرب عن تطلعه لتكثيف التنسيق والتشاور مع مصر حول قضايا الشرق الأوسط وسبل التوصل لتسوية الأزمات به، في ضوء دور مصر الإقليمي المحوري، بما يساهم في تحقيق الاستقرار والأمن لجميع شعوب المنطقة".

وذكر المتحدث الرسمي أنه تم خلال اللقاء كذلك بحث عدد من الملفات الإقليمية، خاصة الوضع في كل من ليبيا وسوريا واليمن، فضلا عن القضية الفلسطينية وسبل إحياء عملية "السلام".



متظاهرون في نيويورك يحتجون على زيارة السيسي للأمم المتحدة

هذا وشهدت نيويورك تجمعا احتجاجيا على زيارة السيسي، وهو يدلى بتصريحاته في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.

ورفع المحتجون العلم المصري وشارات "رابعة"، في إشارة إلى فض اعتصام رابعة العدوية المعارض للإحاحة بالرئيس السابق محمد مرسي عام 2013.

وتجمع متظاهرون في شارع "ماديسون افنيو" وهم يهتفون "هاى هاى، السيسي لازم يروح"، وقال بعض المحتجين انهم "هنا، لان السيسي سيكون في الأمم المتحدة، ونحن نقول للجميع، ونريد اخبار القادة، بأن هذا الرجل غير مرحب فيه في الأمم المتحدة، غير مرحب فيه في الولايات المتحدة".

ولاحظ مراقبون أمريكيون، من بينهم دكتور بارفاز المعروف بانتقاداته اللاذعة، ان المحتجين كانوا يرفعون اعلاما صفراء وهم يشيرون بعلامة رابعة، التى تعتبر رمزا للمعارضة المصرية التى تقول ان السيسي قاد انقلابا غير شرعي في عام 2013 ضد الرئيس المنتخب ديمقراطيا محمد مرسي.

وواجه نظام السيسي بقسوة مميتة الاعتصامات التى نظمها انصار مرسي الذى تم اعتقاله، وفي حملة شرسة من العنف، قامت اجهزة الامن بتطهير المظاهرات، بما في ذلك مظاهرة جرت في ساحة رابعة العدوية حيث قُتل العديد من المصريين، واُلقى القبض على المئات.

ومنذ ذلك الحين، كان هناك العديد من الإجراءات الصارمة على وسائل الإعلام والمجتمع المدني كما تم الاعلان عن جماعة الإخوان  المسلمين منظمة ارهابية وتم حبس قادتها وتجميد أصولها.

وسبق أن وصف ترامب نظيره السيسي بأنه قاتل سخيف، وذلك حسبما ورد في فقرة بكتاب "الخوف" للصحفي الأميركي بوب وودورد، والذي صدر قبل أيام وحقق رقما قياسيا في المبيعات.

وذكر الكتاب أن ترامب كرّر نعت السيسي مرتين بالقاتل مع استخدام كلمات نابية، مشيرا إلى أن الرئيس غيّر صوته -خلال المحادثة الهاتفية مع محاميه- وجعله أكثر عمقا على ما يبدو لتقليد السيسي.

كيف تحدث السيسي عن القضية الفلسطينية في الأمم المتحدة؟

وألقى الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة حيث تحدث عن تعزيز دور الأمم المتحدة كقاعدة أساسية تقوم على توازن المصالح والمسؤوليات، كما تحدث الرئيس عن القضية الفلسطنية.

ففي حديث السيسي، عن القضية الفلسطنية، أكد ضرورة توفر الإرادة السياسية لاستئناف المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين، موضحا أنه لا مجال لإضاعة الوقت في سجال بشأن أي مفاوضات تخرج دون حصول الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة.

وقال: فكيف نلوم عربياً يتساءل عن مصداقية الأمم المتحدة وما تمثله من قيم في وقت تواجه فيه منطقته مخاطر التفكك وانهيار لصالح موجة إرهابية وصراعات طائفية تستنزف مقدرات الشعوب العربية، أو يتساءل عن عدم حصول الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة للعيش بكرامة وسلام في دولة مستقلة تعبر عن هويته الوطنية وآماله وتطلعاته؟

تناقضات السيسي.. قمة سلام في نيويورك وإعدامات بالقاهرة

وقال سياسيون ومعارضون مصريون إن إصدار أحكام بالإعدام والمؤبد والمشدد بحق 135 مواطنا، بالتزامن مع زيارة السيسي إلى نيويورك، تفضح مزاعمه بشأن نزاهة القضاء واحترام حقوق الإنسان في مصر.

وأكدوا في تصريحات أن هذه الأحكام الصادمة التي تتناقض مع حضور السيسي قمة "نيلسون مانديلا للسلام" في إطار فعاليات الدورة الـ 73 للجمعية العامة للأمم المتحدة والتي دعا فيها إلى "احترام حقوق الإنسان"، تستدعي تحرك المجتمع الدولي لوقف تنفيذ مثل تلك الأحكام التي وصفوها "بالسياسية".

وأيدت محكمة النقض المصرية الاثنين، أحكاما بالإعدام والمؤبد والمشدد ضد 135 شخصا في القضية المعروفة إعلاميا بـ"قضية كرداسة" (مدينة في محافظة الجيزة غرب القاهرة)، إثر إدانتهم بارتكاب أعمال عنف وقعت عقب فض اعتصام ميداني رابعة العدوية ونهضة مصر بالقاهرة في آب/ أغسطس 2013.

وانطلقت أعمال قمة نيلسون مانديلا للسلام، بمشاركة عبد الفتاح السيسي، والتى تقام على هامش اجتماعات الدورة الـ73 من أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، تزامنًا مع الاحتفال بالذكرى المئوية لمولد الزعيم الأفريقى الراحل، ويلقي السيسى كلمة بهذه المناسبة أمام القمة.

وبينما تردد وسائل الإعلام الرسمية المصرية أن مشاركات السيسي الأربع السابقة نجحت في استعادة مكانة مصر الدولية وتأكيد دورها الإقليمي على الأصعدة السياسية والأمنية والاقتصادية، يقول مراقبون إن تواجد السيسي لم يسفر عن أي نتائج سياسية أو اقتصادية ملموسة، وأن هذه العبارات يتم ترديدها منذ عقود مع كل زيارة خارجية قام بها أي رئيس مصري سابق.