مقتل شابة مغربية برصاص البحرية الملكيّة تجلب انتقادات دولية

مقتل شابة مغربية برصاص البحرية الملكيّة تجلب انتقادات دولية
الجمعة ٢٨ سبتمبر ٢٠١٨ - ١٠:٣٠ بتوقيت غرينتش

أطلقت القوات البحرية المغربية النار على مهاجرين مغاربة كانوا على متن قارب مطاطي، ما أدى إلى وفاة شابة بالكاد تبلغ عشرين عاماً، وإصابة ثلاثة شبان آخرين.

العالم - تقارير

ووفقا للرواية الرسمية يوم 25 أيلول/ سبتمبر، قالت السلطات المحلية إن وحدة قتالية تابعة للبحرية الملكية المغربية أطلقت النار على قارب سريع تجاهل تحذيراتها وكانت الشابة حياة على متنه.

وأضافت السلطات أن القارب "كان يقوده مواطن يحمل الجنسية الإسبانية" وأن المعلومات الأولية أشارت إلى أن الركاب كانوا "مهاجرين غير شرعيين محتملين"، حسب وكالة الأنباء المغربية.

ذكرت وسائل إعلام إسبانية أن السلطات تمكنت من القبض على أصحاب القارب الذي يوصف بالشبح والذي يقال إنه ينقل مواطنين مغاربة إلى إسبانيا مجانا.

وكانت وسائل الإعلام تداولت في الفترة الماضية أنباء عن قارب "شبح" ظهر مرات على السواحل المغربية لنقل شباب يرغبون في الهجرة إلى الضفة الإسبانية.

وقيل إن هذا القارب الغامض قد حيّر السلطات الإسبانية والمغربية على حد سواء، وأثيرت أسئلة حول من يقف وراءه، بخاصة أن انتشار الأنباء عنه شجعت الكثيرين على التوجه نحو الساحل المغربي في انتظار وصوله وعبور البحر بواسطته نحو الساحل الإسباني، ومن دون مقابل.

استياء في المغرب لمقتل طالبة برصاص البحرية

أثار مقتل طالبة (22 عاما) برصاص البحرية الملكية المغربية تأثرا واستياء في المغرب.

وقالت مديرة قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في "هيومن رايتس ووتش" سارة ليا ويتسون: "ليس هناك أي دليل على أن الركاب كانوا يشكلون خطرا أمنيا على أحد، وهو التبرير القانوني الوحيد الذي قد يضطر أفراد البحرية المغربية إلى إطلاق النار بسببه".

وأضافت، في بيان: "تعهدت السلطات بالتحقيق في قتل الطالبة.. يجب أن تفعل ذلك فورا، وأن تعلن نتائج التحقيق وتحيل المسؤولين عن الحادث إلى العدالة".

وتصدرت الواقعة عناوين العديد من الصحف وتحدث بعضها عن "الهروب الكبير" للشباب المغربي، فيما تحدثت أخرى عن "الحرب التي تشنها السلطات" على الزوارق السريعة أو عن "مبالغات" مواقع التواصل الاجتماعي، التي تعطي الانطباع بأن "البلد بكامله يطمح للهجرة".

وتؤكد السلطات في المغرب، بأن "عملياتها تمت في إطار قانوني بهدف التصدي لمهربي البشر"، مشيرة إلى أنها منعت أكثر من 50 ألف محاولة عبور منذ بداية 2018، داعية الأوروبيين إلى مساعدتها لمواجهة تدفق المهاجرين.

جمعيات حقوقية دولية تطالب المغرب باعتماد قانون للهجرة واللجوء

أصدرت كل من جمعية أورو ميد الحقوقية الدولية، والاتحاد الدولي لحقوق الإنسان، والمنظمة العالمية لمناهضة التعذيب، بيانا مشتركا تحت عنوان "الحدود الاسبانية المغربية: المأزق المميت"، دعت فيه المغرب إلى اعتماد قانون للهجرة واللجوء دون تأخير واتباعه بسياسة ادماج حقيقية".

وجاء في البيان الموقع في 12 سبتمبر الماضي أنه "تم طرد 116 شخصًا من سبتة إلى المغرب في 23 أغسطس 2018، حيث فقد اثنان منهم أرواحهم خلال حملة الاعتقالات الجماعية التي جرت في المغرب منذ ذلك الحين، في تجل واضح لعواقب النهج العنيف، المقيد والامني لسياسات الهجرة".

وأضاف أنه "مَثُلَ 17 شخصا، من بين الاشخاص المرحلين، يوم 10 سبتمبر أمام المحكمة الابتدائية في تطوان، حيث حكم عليهم بالسجن لمدة شهرين بسبب الدخول والإقامة بطريقة غير شرعية واهانة موظفين اثناء أداء واجبهم وحيازة أسلحة، في حين تم تهجير البقية قسرا من قبل القوات المساعدة المغربية الى مدن أخرى من البلاد".

وأوضح البيان أنه "من الضروري والمستعجل ان يضع المسؤولون المغاربة والإسبان حدا للمناخ العام الذي تسود فيه هذه الأحداث المأساوية والمثيرة للقلق".

تفاعل المواقع الإخبارية العالمية تجاه قضية حياة

حصدت قضية حياة، "شهيدة الهجرة السرية"، تفاعلا واسعا على المواقع الإخبارية العالمية.

موقع "أورو نيوز"

موقع "أورو نيوز" تحدث عن دفن الشابة المغربية بعدما قُتلت برصاص البحرية المغربية، "التي وجهت أسلحتها إلى القارب الذي كان يحمل 25 مُهاجرا مغربيا، وقائدين إسبانيين".

وأضاف الموقع الإخباري الأوروبي أن وزارة الخارجية الإسبانية أكّدت اعتقال السلطات المغربية مواطنَين إسبانيين لأحدهما سوابق إجرامية، كما ذكّر بكون الطريق المائية الرابطة بين المغرب وإسبانيا تستعمَلُ بكثافة من طرف المهاجرين؛ فمنذ بداية السنة الجارية 2018 توفي 300 شخص في البحر حسب أرقام وكالة الأمم المتحدة للّاجئين التي استشهدت بها "أورو نيوز".

موقع جريدة "لوموند"

وكان لقضية "حياة" صدى أيضا في المواقع الفرنكفونية؛ فذكر موقع جريدة "لوموند" أن المسار الذي حاولت الشابة الوصول عبره إلى إسبانيا يُستخدم بشكل متزايد على خلفية تزايد توترات الهجرة بالمملكة.

وورد في مقال "لوموند" أن هذا الحادث المأساوي وقع في سياق توتر للهجرة بالمغرب؛ وارتفاع قوي في محاولات الهجرة إلى كل من سبتة ومليلية، وإعلان العاصمة الرباط إحباطَهَا أزيد من 54.000 محاولة عبور تُجاه الاتحاد الأوروبي منذ بداية شهر يناير في السنة الجارية، وتسجيل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين وصولَ حوالي 40.000 شخص إلى إسبانيا منذ بداية سنة 2018.

موقع مجلّة "L'OBS"

من جهته، تحدّث موقع مجلّة "L'OBS" عن كلمة "الرعب" التي "غزت وسائل التواصل الاجتماعي" بعد إطلاق البحرية الملكية المغربية الرصاص على قارب حاول عبور المتوسط يوجد على متنه "مرشّحون للهجرة"؛ وهو ما تسبّب في وفاة شابة مغربية.

وذكر موقع "L'OBS" أن هذا الخبر هزّ البلاد لكون محاولات مغادرة الشباب المغاربة "حاضرة في كل العقول"، وزاد أن محاولات الهرب من البلد من قبل هؤلاء الشباب "المستعدين لكل شيء" مسألة حسّاسة بشكل متزايد، وأن السلطات تبدو أمام هذه المحاولات في حالة عجز بعد مرور 38.850 شخصا إلى إسبانيا عبر المغرب، قبل أن يستدرك المقال مشدّدا على أن "استخدام مثل هذا الحل المتطرف أثار غضبا كبيرا عند معظم المغاربة؛ لأن هؤلاء الشباب لم يقوموا بأي جُرم بل حاولوا ببساطة الفرار من البؤس".