هكذا يسير العراق نحو استحقاق رئاسة الجمهورية

هكذا يسير العراق نحو استحقاق رئاسة الجمهورية
السبت ٢٩ سبتمبر ٢٠١٨ - ١٠:٢٤ بتوقيت غرينتش

مع اقتراب موعد حسم منصب رئاسة الجمهوريه العراقية يوم الاثنين المقبل، اشتدت الخلافات بين الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني حول مرشحيهما لرئاسة العراق، وسط تباين الرؤى بين الحزبين حول المضي قدماً نحو طرح المرشحين فؤاد حسين وبرهم صالح للتصويت بين النواب الأكراد، ليكون الفائز بنتيجته، المرشح الوحيد للمنصب في تكرار للسيناريو الذي اعتمد في العام 2014.

العالم - العراق

اعلن مجلس النواب العراقي اسماء المرشحين لرئاسة الجمهورية الذين استوفوا الشروط القانونية مؤكداً أن يوم الاثنين القادم موعد اخير لحسم منصب رئاسة الجمهورية.

وذكر بيان صادر عن المجلس إن اسماء المتقدمين لشغل منصب رئيس الجمهورية الذين استوفوا الشروط اللازمة للترشح وفقا للجنة المشكلة بحسب الامر النيابي هم كل من سردار عبد الله وعبد اللطيف جمال رشيد وعمر كريم البرزنجي وسروة عبد الواحد وعبد الكريم عبطان الجبوري وبرهم صالح وفؤاد حسين.

في هذه الأثناء يستمر الجدل بين الأحزاب الكردية بشأن منصب رئيس الجمهورية، في ظل تنافس محموم بين مرشحي الحزبين الكرديين الرئيسيين وهما فؤاد حسين عن الحزب الديمقراطي الكردستاني، وبرهم صالح عن الاتحاد الوطني الكردستاني.

وفي هذا السياق أصدر رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني، مسعود بارزاني، بياناً بشأن منصب رئاسة الجمهورية، معلناً عقده اجتماعاً مع مرشح الاتحاد الوطني الكردستاني، برهم صالح، بعد زيارة الأخير له.

وقال بارزاني في بيان: "زارنا الجمعة {برهم صالح} وبناءً على طلبه، للحديث والتناقش وأخذ المشورة حول منصب رئيس الجمهورية".

وأضاف انه مع كل التقدير والاحترام للأخ برهم صالح، لكن منصب رئاسة الجمهورية مرتبط بالاستحقاقات السياسية لاهالي كردستان العراق وليس حكراً على أي شخص او حزب او طرف معين، وان لهذا المنصب علاقة مباشرة بجميع المكونات العراقية ومن ضمنها اهالي كردستان العراق حسبما افاد موقع الفرات نيوز.

وقال بارزاني "كنا نأمل بأن تتفق كافة الاطراف الكردستانية على مرشح واحد لكن الاخوة في الاتحاد الوطني الكردستاني اتخذوا قرارهم بشكل انفرادي، وتلتها الاطراف الكردستانية الأخرى والحزب الديمقراطي الكردستاني لاختيار مرشحهم لهذا المنصب".

وجدد تأكيده "على ان آلية حسم هذا الموضوع يجب ان تبقى لدى الاطراف الكردستانية وان يحترم الحميع رأي اغلبية اهالي كردستان العراق".

وتابع بارزاني "كما نؤكد على ضرورة ان يعود القرار في اختيار أية شخصية لشغل منصب رئاسة الجمهورية للكتل الكردستانية في بغداد وان يتم الاتفاق على أي مرشح يحصل على النسبة الأكبر من التصويت كمرشح لمنطقة كردستان العراق لهذا المنصب"، مطالباً "كافة الاطراف باحترام رأي الاغلبية من الكتل الكردستانية في بغداد والتي ستختار المرشح لرئاسة الجمهورية".

وفي المقابل رد مرشح الاتحاد الوطني الكردستاني لمنصب رئيس الجمهورية، برهم صالح، على بارزاني بشأن موقفه من منصب رئاسة الجمهورية.

وأصدر مكتبه الإعلامي بيانا بشأن اجتماع صالح مع بارزاني مساء الجمعة"، مشيراً إلى ان "القرار النهائي بشأن منصب رئيس الجمهورية يجب أن يصدر من قبل البرلمان العراقي، وهذه خطوة باتجاه القضاء على المحاصصة الحزبية".

وأضاف انه "ومن أجل توحيد البيت الكردي، زار برهم صالح بارزاني بغية التباحث بشأن منصب رئيس الجمهورية ومستجدات عملية تشكيل الحكومة العراقية".

وأكد البيان أنه "على الرغم من كون منصب رئيس الجمهورية من استحقاقات اهالي كردستان العراق، لكن حسم هذا المنصب يكون بيد القوى الكردستانية فقط إذا كانت الأوضاع السياسية في كردستان العراق طبيعية، لكن للأسف فإن جزءاً مهماً من القوى الكردستانية غير مستعدة حالياً حتى للجلوس معاً".

وتابع "كما أن المرشحين في هذه الانتخابات ليسوا فقط من الاتحاد الوطني الكردستاني العراقي والحزب الديمقراطي الكردستاني العراقي بل هناك عدد من الشخصيات الأخرى غير الحزبية، وإذا ما كان رئيس الجمهورية يمثل جميع الشعب العراقي وضمنه اهالي كردستان العراق فيجب أن يصدر البرلمان العراقي القرار النهائي بشأنه، وهذه خطوة من أجل إنهاء المحاصصة الحزبية ومن الآن فصاعداً الديمقراطية هي المطلب العام".

وواصل كل من برهم صالح وفؤاد حسين مشاوراتهما مع الافرقاء السياسيين لكسب دعمهم في ترشحهما لمنصب رئاسة الجمهوريه.

وبحث القيادي في إئتلاف النصر في العراق النائب خالد العبيدي مع مرشح الاتحاد الوطني الكردستاني لرئاسة الجمهورية، برهم صالح، وجهات النظر بشأن أبرز المهام الوطنية خلال المرحلة القادمة لضمان الاستقرار السياسي وتوفير حياة حرة كريمة للعراقيين.

وذكر بيان لمكتبه ان العبيدي استقبل صالح "وتم خلال اللقاء تبادل وجهات النظر حول مستقبل العملية السياسية والمهام الوطنية الواجب تنفيذها خلال المرحلة القادمة وفي مقدمتها إعادة إعمار المناطق المحررة لضمان عودة سريعة للنازحين وتوفير الخدمات لكل العراقيين وإعادة تقييم القوانين الاقتصادية لجذب الاستثمارات وتوفير فرص عمل للعراقيين وتحقيق حياة كريمة لكل المواطنين".

وأكد العبيدي خلال اللقاء، على ضرورة الحفاظ على وحدة العراق واستقلالية ووحدة قراره السياسي مع العمل على حصر السلاح بيد الدولة ودعم قواتنا الأمنية بجميع تشكيلاتها للحفاظ على النصر المتحقق على عصابات داعش الاجرامية".

وفي المقابل بحث رئيس التحالف الوطني العراقي، عمار الحكيم، مع وفد الحزب الديمقراطي الكردستاني برئاسة فؤاد حسين {مرشح الحزب لرئاسة الجمهورية} مستجدات الوضع السياسي في العراق وإكمال الاستحقاقات الدستورية المتبقية.

وذكر بيان لمكتبه ان عمار الحكيم شدد خلال اللقاء "على أهمية منصب رئيس الجمهورية إذ يمثل واجهة البلد وحامياً للدستور، وأهمية اختيار الاكفأ والأفضل".

وأكد "ضرورة حرص رئيس الجمهورية على وحدة العراق أرضاً وشعباً وأن يكون لكلّ العراقيين".

وجدد الحكيم "دعوته للقوى السياسية الكردية ضرورة توحيد موقفها إزاء مرشح الرئاسة والتنسيق مع القوى السياسية في بغداد".

وفي ظل هذه التطورات، يبدو ان منصب رئاسة الجمهوريه في العراق سیتم حسمها خلال الجلسة المقبلة للبرلمان في ظل تمسك كل من الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردساني بمرشحهما واتساع الهوة بين الحزبين فضلا عن وجود مرشحين آخرين لهذا المنصب.