الجرائم الممنهجة في العراق واخرها مقتل تارة فارس.. ماذا بعد؟

الجرائم الممنهجة في العراق واخرها مقتل تارة فارس.. ماذا بعد؟
الجمعة ٢٨ سبتمبر ٢٠١٨ - ٠٧:٤٦ بتوقيت غرينتش

يعيش العراق فترة نقاهة بعد ان حرر جميع اراضيه من عصابات "داعش" الارهابية على ايدي عراقية من قوات الجيش والشرطة وقوات الامن والحشد الشعبي والحشد العشائري، ولكن هناك من لا يريد ان يعود العراق الى سابق عهده وان يعيش شعبه بامان.

العالم - تقارير

فالذي يحصل بالعراق هو قتل ممنهج وفق اسلوب المخابرات الدولية، وتذكرنا بالموساد الاسرائيلي الذي يغتال الشخصيات والعقول الفلسطينية بين الحين والاخر، فكان هناك قتل مبرمج وتهديدات بالقتل لاطباء العراق المتخصيين والحاصلين على الشهادات المميزة في الطب.

وكذلك طال التهديد والقتل رجال الاعمال وبعدهم شخصيات اشتهرت في المجتمع العراقي ليصبحوا بعدها ضحايا الارهاب بدعم من جهات حاقدة على العراق والعراقيين.

فالدكتور إياد كاظم جحيل أشهر أطباء جراحة القلب في العراق يمتلك شهادة البورد من أميركا ويُعد من أمهر جراحي القلب، هاجر للأردن لتلقيه تهديدات بالتصفية، مثل غيره من عشرات الأطباء الاختصاصيين وأساتذة الجامعات المرموقين الذين تفرقوا في المنافي بسبب "القتل واستهداف الكفاءات لتفريغ البلاد من الطاقات العلمية".

وسبب هجرة الدكتور جحيل بعد تهديدات بالقتل، واسنلامه ظرف كان يحتوي على طلقة مسدس في إشارة لتهديد صريح بالقتل إذا لم يخرج من البلد".

كما أن أعدادا كبيرة من أشهر الكفاءات العلمية تركت العراق بسبب التهديدات من قبل عناصر مسلحة غير معروفة.

نقابة الأطباء في العراق أحصت هجرة أكثر من 801 طبيب اختصاصي وأستاذ جامعي، مبينا عدم توفر أرقام دقيقة حول من قُتل منهم، وحوادث قتل اطباء وأساتذة جامعات أثارت استياء الشارع العراقي والرأي العام.

من جهته، يقول أستاذ علم النفس بكلية التربية بجامعة ميسان منذر سليم الجيزاني، إنه قلق على ضياع الطاقات التي عادت إلى العراق بعد سنوات قضتها في الغربة.

ويضيف الجيزاني أن الكفاءات العراقية بعد حصولها على شهادات الأستاذية والدرجات العلمية المتقدمة وقعت في مصيدة العصابات، وباتت تُقتل بأسلحة كاتمة للصوت أو تخطف ويلقى بها فيما بعد في مكب النفايات، كما حصل لأسماء كثيرة في بغداد والبصرة.

ويقول وكيل مدير الهجرة والمهجرين في ميسان جاسم محمد سلمان إن الحكومة منحت امتيازات مادية للعائدين من الغربة، لكنهم لم يتمكنوا من البقاء لأن أعداء العراق لا يريدون له أن يتقدم ويتطور.

يُذكر أن رابطة الأساتذة الجامعيين أحصت مقتل أكثر 250 أستاذا جامعيا منذ بدء الاحتلال الأميركي للعراق يوم 9 أبريل/ نيسان 2003 وحتى 31 مايو/ أيار 2010.

وقد دفع هذا الوضع الكثيرين إلى الهروب خارج العراق، وخاصة بعد تفاقم ظاهرة خطف الأطباء ومساومتهم على فدى مالية كبيرة.

وأكدت الرابطة مقتل ثلاثة أرباع العلماء بالعراق. وأوضحت أن 62% من الذين تمت تصفيتهم يحملون شهادات الدكتوراه، وأن ثلثهم مختص بالعلوم والطب.

وبينت أن أكثر من 2500 من الأطباء وأصحاب الكفاءات العلمية غادروا العراق هربا من الموت أو الخطف.

رشا الحسن ورفيف الياسري، خبيرتا تجميل في العراق، حقق مركزاهما للتجميل نجاحا واسعا في العاصمة بغداد، ذيع صيت السيدتين معا وزاد عدد متابعيهما في العالم العربي، وظلت السيدتان مترافقتان في الشهرة والمهنة والنجاح، وحتى في الموت.


وأحدثت الوفاة "الغامضة" لكل من رشا ورفيف رد فعل واسعا في الشارع العراقي والعربي أيضا، خاصة بعد الكشف المبدئي عن ملابسات وفاتهما المتشابهة إلى حد كبير.

وكانت صاحبة مركز "فيولا" رشا الحسن، التي أعلنت وزارة الصحة العراقية وفاتها في 23 أغسطس، كتبت آخر منشور لها على "فيسبوك"، قبل يومين من وفاتها الغامضة، قائلة: "كل عام وأنتم بخير.. جعل الله جميع أيامكم أعيادا... تأخرت عن التهنئة عذرا منكم بسبب وعكة صحية".

وقبل أسبوع بالضبط (16 أغسطس)، أعلنت وزارة الداخلية وفاة خبيرة التجميل رفيف الياسري التي كانت تمتلك مركز "باربي" الخاص بعمليات التجميل والليزر، ويعد أكبر مراكز التجميل في  بغداد.

ولم تصدر الأسباب النهائية لوفاة خبيرتي التجميل، وإن كان المتحدثان باسم الداخلية والصحة تحدثا عن "أسباب مبدئية"، لم يقتنع بها الشارع العراقي، تتعلق بتناول جرعة دواء زائدة في حالة رفيف، ومرض مفاجئ ألم بـ"رشا".

واخيرا أكدت وزارة الصحة العراقية، امس الخميس، عن مقتل تارة فارس، باطلاق النار على رأسها في بغداد.

وقال مدير اعلام صحة الرصافة قاسم عبد الهادي، إن "تارة فارس وصلت جثتها الى مستشفى الشيخ زايد الساعة السادسة الا ربع وعليها ثلاث طلقات نارية اثنين بالرأس والثالثة بمنطقة الصدر"، من جانبها، أعلنت وزارة الداخلية فتح تحقيق عاجل بشأن الحادثة.

يشار الى ان تارة فارس، هي ملكة جمال بغداد التي اختيرت في مسابقة اقيمت في نادي الصيد العراقي عام 2015، وهي من مواليد 1996 وتعيش ما بين تركيا والعراق، وذهبت مؤخرا لتعيش في الامارات العربية المتحدة، كما فازت بلقب وصيفة ملكة جمال العراق عام 2014.


ووجه رئيس وزراء العراق حيدر العبادي كلا من  وزارة الداخلية والخلية الاستخبارية بالعمل فورا وخلال ٤٨ ساعة على تركيز الجهود على المستوى الوطني والحصول على معلومات واتخاذ اجراءات تتعلق بجرائم اغتيال واختطاف حصلت بتنفيذ عالي المستوى في البصرة وبغداد واماكن اخرى بصورة متزامنة، مما يعطي الانطباع بان وراءها مخططا من جهات منظمة، هدفه الاخلال بالامن تحت ذرائع محاربة مظاهر الانحراف واظهارها على انها حالات مفردة وهي لا تبدو كذلك .

فمن المستفيد من هذه الجرائم ولماذا العراق ولماذا في هذا الوقت بالذات؟ هل السبب بوجود خلل في الجهاز الامني العراقي الذي يعتبره البعض مخترقا من قبل اعداء العراق؟ او لا زالت شخصيات اميركية تدير دفة المؤسسات العراقية الامنية وتساعد على تنفيذ مثل هذه الجرائم في العراق؟