واشنطن تحضّر لولادة "ناتو عربي"..فهل تقف قطر رادعة أمامه؟

واشنطن تحضّر لولادة
السبت ٢٩ سبتمبر ٢٠١٨ - ٠٩:٠٣ بتوقيت غرينتش

منظومة أمنية عسكرية خطيرة ستكون نتائجها مدمرة بالتأكيد على المنطقة وشعوبها، وجرى اختيارها خلال مرحلة الضعف والتهميش، حيث ادّعت الإدارة الأمريكية عقب إعلانها عن مشروع ما يسمى بـ"حلف ناتو عربي"، أن هذه الخطوة "تصب في سياق التصدي لإيران والحؤول دون توسع نفوذها في المنطقة"، لكن بمزيد من الدقة في هذا المشروع سيظهر أن الهدف الرئيسي منه يصبّ في سياق الابتزاز الأمريكي للدول الأعضاء في هذا الحلف.

العالم - تقارير

حيث تترقب الأوساط العربية، الإعلان عن تشكيل تحالف عسكري أطلق عليه اسم "الناتو العربي" على غرار الحلف الدولي المعروف بـ"حلف شمال الأطلسي"، من المتوقع أن ينطلق خلال قمة تستضيفها الولايات المتحدة الأمريكية، في يناير المقبل.

وكشفت مجلة "thenational" الإماراتية عن مساع حثيثة تبذلها الخارجية الأمريكية في منطقة الشرق الاوسط بهدف وضع أسس لهذه القمة.

وحسب المجلة، أمضى نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الخليج الفارسي تيم ليندركينغ، الأسابيع الثلاثة الفائتة يلف ويدور بمهمات دبلوماسية إقليمية في الخليج (الفارسي)، بهدف التمهيد لقمة سوف تستضيفها الولايات المتحدة الأمريكية في يناير المقبل لإطلاق "تحالف الشرق الأوسط الاستراتيجي"(MESA) أو"الناتو العربي" ك‍ما يسميه البعض.

وعلى الرغم من الاختلافات في الأولويات السياسية بين دول "مجلس التعاون"، زعم ليندركينغ إنّ فكرة التحالف تكمن في كونه يبني درعا قويا وصلبا في وجه ما اسماه التهديدات الايرانية.

وكان وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو التقى يوم امس الجمعة، بممثلي دول مجلس التعاون ومصر والأردن على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة، للدفع بعقد قمة يناير، واتفق مع الوزراء خلال الاجتماع على ضرورة مواجهة ما اسموه التهديدات التي تمثلها ايران ضد المنطقة والولايات المتحدة، الخاصرة المؤلمة لادارة ترامب كونها لا تخضع لها وتتصدى بقوة للمؤامرات الامريكية الاسرائيلية في المنطقة ونجاحها في ذلك.

وعلى نفس الوتر، خرج زعيق يكاد يختنق ولا يعثر على منصة لسماع صوته الا فرصة الجمعية العامة للامم المتحدة في نيويورك، اكد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير على دعم بلاده للاستراتيجية الأميركية في مواجهة إيران. وقال: إن الرياض مؤمنة بأن تحقيق السلام في الشرق الأوسط يتطلب ردع طهران، على حد تعبيرِه، واضاف أنّ سيادة السعودية خط أحمر، ولا تقبل التدخل بشؤونها دون الافصاح عن اي شؤون داخلية يتكلم.

هل تقف قطر حجر عثرة امام التحالف الاستراتيجي

وفي السياق ذاته، سارعت قطر لاعلان موقفها من "الناتو العربي" هذا، بعد ان اكد وزير خارجيتها محمد بن عبد الرحمن ال ثاني إن التحالف الاستراتيجي مع الولايات المتحدة لن ينجح إذا لم يحسم الخلاف حول مفاهيم أمنية جوهرية.

وقال ال ثاني: إن أزمة مجلس التعاون اختبار حقيقي للتحالف الاستراتيجي مع واشنطن، وإن تجاهل التحالف الجديد للخلاف بين أعضائه يؤثر على مصداقيته، مؤكداً ضرورة تراجع الدول التي تحاصر قطر عن اجراءاتها ضد بلاده. واضاف ال ثاني أن الأزمة اختلقت لأسباب واهية، وأصابت مجلس التعاون بالشلل.

وتابع قائلا: إن هذا التحالف يجب أن يكون بملامح واضحة، وأن لا يتم تفصيله على مقاسات معينة حسب مصالح دول بعينها، ويجب أن يقوم على مبدأ احترام سيادة الدول.

ايران تسأل.. الايام القادمة كفيلة بالجواب

واعتبرت ايران المبادرة الامريكية من تشكيل هذا التحالف هي محاولة لتلافي الوقت الضائع لمواجهتها في ظل تشديد الحظر عليها من جهة، ومن جهة اخرى، لان المسؤولين الاميركيين مازالوا يشككون خلافاً لادعاءاتهم بتأثير الحظر والتهديدات ضد الجمهورية الاسلامية.

في حين ان القضية الجوهرية هو نشوء خلاف بين امريكا والناتو (حلف الشمال الاطلسي) بعد المطالبة الامريكية المالية من هذا الحلف العسكري، ويبدو ان ترامب يحاول من خلال انشاء هذا التحالف الجديد تحت غطاء تشكيل "ناتو عربي" خلال الاشهر المقبلة، تحصيل الاموال من الدول العربية لتمويل حروبه في المنطقة ومحاربة ايران.

وبطبيعة الحال، فان ترامب يأمل من تشكيله الحلف الجديد استبدال ايران بـ"أسرائيل" كعدو مشترك لعرب المنطقة، حتى يساعده ذلك على نسيان القضية الفلسطينية من افكار الرأي العام للعالم الاسلامي.

يذكر أن القرار الأمريكي بشأن تأسيس "حلف الناتو العربي" جاء على خلفية فشل حكومة ترامب في مخطط عزل إيران وأيضاً الانسحاب من الاتفاق النووي الموقّع من جانب 6 قوى عالمية، وعليه فإن تهديدات ترامب في "تصفير" حجم صادرات النفط الإيراني والرّد الإيراني الحاسم على هذه التهديدات، خير دليل على فشل المشروع الأمريكي الرامي إلى عزل إيران دولياً واقليمياً.