على الامارات الحذر.. تدخلها في اليمن قد يكلفها الكثير قريباً!

على الامارات الحذر.. تدخلها في اليمن قد يكلفها الكثير قريباً!
الأحد ٣٠ سبتمبر ٢٠١٨ - ٠٩:١٨ بتوقيت غرينتش

مرّة جديدة وخلال شهر واحد تقريباً تقوم حركة أنصار الله بالرّد على اعتداءات الإمارات المتكررة على الشعب اليمني ضمن تحالف العدوان وإدخالها في فوضى كبيرة من خلال استهداف مطار دبي الدولي بطائرة مسيرة من طراز "صماد-3".

العالم-تقارير

فيمكن القول إن الإمارات سبقت السعودية بأشواط في ارتكاب المجازر بحق اليمنيين ولكن بشكل أكثر احترافية وتنظيم، وهذا ما دفع باليمنيين للدفاع عن بلادهم عبر الاستفادة من الوسائل المتاحة لردع العدوان على اليمن.

في صباح اليوم الأحد أعلنت حركة "أنصار الله" في اليمن، استهداف مطار دبي الدولي في الإمارات بطائرة مسيرة من طراز "صماد-3".

وقالت قناة "المسيرة" إن سلاح الجو التابع لـ"أنصار الله"، استهدف صباح اليوم الأحد مطار دبي الدولي في الإمارات بطائرة مسيّرة من طراز "صماد-3".

ونقلت القناة على لسان مصدر من قوات سلاح الجو المسير، قوله: إن "طائرة مسيرة من طراز "صماد-3" نفّذت سلسلة غارات على مطار دبي الدولي الذي يبعد عن اليمن ما يزيد على 1200 كم".

عملية نوعية للقوة البحرية داخل ميناء جيزان

کما أعلنت القوة البحرية اليمنية والدفاع الساحلي، اليوم الأحد، عن تنفيذ عملية نوعية استهدفت أهدافا عسكرية سعودية داخل ميناء جيزان وأكدت وقوع خسائر كبيرة واحتراق عدد من زوارق حرس الحدود إثر الهجوم داخل الميناء.

وتعد هذه هي المرة الثانية التي تستهدف القوة البحرية اليمنية أهدافا عسكرية سعودية قبالة سواحل جيزان خلال أقل من شهر.

واستهدفت القوات البحرية لدى الجيش واللجان الشعبية، في الأول من سبتمبر الحالي، بارجة عسكرية سعودية قبالة سواحل جيزان.

الجيش اليمني يعلق على العمليتين

وعلق الناطق الرسمي للقوات المسلحة اليمنية العميد شرف لقمان على عمليتي القوات المشتركة على جيزان ومطار دبي.

و أكد شرف لقمان أن عمليتا جيزان ومطار دبي تؤكدان على مدى تطور القدرات الدفاعية للقوات اليمنية.

وأضاف لقمان أن الطيران المسير والصواريخ الباليستية ستصل إلى دبي بشكل مؤثر في إطار تفاعلي طالما استمر العدوان.

وشدد على أن عمليات استهداف زوارق حرس الحدود السعودي في جيزان تأتي ردا على استهداف زوارق الصيادين في الحديدة.

كما حذر المستثمرين في الإمارات من أن هذا البلد لم يعد آمنا طالما استمر العدوان على اليمن.

الأهداف والدلالات

يكفي أن نعرف أن الإمارات تنفق قرابة 1.3 مليار دولار على تدخلها في اليمن شهرياً (16 مليار دولار سنوياً)، منذ انضمام الإمارات إلى تحالف العدوان الذي تقوده السعودية في اليمن (مارس/ آذار 2015).

هذا الإنفاق الكبير بالأموال جاء تحت غاية "نبيلة" كما تدّعي الإمارات، حيث جاء تدخلها في اليمن بذريعة استعادة ما يسمى شرعية هادي، ولكن الأمر لم يكن على هذا النحو إطلاقاً، حيث تورّطت الإمارات في حرب شعواء ضد المدنيين اليمنيين واستهدفت مدن المواطنين الآمنين واستولت على منافذ بلادهم وموانئهم.

ولم تكتفِ بذلك بل جنّدت مجموعات مسلحة من داخل اليمن لمصلحتها وأغرتها بالمال وقدّمت لها التدريبات من خلال إرسالها لقرابة 1500 جندي وضابط من الجيش الإماراتي ليقوموا بهذه المهمة.

كما أنها جنّدت مرتزقة من كولومبيا وبنما وسلفادور وتشيلي وإريتريا، ويتبعون هيكلياً لقوة حرس الرئاسة الإماراتية.

إضافة إلى الطلعات الجوية المكثفة، ومنصات الدفاعات الصاروخية (باتريوت)، كل ذلك شكّل عبئاً اقتصادياً على الإمارات وما استهداف مطار دبي اليوم إلا إعلان فشل الإمارات في فرض هيمنتها على اليمن، وإعلان رفض شعبي من اليمن للعدوان على بلادهم.

كيف يمكن أن تسلم الإمارات من استهداف اليمنيين لها وهي المساهمة الفعلية إلى جانب السعودية في عدد من المجازر البشعة ضد الأطفال والمدنيين في اليمن خاصة مجزرة أطفال ضحيان في صعدة.

وبالتالي فإن الرد اليمني يأتي بسياق طبيعي ردّاً على هذه الاعتداءات المتكررة، قد لا يكون متوقعاً من الجانب الإماراتي إلا أنه يحمل في طياته استمرارية ومقاومة دائمة لا تعرف العجز ولا الكلل طالما أن اليمن تُستهدف يومياً وتُسرق خيراتها ويُهدد مواطنوها.

وقد رأينا ردوداً مشابهة للرد اليمني الحالي، يوم الخميس 26 يوليو/تموز 2018، عندما شنت أنصار الله عدة غارات على مطار "أبوظبي" الدولي، وقبل ذلك إطلاق بالستيات قصيرة ومتوسطة المدى، وتواصلت عمليات التطوير في التصاعد وصولاً إلى قصف العاصمة السعودية الرياض بواسطة صاروخ بالستي يصل مداه 1300كم من طراز بركان2H.

ما سبق يدل على أن القوة العسكرية لأنصار الله في تطور مستمر وبشكل متسارع، ولا أحد يستطيع أن يقف في وجه هذا التقدم بالرغم من القصف الصاروخي المستمر على جميع المدن اليمنية.

دبي تدفع الثمن

هناك معلومات تفيد بأن حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم يرفض ما يجري في اليمن، ولكنه في نفس الوقت لا يستطيع أن يعلن ذلك صراحةً تجنباً لخلاف كبير قد يحصل مع آل زايد.

وفي نفس الوقت أُجبرت دبي على الانخراط في العدوان وتأمين الاحتياجات اللوجستية للعدوان على اليمن، وبالتالي هي منخرطة بشكل كامل في العدوان.

لكن استمرار الوضع على هذا النحو قد يجعلها تخسر الكثير في الاقتصاد لكونها تعتمد بالأساس على حركة الأموال والاستثمارات التجارية فيها.

وبالتالي إطالة عمر الحرب في اليمن ليس في مصلحتها وقد يعرقل تجارتها ويهددها إن لم تساهم في وضع حدّ لهذه الحرب العديمة الجدوى.

ويمكننا أن نذكّر بأن قوّة الإمارات الاقتصاديّة دفعتها للخروج عن سلطة أبوظبي في بداية القرن الواحد والعشرين.

ووصل الأمر إلى رفع دبي للعلم السابق قبل الاتحاد إلى جانب علم الإمارات الحالي في أيّام الشيخ زايد، ولكن بعد الأزمة العالميّة في العام 2007 ، دفعت أبو ظبي لدبي شرط تسمية برجها ببرج خليفة.

إذن ما يقوم به ابن زايد قد لا يكون مرضياً بالنسبة لمحمد بن راشد آل مكتوم ولكن قد لا يستطيع الأخير الانتظار طويلاً في حال استمر تعرّض مطار دبي أو منشآتها للقصف من الجانب اليمني، وقد يجبره ذلك على اتخاذ قرار جريء قد نشهده في الأيام المقبلة.

على الإمارات أن تدرس خياراتها جيداً لأن خيار الشعب اليمني محسوم في الدفاع عن أرض اليمن ورفض أي عدوان عليها، والتدخل المستمر في شؤون اليمن قد يكلف الإمارات الكثير في المستقبل القريب، وما جرى اليوم شرارة قد تطول نيرانها أنحاء أخرى.