الشعبية: خطاب عباس مخيب للآمال ومسيء لتضحيات شعبنا

الشعبية: خطاب عباس مخيب للآمال ومسيء لتضحيات شعبنا
الجمعة ٢٨ سبتمبر ٢٠١٨ - ٠٨:٥٣ بتوقيت غرينتش

أكدت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أنّ خطاب رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة جاء باهتاً ومخيباً للآمال، ولم يكن بمستوى التحديات الجسيمة التي تتعرض لها القضية الفلسطينية.

العالم - فلسطين المحتلة

وعدّت الجبهة أن "الرئيس استند في خطابه إلى ذات الأسس المكررة المرتكزة على برنامجه المعروف الذي يرى بالتسوية والمفاوضات وسيلة لحل الصراع مع العدو الصهيوني والذي أثبتت التجربة على مدار ربع قرن فشله، حيث لم يحسم الرئيس في خطابه أي قضية وعلى رأسها عملية التسوية والمفاوضات والتي كان من المفترض أن يعلن من أمام الأمم المتحدة تخليه عنها التزاماً بموقف الإجماع الوطني وقرارات المجلس المركزي، والذي أكد على ضرورة التحلل من اتفاقية أوسلو وسحب الاعتراف بالكيان الصهيوني، ووقف التنسيق الأمني".

وشددت الجبهة على أن "استخدام أسلوب التعويم في المصطلحات والتحذير اللفظي دون القطع التام مع تجربة أوسلو المدمرة والتأسيس لمرحلة جديدة يعكس عدم وجود نية حقيقية باستخلاص العبر من أخطاء التجربة الماضية، والتسلح بنفس المنطق التقليدي في التمسك والتعويل على أوهام السلام والمفاوضات العبثية" حسبما افاد المركز الفلسطيني للإعلام.

كما رفضت الجبهة ما جاء في خطاب عباس بخصوص غزة، "والذي لا يساهم إطلاقاً في الدفع بعجلة المصالحة، بل يزيد من حالة الشرذمة ومعاناة أهالي القطاع"، مؤكدة أن دعوة الإطار القيادي المؤقت المنبثق عن اتفاق 2011 بصورة عاجلة من أجل إطلاق حوار وطني شامل جاد ومسئول يعيد مناقشة جميع الأوضاع الفلسطينية هي الخطوة الصائبة على طريق إنجاز المصالحة، والبدء عملياً في تطبيق الاتفاقيات الوطنية، وخصوصاً اتفاق القاهرة 2011 وبيروت 2017، أما إطلاق التهديدات بفرض عقوبات جديدة على القطاع المنهك والمحاصر فهو يساهم عملياً في مشروع فصل غزة.

وعدّت الجبهة أن مواجهة صفقة القرن والتصدي للحرب الشاملة التي تشنها الإدارة الأمريكية على حقوق شعبنا تتطلب تفعيل أشكال المقاومة كافة، والتي شرعتها المواثيق والأعراف الدولية لا وصمها بـ"الإرهاب"، مؤكدة أن "توصيفات الرئيس في خطابه حول المقاومة ودور السلطة في مواجهتها تشكّل إساءة للتضحيات الجسام الكبيرة التي قدّمها شعبنا".

وشددت الجبهة على أن غياب حق العودة بشكل واضح في الخطاب ساهم في إضعافه أكثر خاصة أمام جماهير شعبنا وأمتنا؛ لما يشكله هذا الحق من هدف وحق ثابت، وهو جوهر للصراع وأساس الحل التاريخي في فلسطين.

وعدّت الجبهة أن قوة أي خطاب فلسطيني أمام المجتمع الدولي يشترط وحدة الشعب أولاً وقواه الوطنية والاستجابة للإجماع الشعبي في الوطن والشتات، وهو الذي يجب أن نعمل عليه جميعاً ونسعى إليه.

وختمت الجبهة أنّ "نداء الواجب الوطني والقومي يدعو الرئيس أبو مازن بالعودة إلى الإجماع الوطني الفلسطيني، والتحرك وفق خطة وإستراتيجية وطنية موحدة تؤمّن عبورنا إلى مرحلة جديدة بدل الرهان على المفاوضات والحلول المجربة والفاشلة".

وكان توعد عباس، في كلمته أمام الدورة الـ73 للجمعية العامة للأمم المتحدة، غزة وحركة حماس، وواصل لغته المعهودة في استعطاف أمريكا واستجداء السلام والمفاوضات مع الاحتلال الإسرائيلي. 

وقال عباس مساء الخميس، في الدورة المنعقدة بنيويورك: إنه "خلال الأيام القليلة القادمة ستكون آخر جولات المصالحة، وبعد ذلك سيكون لنا شأن آخر، ولن نقبل إلا بسلاح واحد وليس دولة ميليشيات"، بحسب تعبيره.