"من أبغض شيئا أکثر من ذکره" هذا هو الصحيح عن السلوك الاسرائيلي تجاه ايران

الجمعة ٢٨ سبتمبر ٢٠١٨ - ١٢:٥٧ بتوقيت غرينتش

المعروف عند العرب ان "من أحب شيئا أکثر من ذکره". هذا صحيح لکن یبدو ان العصر المعاصر يقتضي ادخال بعض التعدیل علی هذه الحکمة المأثورة الشهيرة، اذ ان مضمونها یناقض تماما السلوك الاسرائيلي تجاه ايران الاسلامية.

العالم- تقارير

فمن حين لآخر تاتي تصريحات غير موضوعية ومضحکة لرئيس وزراء الکيان الصهیوني بنيامين نتانياهو حول البرنامج النووي الایراني، وجهود ايران لامتلاك ترسانة نووية تهدد اسرائيل و باقي دول العالم.

 واحدث هذه التصريحات الباطلة، كلمته الاخيرة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ73 في نيويورك، والتي اکد فیها أن لدى إسرائيل آلاف وثائق تثبت إخفاء إيران مواد نووية في مستودع بالعاصمة طهران، وأنها لم تتخل عن خططها لبناء ترسانة نووية. 

وأضاف نتانياهو: يحتوي المستودع على مواد ومعدات تعود لبرنامج إيران للأسلحة الذرية و ان إيران نقلت خلال الشهر الماضي، ما يقارب الـ 15 كغم من المواد المشعة من المستودع السري ونشرتها في أرجاء مختلفة من العاصمة.

وتابع قائلا: "الموقع السري الأول الذي كشفناه يقع في منطقة شور آباد في العاصمة طهران، أما الموقع الجديد والذي هو عبارة عن مستودع للمواد الذرية فهو في شارع ماهر بمنطقة توركوزآباد ويبعد عن الموقع الأول بمسافة 3 أميال".        

 ولم یکتف نتانياهو بهذه المزاعم وانما شدد على أن إسرائيل لن تسمح أبدا لإيران بتطوير سلاح نووي وستبذل كل ما هو ضروري للدفاع عن نفسها من العدوان الإيراني كما دعا الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى تفتيش المستودع الإيراني السري في طهران فورا.

وکالعادة، لقيت مزاعم نتانياهو انتقاد المسؤولين الایرانيين واعتبرها المتحدث باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي "اتهامات كاذبة جوفاء وسخيفة ومضحكة"بالنسبة للعالم.

 وأضاف قاسمي: "المرجعية الوحيدة لمعالجة القضايا النووية هي الوكالة الدولية للطاقة الذرية والتي راقبت بشكل دائم مواقعنا وقدمت اثني عشر تقريرا مبنيا على التزام إيران بكامل الاتفاق النووي.

وتفید الانباء ان الوفد الإيراني انسحب من قاعة اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة قبيل كلمة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وأن هذه الخطوة كانت متعمدة، وجاءت احتجاجا على الموقف الإسرائيلي من إيران. 

وفي السياق ذاته قال مندوب ایران في الجمعیة العامة للامم المتحدة في نیویورك فرهاد ممدوحيان: ان نتنیاهو بعرضه عدة صور اخذها من خارطة غوغل یدعي بانه كشف عن منشآت نوویة جدیدة في ایران وهو ما یعد كذبة كبری ومؤشرا علی ان ممارسة الكذب متاصلة في ذاته.                                                                                                                        وقال ممدوحي انه علی هذا الكیان الغاصب، بدلا عن انتاج الانباء المزیفة، تجنب التهدید باستخدام السلاح النووي كما یتوجب علی مجلس الامن ادانة الكیان لتهدیده باستخدام السلاح النووي.                                           

والحقيقة ان "فشل الولايات المتحدة والكيان الإسرائيلي المستمر في تنفيذ سيناريوهات معادية للإيرانيين، طالما دفع رئيس وزراء الاحتلال إلى الإدلاء بمثل هذه الاتهامات والمزاعم. وفي ظل التقارب المشؤوم والحميم بین هذا الکیان الغاشم و العدید من الدول العربية المجاورة لایران وکذلك في ضوء ما تشهده المنطقة من المد و النفوذ الایراني الملحوظ فليس من المستغرب ان یلجا نتانیاهو وحلفاؤه من بلدان الجوار الی اختلاق مثل هذه التصریحات الرامية الی صرف الانظار عما یرتکبونه من جرائم و مجازر وحشية في المنطقة و ان یظهروا انفسهم في مظهر المضطهد المسکين الذي لا یمتلك حولا و لا قوة امام الجهود الایرانية الرامية الی محوهم من الوجود.                                                   

  ولکن بات واضحا للرأي العام العالمي أن الكیان الصهیوني نفسه ظل وما یزال یتجاهل جمیع اهداف منظمة الامم المتحدة ومبادئها وتوجهاتها وسیاساتها ویقف بوجه قراراتها کما یستغل الجمعیة العامة. فهو قد انتهك لحد الآن حوالي 300 قرار حول اسلحة الدمار الشامل والتدمیر والابادة البشریة و انتهك حوالي 250 قرارا لمجلس الامن الدولي وآخرها القرار 2334 القاضي بانهاء بناء المستوطنات في الاراضی الفلسطینیة المحتلة. ولکن امام هذا الانتهاك السافر و المستمر نجد اعتراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية للمرة الثاني عشر وإعتراف المجتمع العالمي والأعضاء الموقعين علی الإتفاق النووي بالتزام ايران التام بتعهداتها حيال ما وقعت عليه من التزامات.  

فمن الذي یا تری یهدد امن المنطقة والعالم: ایران بجهودها الرامية والمستمرة الی ارساء السلام و الامن في المنطقة وبسیاساتها الاستراتیجية في هذا المجال، ام الکیان الصهیوني الغاصب بارتکابه المجازر الوحشية وبانتهاکاته السافرة للقرارات و المواثيق الدولية و بامتلاکه لاحدی اکبر الترسانات النووية في العالم و تهدیده المستمر لضرب ایران بالسلاح النووي؟

وفي نهایة المطاف ندعو اخواننا العرب ممن خدعوا مرارا بمکر الصهاینة و رکنوا الی هؤلاء الظالمين ندعوهم الی التحلي بالايمان ومراجعة الحق والاتصاف بالوعي و الحذر و تبني المسؤولية و ان لا یضحّوا بمصالح الاسلام والمسلمين لصالح اعدائهم.

د.نظري