متى يعلن تشكيل الحكومة اللبنانية؟!

متى يعلن تشكيل الحكومة اللبنانية؟!
الجمعة ٢٨ سبتمبر ٢٠١٨ - ٠٧:١٦ بتوقيت غرينتش

بعد ان تناقلت وسائل الاعلام انباء عن عقد لقاء سري بين رئيس الجمهورية اللبناني ميشيل عون ورئيس الحكومة المكلف سعد الحريري يوم السبت قبل سفر عون لحضور اجتماع الجمعية العامة للام المتحدة في نيويورك هل اقتربت ساعة اعلان تشكيل الحكومة؟

العالم - تقارير

في مرحلة جديدة من الولادة المتعثرة للحكومة اللبنانية كشف عقد عدة لقاءات سرية بين الحريري ورئيس الحكومة ميشيل عون و ايضا عقد اجتماع مع وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال ​جبران باسيل​ .

مصادر عدة لم تخفي تعجبها من "إبقاء اللقاءات بعيدة عن الإعلام"، وربطت هذه اللقاءت بما جرى التداول به الأسبوع الماضي عن مؤشرات متقدمة بشأن الحكومة.

ورجّحت المصادر أن يكون الهدف من اللقاءين السريين هو النقاش في ملاحظات الرئيس عون على الصيغة الحكومية التي قدمها إليه الحريري، لكن بعيداً عن أي تشويش.

لكن رئيس ​حزب القوات اللبنانية​ ​سمير جعجع​، رفع من سقف مطالبه، فأبلغ المعنيين بالمفاوضات بأنه يرفض أي تنازل عن مطالبه.

وخلال حديث عون مع الصحفيين أثناء عودته إلى لبنان بعد ترؤسه وفد بلاده بالجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ73 قال أنّ "هناك نوعين من الحكومات، حكومة اتحاد وطني ائتلافية أو حكومة اكثرية، وإذا لم نتمكّن من تأليف حكومة ائتلافية، فلتؤلّف عندها حكومة أكثرية وفقًا للقواعد المعمول بها، ومن لا يريد المشاركة فليخرج منها".

وعما إذا كان هذا الخيار متاحًا ويسهل تمريره في مجلس النواب، أوضح عون أن  الأمور لا تبدأ على هذا النحو، فمن يريد تأليف حكومة يستطيع تأليفها وفقًا لقناعاته والمقاييس والمعايير المتماثلة لقانون النسبية.

وأضاف عون إذا استمر البعض في الرفض تارة والقبول تارة أخرى، فلتؤلف وفقا للقناعات وإذا شاءت أطراف عدم المشاركة، فلتخرج منها .

وأشار إلى أنه قبل سفره إلى نيويورك لم تكن هناك من حلحلة على خط التأليف، مضيفا: بعد عودتي إلى بيروت، إذا كان قد أعدوا صيغة حكومية سنطلع عليها وما إذا كانت تعتمد الوفاق لنقرر عندها ما سنفعل.

وحول الخطوات التي يمكن أن يتخذها إذا طالت عملية تشكيل الحكومة، قال إذا أقدمنا على اتخاذ خيارات، فعندها تكون الأمور قد وصلت إلى مكان لا يعد من الممكن سوى اتخاذ مثل هذه الخيارات .

وحول اعتبار البعض أنّ المبادرة هي نوع من التنازل، نوّه إلى أنّ "لرئيس الحكومة الحقّ في المبادرة، رضي الأفرقاء أو لم يرضوا".

 كاشفًا "أنّني كنت أتمنّى لو تمّ تأليف الحكومة بعد 15 عشر يومًا من التكليف، وكل يوم أتمنّى أن يحصل الأمر في اليوم التالي". وعمّا إذا كانت العقدة الخارجية لا تزال موجودة، أفاد بأنّ الأمور مختلطة. إنّ العقدة تكون أحيانًا خارجية لكن يعبّر عنها محليًّا".

واعتبر نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله الشيخ علي دعموش في خطبة الجمعة  انه لا يجوز ان يبقى البلد أسير بعض الطموحات والرغبات الجامحة وغير الواقعية، وأن الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة معني بوضع حد للعناد الذي تمارسه بعض الجهات السياسية المعروفة التي تطالب بأكثر من حجمها، وانهاء الجدل حول الحقائب، ووضع صيغة معقولة تضم الكتل الاساسية وتراعي عدالة التمثيل. 

مشيرا الى ان الناس لم تعد تحتمل مستوى الانحدار الذي وصل اليه البلد على الصعيد الخدماتي والاقتصادي والاجتماعي، فقد بات المواطن يشعر انه متروك لمصيره ويعيش في غابة وليس في دولة، ولذلك الاسراع في تشكيل الحكومة بات ضرورة ملحة لانقاذ البلد واعادة ثقة المواطن بالدولة.

وفي مايو/ أيار الماضي، طلب عون، من سعد الحريري، زعيم  تيار المستقبل، تشكيل الحكومة الجديدة، بعد الانتخابات النيابية. غير أن تشكيل الحكومة تأجل مرارا، وسط تبادل الاتهامات بين القوى السياسية بشأن المسؤولية عن التأخير، فضلا عن مطالب بقوة التمثيل داخل الحكومة الجديدة.

الشارع اللبناني في حالة ترقب وقد يظل البعض متمسكا بأمل ان يعلن تشكيل الحكومة لكن يبقى السؤال هل ستلبي هذه الحكومة المنتظرة امال الشعب وطموحاته.