بتهمة التحرش.. الكونغرس يرجئ تثبيت مرشح ترامب بانتظار التحقيق

بتهمة التحرش.. الكونغرس يرجئ تثبيت مرشح ترامب بانتظار التحقيق
السبت ٢٩ سبتمبر ٢٠١٨ - ١١:٥٠ بتوقيت غرينتش

وافق مجلس الشيوخ الأميركي، على أن يرجئ لأسبوع كحد أقصى تصويته المتعلق بتثبيت مرشّح الرئيس الأميركي دونالد ترامب للمحكمة العليا القاضي بريت كافانو، وذلك من أجل منح مكتب التحقيقات الفيدرالي "إف بي آي" الوقت للتحقيق في اتهامات باعتداءات جنسية.

العالم- تقارير

وقالت اللجنة القضائية بمجلس الشيوخ في بيان إنها ستطلب "إجراء تحقيق" حول كافانو سيكون "مقتصرا على الاتهامات الموثوقة" الموجّهة إليه وهو الأمر الذي "لن يتطلب أكثر من أسبوع"، وسيؤجل بالتالي التصويت النهائي حول تثبيت كافانو في المحكمة العليا.

هذا التأجيل جاء في وقت، أمر الرئيس الأمريكي، ترامب، مكتب التحقيقات الفيدرالي (أف بي آي) بإجراء تحقيق في اتهامات سوء السلوك الجنسي ضد مرشحه للمحكمة العليا الأمريكية.

وفي وقت سابق، صوتت لجنة في مجلس الشيوخ على الموافقة على ترشيح كافانو لعضوية أعلى محكمة أمريكية.

لكن نائبا جمهوريا واحدا، في اللجنة المكونة من 11 جمهوريا وعشرة ديمقراطيين، فقط دعم خطوة التحقيق.

ونتيجة لهذا، جرى تأجيل تصويت مجلس الشيوخ الكامل على إقرار ترشيح كافانو لنحو أسبوع.

وأنكر كافانو، الذي يعمل قاضيا في محكمة الاستئناف، الاتهامات التي وجهتها ثلاث نساء على الأقل ضده.

وفي يوم الخميس، استمعت اللجنة إلى شهادة كريستين بلازي فورد، الأستاذة في علم النفس بجامعة كاليفورنيا، التي تقول إن كافانو اعتدى عليها جنسيا عندما كانا مراهقين في الثمانينيات.

كما أدلى كافانو بشهادته، رافضا بشدة الادعاء وقال إنه لم يعتد على فورد أو شخص أخر على الإطلاق. واتهم الديمقراطيين بتسييس القضية وإلحاق الضرر بأسرته وتشويه سمعته.

ماذا سيتناوله التحقيق ل"إف بي آي"؟

وفي الإعلان عن الخطوة، قال ترامب: "أمرت أف بي آي بإجراء تحقيق إضافي لتحديث ملف القاضي كافانو. وكما طلب مجلس الشيوخ، يجب أن يكون هذا التحديث محدودا في نطاقه ويجب أن ينتهي في أقل من أسبوع".

ويشمل التحقيق إعادة فتح أف بي آي تدقيقا لسيرة كافانو. ويعني هذا إمكانية الرجوع إلى شهود قدامى أو الحديث إلى شهود آخرين جدد.

ورفض الأعضاء الجمهوريون في اللجنة القضائية بمجلش الشيوخ، الجمعة، محاولة الديمقراطيين استدعاء مارك جادج، صديق كافانو التي قالت فورد إنه شهد الاعتداء عليها منذ 36 عاما.

كان جادج قد أخبر اللجنة في بيان مكتوب أنه لا يتذكر أي حادثة كهذه.

وقالت محامية جادج، باربرا غيلدر: "إذا طلب مكتب التحقيقات الفيدرالي أو أي وكالة تنفيذ قوانين أخرى تعاون جادك، فسيرد موكلي على أي أسئلة توجه إليه".

وردا على بيان ترامب، قال القاضي كافانو: "لقد فعلت كل شيء طلبوه مني وسأستمر في تعاوني".

وقالت محامية فورد، ديبرا كاتس، إن موكلتها ترحب بالخطوة لكنها تساءلت عن سبب تحديد له أقل من أسبوع.

وتابعت: "إجراء مكتب التحقيقات الفيدرالي تحقيق شامل أمر بالغ الأهمية لتطور جميع الحقائق المتعلقة... (لكن) لا ينبغي فرض أي قيود من حيث الوقت والنطاق على هذا التحقيق".

أهمية المحكمة العليا 

يعد اختيار عضو جديد في المحكمة العليا أمرا في غاية الأهمية، لأنه غالبا ما يكون للمحكمة القول الفصل في القوانين المثيرة للجدل وتفصل في الخلافات بين الولايات والحكومة الفدرالية، كالإجهاض، وحكم الإعدام وحقوق الناخب وسياسات الهجرة، كما أن لقضاة المحكمة التسعة، تأثيرا كبيرا على الحياة العامة الأمريكية.

ويمكن لتعيين القاضي كافانو إمالة الكفة لصالح المحافظين في المحكمة لسنوات قادمة.

ويتمتع الجمهوريون بأغلبية ضئيلة في مجلس الشيوخ بـ 51 مقعدا مقابل 49 للديمقراطيين. وبدون تأييد فليك ونائب جمهوري آخر، وعلى افتراض معارضة جميع الديمقراطيين، فإن تمرير ترشيح كافانوا قد لا يتم.

الاتهامات الأخرى ضد كافانو

باستثناء قضية فورد، ثمة مدعون آخرون ضد كافانو وهم:

ديبورا راميريز الطالبة السابقة في جامعة ييل قالت إن بريت كافانو ذات مرة تجرد من ملابسه أمامها في حفل للطلاب في ثمانينيات القرن الماضي. وزعمت أن كافانو وقف في وجهها ضاحكا، وهو الأمر الذي نفاه كافانو.

جولي سويتنيك المقيمة في واشنطن العاصمة، قالت سويتنيك في شهادة مشفوعة بأداء القسم إن كافانو كان ضالعا في تخدير فتيات والاعتداء عليهن في حفلات منزلية في الثمانينيات. وقالت إنها كانت ضحية اغتصاب جماعي عام 1982 في حفل كان مرشح المحكمة الأمريكية العليا ضمن حاضريه.

امرأة أخرى مجهولة. أرسلت امرأة رسالة إلى عضو مجلس الشيوخ عن كولورادو زاعمة أن ابنتها كانت قد شهدت كافانو يدفع امرأة كان يواعدها "بطريقة عنيفة وجنسية" تجاه الحائط عام 1998.

وأنكر كافانو جميع التهم، ووصف الخميس اتهام سويتنيك بأنه "مزحة" و"مسرحية هزلية".

من هو بريت كافانو ؟

ولد كافانو في العاصمة الأمريكية واشنطن في 12 فبراير/شباط عام 1965 وتخرج من كلية ييل للحقوق وعمل منذ عام 2006 في محكمة بارزة وهي محكمة الاستئناف لضاحية كولومبيا وأصدر أحكاما في بعض القضايا الهامة على المستوى القومي.

وخلال حكم جورج بوش الابن عمل محاميا للبيت الأبيض ومستشارا للرئاسة.

وفي تسعينيات القرن الماضي عمل بمؤسسة Kenneth Starr التي لعبت دورا في التحقيقات حول الرئيس بيل كلينتون في ما يتعلق بقضية مونيكا ليونسكي حيث أصدرت التقرير الذي دعا لعزل الرئيس الديمقراطي.

كما عمل مساعدا للرجل المقرر أن يخلفه في المحكمة العليا القاضي أنتوني كنيدي البالغ من العمر 81 عاما والذي سيتقاعد في نهاية العام الحالي.

ونظرا لانتمائه لليمين المحافظ فإنه من المتوقع في حالة وجوده في المحكمة العليا أن يدفعها نحو اليمين في ما يتعلق بقضايا تنظيم العمل والأمن القومي.

ويعين قاضي المحكمة العليا مدى الحياة ولأن كافانو صغير نسبيا حيث أن عمره 53 عاما فإنه من المتوقع أن يستمر في منصبه لعقود.

وكان ترامب قد قال عنه عقب ترشيحه:" لا يوجد شخص في أمريكا مؤهلا للمنصب أو مستحقا له أكثر منه."