هل سينال مرشح ترامب مقعدا في المحكمة العليا الامريكية؟

هل سينال مرشح ترامب مقعدا في المحكمة العليا الامريكية؟
الجمعة ٢٨ سبتمبر ٢٠١٨ - ١٠:٠٧ بتوقيت غرينتش

رشح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بريت كافانو، لشغل مقعد في المحكمة العليا الأمريكية، خلفا للقاضي أنتوني كينيدي، الا ان التهم الجنسية التي لحقت به ربما يجعل ترشيحه لهذا المنصب امرا مستحيلا.

العالم - تقارير

اعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ترشيح بريت كافانو، لشغل مقعد في المحكمة العليا الأمريكية، خلفا للقاضي أنتوني كينيدي.

وقال ترامب ،في فاعلية أقيمت بالبيت الأبيض وبُثّت تلفزيونيًا “إن القاضي كافانو يمتلك أوراق اعتماد لا تشوبها شائبة، ويتمتع بمؤهلات غير مسبوقة، ولديه التزام مؤكّد بالمساواة أمام العدالة بموجب القانون.”

من جانبه قال كافانو، “إن فلسفتي القضائية واضحة ومباشرة، وتتمثل في أن القاضي يجب أن يكون مستقلًا، ويجب أن يفسّر القانون، ولا يسنّه. فالقاضي يجب عليه تفسير المواد القانونية كما هي مكتوبة. ويجب عليه تفسير الدستور كما هو مكتوب، مستلهمًا أحداث التاريخ والتقاليد وسوابق الأحكام.”

ومنذ ذلك الحين، يعمل كافانو بالتدريس لطلاب القانون في بعض المؤسسات الرائدة في البلاد، بما في ذلك جامعات هارفارد وييل وجورج تاون. وهو رجل محب للحياة العائلية وعضو نشط في مجتمع ولاية مريلاند حيث يعيش الآن. وهو أب لابنتين ويدرّب فريق كرة السلة في مدرستهما. كما أنه يشرف على إدارة سباقات العدو (الماراثون)، ويتطوع في المنظمات الخيرية في العاصمة واشنطن.

عملية تصديق مجلس الشيوخ على القاضي

 

يجب أن يُصدّق مجلس الشيوخ الأميركي على تعيين مرشحي المحكمة العليا، تمامًا مثل تعيين الوزراء.

قبل عملية التصويت، يمثُل المرشحون أمام اللجنة القضائية بمجلس الشيوخ ويجيبون عن أسئلة حول مسارهم المهني، وفلسفتهم القانونية، والتزامهم بدعم الدستور الأميركي.

ثم ينظر مجلس الشيوخ بكامله في تقرير اللجنة القضائية قبل التصويت على الترشيح. ويتطلب تأكيد التعيين تصويت الأغلبية من مجلس الشيوخ.

لماذا تفعلها الولايات المتحدة بهذه الطريقة؟

قضاة المحكمة العليا – مثل معظم القضاة الفدراليين الآخرين – يشغلون المنصب بالتعيين ويستمرون في الخدمة “طالما يتمتعون بسلوك جيد”، كما يقول الدستور، وهو ما يعني الاستمرار مدى الحياة ما لم يقم مجلس الشيوخ بإنهاء خدمتهم لسلوك غير قانوني أو غير لائق.

 

يخدم قضاة المحكمة العليا مدى الحياة للمساعدة في الحفاظ على استقلالهم. وعلى خلاف الرئيس وأعضاء الكونغرس (الذين يتم انتخابهم ومساءلتهم من قبل الأشخاص الذين يخدمونهم)، فإن القضاة مسؤولون أمام دستور الولايات المتحدة وقوانينها. وشغل المنصب مدى الحياة يساعد القضاة على اتخاذ قرارات صحيحة من الناحية القانونية ولكنها غير شعبية سياسيًا.

والدستور يمنح الرئيس، الذي تنتخبه الأمة كلها، سلطة ترشيح القضاة، لكن التعيين النهائي يتطلب موافقة مجلس الشيوخ حتى تتم مراعاة الضوابط والتوازنات بين مختلف فروع الحكومة وضمان حصول المرشحين على موافقة واسعة. وهذا النظام، بصورته الحالية، يشجّع على وجود قضاة مستقلين يتميزون بالكفاءة.

وجدير بالذكر أن هذا هو الشخص الثاني الذي اختاره الرئيس ترامب للمحكمة العليا. ففي العام 2017 رشّح ترامب – وصدّق مجلس الشيوخ الأميركي – على تعيين نيل غورساتش، وهو قاضٍ فدرالي متمرّس، لشغل المقعد الشاغر في المحكمة.

وتتكون المحكمة العليا الأمريكية من 9 قضاة يعملون فيها مدى الحياة، دون التقيد بسن معاش، وتصدر أحكامها بالأغلبية.

لكن الجمهوريون أصبحوا يمثلون أغلبية في المحكمة، التي كانت تراعي دوما التوازن السياسي في تكوينه، الذي يعتمد على اتخاذ القرارات بالأغلبية.

وبعد ترشيح ترامب لبريت كافانو، فإن من المنتظر أن يتم عرض الأمر على مجلس الشيوخ للحصول على موافقته.

ويؤدي تعيين أي قاضي جديد في المحكمة إلى نقاشات وجدل واسع بين الجمهوريين والديمقراطيين، الذين من المتوقع أن يعارضوا ترشيح ترامب.

وعمِل كافانو (53 سنة) خلال السنوات الـ12 الماضية في محكمة الاستئناف في واشنطن، والتي تُعتبر ثاني أهم محكمة في البلاد، بعد المحكمة العليا. كما شغل مناصب رئيسة في البيت الأبيض، خلال عهد الرئيس الجمهوري السابق جورج بوش الابن، وكان عضواً في فريق قانوني مستقل حقق مع الرئيس الديموقراطي السابق بيل كلينتون، أواخر تسعينات القرن العشرين.

 

وبصفته محامياً شاباً، عمل كافانو مع رئيس المحكمة العليا القاضي أنتوني كينيدي الذي تقاعد أواخر تموز (يوليو) الماضي.

ووصف السيناتور الجمهوري تشاك غراسلي، رئيس اللجنة، كافانو بأنه «أحد أكثر المرشحين المؤهلين الذين اختيروا للمحكمة».

مرشّح ترامب للمحكمة العليا يتعهد «حياداً»

سلّط الديموقراطيون في مجلس الشيوخ الأميركي الضوء على آراء بريت كافانو، في شأن الإجهاض والسلطة الرئاسية، خلال جلسات استماع تستمر 4 أيام. في المقابل تعهد كافانو أن يكون «لاعباً ضمن مجموعة»، إذا ثُبِت تعيينه، مؤكداً أنه لن يعتمد وجهة نظر شخصية في مقاربته للملفات المطروحة.

وقال خلال جلسة للجنة القضاة: «القاضي الجيد يجب أن يكون حاكماً محايداً ونزيهاً، لا يؤيّد خصوماً أو ساسة. لست قاضياً مؤيّداً للمدعي أو للمتهم. لست قاضياً مؤيّداً للمقاضين أو للدفاع. سأجاهد دوماً لأكون لاعباً في فريق يضمّ تسعة (قضاة).

وإضافة إلى الملفات الاجتماعية، يُرجّح أن يواجه كافانو أسئلة عن رأيه في شأن التحقيق مع رؤساء والتحقيق الذي يتولاه روبرت مولر حول «تدخل» روسيا في انتخابات الرئاسة الأميركية عام 2016، واحتمال تواطئها مع حملة ترامب.


وبعد جلسات الاستماع، يُتوقع أن يصوّت مجلس الشيوخ هذا الشهر، على ترشيح كافانو الذي سيبدأ، إذا ثُبت في المنصب، ممارسة مهماته عندما تبدأ المحكمة ولايتها الجديدة في الأول من تشرين الأول (أكتوبر) المقبل.

مزاعم بانتهاكات جنسية تطال مرشح ترامب للمحكمة العليا

اتهمت سيدة جولي سويتنيك، في بيان من 3 صفحات، القاضي بريت كافانو، بارتكاب تجاوزات جنسية في ثمانينات القرن الماضي. لتلتحق بذلك بالباحثة الجامعية كريستين بلازي فورد التي اتهمت كافانو بأنه اعتدى عليها جنسيا قبل 36 عاما. ونفى القاضي بريت كافانو هذه الاتهامات.

ترامب: اتهام كافانو بارتكاب تجاوزات جنسية "مُسيّس تماماً"

اعتبر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اليوم الإثنين، أن الاتهامات الموجهة إلى مرشحه للمحكمة العليا بريت كافانو بارتكاب تجاوزات جنسية "مُسيسة تماماً".
وأضاف في نيويورك: "هناك احتمال أن تكون هذه واحدة من أكثر الأمور غير المنصفة والظالمة التي تحدث لمرشح، ولكنني أقف مع القاضي كافانو، وفي رأيي المزاعم مُسيسة تماماً".

في المحصلة يبقى المجتمع  الامريكي في انتظار  الحكم النهائي الذي سيقدمهم مجلس الشيوخ الامريكي حول كافانو، لكن اذا ثبت ادعاء الامرأتان فمن الممكن ان لايشغل كافانو  مقعدا في  المحكمة الامريكية العليا.