اغلاق القنصلية الاميركية في البصرة وتبريرات واشنطن المضحكة

اغلاق القنصلية الاميركية في البصرة وتبريرات واشنطن المضحكة
السبت ٢٩ سبتمبر ٢٠١٨ - ٠٦:٣٥ بتوقيت غرينتش

بما أن أميركا تعتمد على إثارة الأزمات واختلاق المشاكل لتمرير سياساتها التدخلية في البلدان الاخرى، مما يجعلها دائما تستبق الاحداث قبل وقوعها، فقررت هذه المرة اغلاق قنصليتها في البصرة جنوبي العراق، وذلك بزعم "تهديدات" نسبتها المتحدثة باسم الخارجية الأميركية هيذر نويرت، إلى إيران.

العالم - تقارير

وأعلنت الولايات المتحدة أنها أغلقت امس الجمعة قنصليّتها في البصرة، متحدثة عن أسباب أمنيّة بعد احتجاجات شهدتها المدينة الواقعة في جنوب العراق.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية هيذر ناورت أنّ وزير الخارجية مايك بومبيو أمر بـ"المغادرة المنظّمة" لجميع الموظفين الأميركيّين من البصرة، موضحةً أنّ الخدمات القنصليّة ستؤمّنها السفارة الأميركية في بغداد.

وبومبيو بدوره، اكد في بيان "انه منذ بضعة أسابيع، ازدادت التهديدات للموظّفين الاميركين والمرافق الاميركية في العراق". وقال إنّ هذه التهديدات مصدرها "الحكومة الإيرانيّة وفيلق القدس التابع للحرس الثوري ومليشيات يُساعدها ويُسيطر عليها ويُديرها قائد فيلق القدس اللواء قاسم سليماني"، على حد تعبير الوزير الاميركي.

وهدد بومبيو بان بلاده ستردّ فوراً وبشكل مناسب على أيّ هجوم يستهدف منشآت أميركية. لافتاً الى انه أبلغ الحكومة الإيرانية بأنّ بلاده ستُحمّلها مسؤوليّة مباشرة عن أيّ ضرر يلحق بالأميركيين أو بالمنشآت الدبلوماسية الامريكية في العراق أو في أي مكان آخر، سواء أكان ذلك الضرر مرتكباً من جانب قوات إيرانية بشكل مباشر أو من جانب مجموعات مرتبطة بها".

لعبة اميركا المضحكة لغلق قنصليتها

واعتبر المتحدث باسم الخارجية الايرانية بهرام قاسمي، اتهامات وتبريرات الاميركيين لإغلاق قنصليتها في البصرة مرفوضة ومستهجنة ومدانة.

ووصف قاسمي الاتهامات والمزاعم المطروحة من قبل الاميركيين لتبرير غلق قنصليتهم في مدينة البصرة العراقية بانها غير مبررة وخاطئة ومحاولة للتهرب من المسؤولية والقائها على عاتق الاخرين وقال، ان الجمهورية الاسلامية الايرانية تدين اي اعتداء على الدبلوماسيين والاماكن الدبلوماسية وتعتبر التبرير المثير للسخرية لغلق القنصلية الاميركية في البصرة والذي جاء اثر ايام واسابيع من الدعاية والتكهنات وكيل الاتهامات الفارغة لايران والقوى العراقية، هروبا الى الامام واجراء مشبوها ودالا على التملص من المسؤولية والقائها على الاخرين.

واضاف، رغم وجود العديد من الادلة والقرائن الخفية والعلنية لتدخلات جهات خارجية في الهجوم الوحشي على القنصلية الايرانية في البصرة الا ان التبريرات الصبيانية للمسؤولين الاميركيين لتوتير الاجواء والايحاء بغياب الامن في العراق والضغط على الحكومة العراقية بعد هذه المسرحية، تعد لعبة مكشوفة، وهي بطبيعة الحال مستهجنة ومدانة تماما.

محاولة امريكا لتغطية على تدخلاتها في العراق

من جهته قال النائب عن محافظة البصرة عامر الفايز ان "الوضع الامني بالعراق مستقر وهو افضل من الفترات السابقة باضعاف، اما مايحصل من خروقات امنية هنا وهناك من وقت لآخر فهي امور طبيعية تحصل بأي دولة بالعالم حتى الولايات المتحدة"، مبيناً أن "العراق ملتزم بحماية السفارات والقنصليات والرعايا الاجانب ولايوجد اي تجاوزات عليهم من اي طرف".

وأضاف الفايز، أن "قرار واشنطن اغلاق قنصليتها بالبصرة وتحذيرها لرعاياها وسحب موظفيها هي جعجعة اعلامية ومحاولة لخلط الاوراق وتشويه الحقائق والتغطية على تدخلاتها بالعملية السياسية في العراق ومحاولتها الضغط على بعض الكتل والنواب لتغيير تحالفاتهم السياسية الى طرف معين"، مشددا على أن "واشنطن تدخلت بالتظاهرات في البصرة وحاولت حرفها عن مسارها الصحيح، ونعتقد انها تسعى لزعزعة الوضع بالبلد لخدمة مصالحها".

وكان الأمين العام لحركة "عصائب أهل الحق"، قيس الخزعلي، قد اتهم الولايات المتحدة الأميركية والمملكة السعودية وأطرافا داخلية عراقية بأحداث البصرة التي أنتجت الفوضى، وقال "إن أسباب سياسية كانت وراء الفوضى التي حدثت في البصرة، ويتحمل مسؤوليتها بالدرجة الأولى رئيس الوزراء حيدر العبادي"، متهما إحدى صفحات مواقع التواصل الاجتماعي بأنها أججت الوضع أيضا، وان "التوجيهات كانت تصلها من القنصلية الأميركية في البصرة".

ارتياح الشارع العراقي لاغلاق القنصلية الاميركية

وعبر الشارع العراقي عامة والجنوبي علی وجه التحديد عن ارتياحه لإغلاق القنصلية الاميركية في البصرة، خاصة وان البصريين حملوا القنصل الاميركي مسؤولية الاحداث الدموية التي شهدتها التظاهرات المطلبية في الايام الماضية.

وبحسب مراقبين فان محاولة استهداف القنصلية الاميركية جاء بعد أن توعدت فصائل تتبنی نهج المقاومة باستهداف المصالح الاميركية في جنوب العراق علی خلفية تورط واشنطن في دعمها لمجاميع مجهولة، اخترقت التظاهرات المطلبية وتسببت بأعمال عنف واحراق مؤسسات حكومية ومقار الاحزاب السياسية.

رد بغداد على قرار واشنطن غلق قنصليتها بالبصرة

وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية العراقية، أحمد محجوب في بيان: "تأسف وزارة الخارجية العراقية لقرار وزير الخارجية الأميركي سحب موظفي القنصلية الأميركية في البصرة وتحذير المواطنين الأميركيين من السفر إلى العراق".

وأضاف المتحدث: "أكدت الخارجية العراقية أن العراق ملتزم بحماية البعثات الدبلوماسية الأجنبية المقيمة على أراضيه وتأمينها وأن الحكومة العراقية عازمة على مواجهة أي تهديدات تستهدف البعثات الدبلوماسية أو أي زائر وافد باعتبار أمنهم جزءا من أمن العراق والتزاما قانونيا وأخلاقيا، كما وتهيب بالبعثات الدبلوماسية أن لا تلتفت لما يتم ترويجه لتعكير جو الأمن والاستقرار والإساءة إلى علاقات العراق مع دول العالم".