الحظر النفطي.. كيف ترد ايران وما هو مصير الاتفاق النووي؟

الحظر النفطي.. كيف ترد ايران وما هو مصير الاتفاق النووي؟
الأحد ٣٠ سبتمبر ٢٠١٨ - ٠٧:١٦ بتوقيت غرينتش

فيما أكد الاتحاد الأوروبي على مواصلة التجارة مع إيران عبر قرار استحداث آلية تتيح الالتفاف على الحظر الذي أعادت واشنطن فرضه على طهران، حذر وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف من أن إيران قد تنسحب من الاتفاق النووي في حال عدم فاعلية الآلية الأوروبية الهادفة للحفاظ على الاتفاق النووي.

العالم - ايران

قال وزير الخارجية الايراني مساء السبت في اجتماع مائدة مستديرة مع الصحفيين الحاضرين في ممثلية إيران بالأمم المتحدة في نيويورك، حول التزام إيران بالاتفاق النووي: إذا كانت الآلية الخاصة التي أنشأها الأوروبيون غير فعالة، ربما تنسحب إيران من هذا الاتفاق، كما اوردته صحيفة "واشنطن بوست".

وكان الاتحاد الأوروبي اعلن في الاسبوع الماضي في ختام اجتماع عقد في نيويورك على هامش الجمعية العامة للأمم المتّحدة، بحضور وزراء خارجية إيران وفرنسا وبريطانيا والمانيا وروسيا والصين، إنشاء نظام مقايضة لمواصلة التجارة مع إيران والإفلات من الحظر الأمريكي، في مبادرة تهدف إلى إنقاذ الاتفاق النووي الإيراني الذي وقّع عام 2015 وانسحبت منه الولايات المتحدة في مايو/ ايار الماضي بشكل أحادي.

وترمي الآلية الاوروبية لتسهيل عملية دفع الواردات والصادرات في إيران، من أجل تشجيع النشطاء الاقتصاديين على متابعة الصفقات القانونية مع إيران، بعد انسحاب امريكا من الاتفاق النووي.

وجاء الإعلان عن هذه الآلية غداة توجيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تحذيرا قويا لشركاء أمريكا التجاريين من التعامل مع إيران. وغرد في تويتر قائلا: "كل من يتعامل تجاريا مع إيران لن يتعامل تجاريا مع الولايات المتحدة".

إيران تخطط للتعامل بالعملات الأخرى لمواجهة امريكا

وأضاف ظريف أن إيران تخطط للتعامل بالعملات الأخرى بدلا من الدولار في بيع النفط والتجارة الدولية لمواجهة الحظر النفطي الأمريكي، مشيرا الى ان الآلية الرئيسية هي إزالة الدولار من التعاملات مع الدول الاخرى.

وأضاف إن الدول قد بدأت في إبرام اتفاقيات لاستخدام عملتها المشتركة في التجارة الثنائية مع إيران، قائلا انه "يمكنك استخدام أموالك في بيع السلع والبضائع بعملتك الحالية، وشراء السلع بعملات الدول الأخرى، وفي نهاية فترة محددة، يتم التبادل بعملة أخرى غير الدولار. هذا ممكن جدا وربما مفيد".

ورداً على سؤال بان انسحاب إيران من الاتفاق النووي، سيفتح الباب امام الهجوم العسكري على ايران، قال ظريف: لو كانت اميركا تعتقد أن بامكانها أن تنجح في مثل هذا الهجوم على إيران، لنفذت هذا الأمر.

ووفقًا لصحيفة واشنطن بوست، إنه وبينما يزعم المسؤولون الأمريكيون ضلوع إيران بالنزاعات في سوريا والعراق ولبنان واليمن، فإن ظريف وبلغته الإنجليزية المرنة أعتبر اميركا هي المعتدي في المنطقة.

وقال ظريف متوجها الى الصحفيين: "هل رأيتم خريطة توضح جميع القواعد الأمريكية الموجودة حولنا، وتساءلتم لماذا وضع الإيرانيون بلادهم في وسط هذه القواعد؟" نحن في منطقتنا ولم نهاجم أي بلد. لم نرسل قواتنا الى أي مكان دون أن يطلب منا. نحن سعداء بحجم بلدنا وجغرافيتنا ومواردنا، ولم نطمع بتراب أو موارد أي شعب ومكان آخر".

اتفاق نفطي وشيك بين ايران والاتحاد الاوروبي

من جهة اخرى ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" ان وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف اعلن ان ايران والاتحاد الاوروبي على اعتاب التوصل الى اتفاق يتيح بيع النفط الايراني ونقل عائداته الى ايران، وذلك لمواجهة اجراءات الحظر الامريكية احادية الجانب.

وقالت الصحيفة ان ظريف صرح بذلك دون ان تنقل نص كلامه، خلال تصريحه للصحفيين الامريكيين في نيويورك.

وتطرقت الصحيفة في جانب اخر من تقريرها الى تصريحات ظريف حول الاتفاق الاخير مع الاتحاد الاوروبي لايجاد آلية خاصة للدفع مع ايران.

ونقلت الصحيفة عن ظريف قوله، ان هذا الاجراء ياتي بهدف بيع نفطنا واستلام العوائد الناجمة عنه.

ووفقا للصحيفة فان وزير الخارجية الايراني رفض تصريحات ترامب حول البرنامج الصاروخي الايراني ودعم ايران لحزب الله وحماس وسوريا بقيادة بشار الاسد.

وبين هذا وذاك.. فقد اصبحت الكرة اليوم في ملعب الاوروبيين، ليقرروا مصير الاتفاق النووي مع مراعاة مصالحهم بالدرجة الاولى، إما ان يرضخوا للضغوط الامريكية بانصياع مطالب الرئيس دونالد ترامب، واتخاذ خطوات قد تؤدي لانسحاب ايران من الاتفاق النووي، أو ان يختاروا الحفاظ على الاتفاق النووي بتفيذ التزاماتهم وتنشيط الآلية المقترحة في خطوة تساعد على حفظ ماء وجه الاتحاد الاوروبي كأحد الاطراف الموقعة للاتفاق النووي مع ايران باعتباره اتفاقا دوليا وتمنع زعزعة ثقة المجتمع الدولي بالاتحاد، كما تحقق المكاسب الاقتصادية للشركات الاوروبية التي تتواصل في التجارة والتعامل مع الجانب الايراني. والايام القادمة كفيلة بهذا الامر.