هؤلاء كُتبت نهايتهم في إدلب اذا ترددّوا أكثر!

هؤلاء كُتبت نهايتهم في إدلب اذا ترددّوا أكثر!
الأحد ٣٠ سبتمبر ٢٠١٨ - ٠٧:١٧ بتوقيت غرينتش

الخوف والتردد يشق صفوف الجماعات الارهابية في محافظة ادلب السورية، بعد إعلان بعض الفصائل المسلحة بدء الانسحاب من المناطق التي يفترض ان تكون "منزوعة السلاح"، تطبيقا للاتفاق الروسي التركي بهذا الصدد.

العالم - تقارير

قمة طهران التي جمعت بين روساء الدول الثلاث ايران وروسيا وتركيا اوائل الشهر الجاري لبحث الوضع في إدلب شكلت النواه لعقد اتفاق سوتشي حيث اجتمع الرئيس التركي رجب طيب اردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين مرة اخرى للتوصل الى الاتفاق الذي يقضي بوقف إطلاق النار في ادلب آخر معاقل المسلحين في سوريا، وإنشاء منطقة منزوعة السلاح تفصل بين مناطق سيطرة الجماعات المسلحة والجيش السوري بإشراف تركي روسي.

الاتفاق الروسي التركي اعتبرته الفصائل المسلحة المدعومة من تركيا في ادلب بمثابة شهادة وفاة لها بعد أن قررت تركيا ان تنجو بنفسها من الحرب المحسومة نتيجتها بشكل مسبق والتي كان يفترض أن يشنها الجيش السوري وحلفاؤه قبل اتفاق ادلب الاخير لتحرير المحافظة من سيطرة الارهابيين. وما ان تم التوصل الى هذا الاتفاق حتى عرفت الجماعات الارهابية ان عناصره امام خيارين لا ثالث لهما الاول الانسحاب وتطبيق الاتفاق او رفض الاتفاق واستمرار القتال ليكون مصيرهم كمصير اسلافهم الذين تم القضاء عليهم من قبل الجيش السوري.

"جيش العزة" يرفض اتفاق سوتشي ويعرض تفاصيل  حوله 

واعلن ما يسمى "جيش العزة" التابع لميليشيات "الجيش الحر" في بيان له يوم السبت رفضه بنود الاتفاق، معتبرا أنه بذلك قد آلت المنطقة للجيش السوري بسبب وجود حليفه الروسي فيها. وطالب في بيانه، تركيا بألا يكون اتفاق سوتشي، كما حصل باتفاق خفض التصعيد الذي انهارت فيه المناطق وتم تسليمها إلى الجيش السوري.

هذا الاستجداء الواضح من مسلحي "جيش العزة"، وطلب الدعم من تركيا يعتبر دليلا على ان تركيا هي المحرك الاساسي لهم وانها تخلت عنهم. وقد يرجع هذا الموقف التركي لتيقنها الكامل من ان سوريا وحليفتها روسيا سوف تطهر المنطقة من اي ارهابي عاجلا ام آجلا، حيث كشف نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، في تصريح له حول اتفاق إدلب "إنه مثلما كانت باقي مناطق خفض التوتر التي أقيمت في إطار "أستانا-4" إجراءات مؤقتة فهو أيضاً إجراء مؤقت، لأنه لا بد من تحرير كافة الأراضي السورية من أي وجود للإرهابيين".

هذا التصريح وغيره وضع الارهابيين امام حجمهم الطبيعي لتتوالى الانباء الذي يعلن فيها كل فصيل من هذه الفصائل المسلحة موقفه من اتفاق سوتشي فمنهم من اختار طريق الندامة برفض الاتفاق ومنهم من شجعه حرصه على الحياة باختيار قبول تنفيذ الاتفاق.

"فيلق الشام" امام الانسحاب ومرارة الاعتراف

وحسبما نشر موقع ما يسمى المرصد السوري المعارض فإن "مجموعات من "فيلق الشام" الارهابية تسحب منذ صباح الأحد آلياتها الثقيلة من دبابات ومدافع في ريف حلب الجنوبي وضواحي مدينة حلب الغربية الواقعة ضمن منطقة نزع السلاح والمجاورة لمحافظة إدلب".

وحسب المصدر فإن الفصيل: "يعد ثاني أقوى فصيل من حيث العتاد والثالث الأقوى، من حيث العديد في الشمال السوري" يضم "من 8500 إلى عشرة آلاف مسلح، وهو أحد فصائل الجبهة الوطنية للتحرير التي تشكلت مطلع أغسطس بدعم من أنقرة في محافظة إدلب، والمناطق المجاورة لها".

لكن في موقف يكشف عن تزعزع في صفوفها الداخلية اكدت ما يسمى "الجبهة الوطنية للتحرير" التي تضم عددا من الفصائل المسلحة، الاحد، عدم سحب أي آلية ثقيلة من شمال سوريا نافية بذلك التقارير التي تحدثت عن بدء الانسحاب تطبيقا للاتفاق الروسي التركي حول اقامة منطقة منزوعة السلاح.

وذكر ناطق بإسم الجبهة ناجي مصطفى بحسب وكالة فرانس برس "لم يتم سحب السلاح الثقيل من أي منطقة من مناطق أو أي جبهة من الجبهات. الكلام منفي، منفي بشكل قاطع"، ونفى هذا الفصيل قيامه باي حركة تتعلق بالياته او مسلحيه.

وقال المسؤول الاعلامي لـ"فيلق الشام" سيف الرعد، "لا يوجد هناك اي تغيرات بمواقع الاسلحة او اعادة ترتيب للمقاتلين" مشيرا الى "التزامنا بالاتفاق في سوتشي".

ويعتبر تصريح المسؤول الاعلامي لهذا الفصيل المسلح دليلا على ان هناك استجابة وموافقة على تنفيذ الاتفاق لكن صعوبة الاعتراف بالهزيمة قد تقف حائلا امامه لاعلانه.

"تحرير الشام" تعلن موقفها من اتفاق نزع السلاح لاحقا

هيئة "تحرير الشام" الارهابية هي ايضا تعاني من هذه الصدمة حيث كشف مسؤولون في الهيئة عن الانقسام الكبير في صفوفهم فالبعض منهم لا يستطيع ان يصدق ان الوقت قد حان للاعتراف بالهزيمة وفشل المخطط الصهيو امريكي في زعزعة امن واستقرار سوريا.

وكشف "المرصد السوري" المعارض من عدد من المصادر، أن هيئة "تحرير الشام" لا تزال تناقش بشكل داخلي موقفها من القرار الروسي التركي، وأنه من المرتقب خلال الساعات أو الأيام القليلة المقبلة، أن تعلن "تحرير الشام" عن موقفها من عملية نزع السلاح.

ويأتي هذا الترقب، بالتزامن مع معلومات للمرصد أكدت أن هيئة "تحرير الشام" عمدت لتغيير الوجوه الاقتصادية المعروفة في مناطق سيطرتها بالشمال السوري، بعد تصنيف الهيئة "منظمة إرهابية" من قبل السلطات التركية، كذلك يتزامن هذا مع معلومات وردت أن قادة هيئة "تحرير الشام" يعمدون لبيع العقارات التي استولوا عليها في وقت سابق.

كما رصد المرصد إقدام فصيل ما يسمى "جيش إدلب الحر" المنخرط ضمن "الجبهة الوطنية للتحرير" لسحب بعض من مدافعه الثقيلة كمدافع الهاون وذلك من منطقة أبو مكة الواقعة ضمن المنطقة العازلة.

وكانت قيادات في "تحرير الشام"، اكدت ان هناك موقفا منقسما في الداخل، فهناك أجنحة موافقة، وهناك أجنحة متشددة رافضة لاتفاق سوتشي بشأن إدلب. 

الانشقاقات داخل الجماعات الارهابية في ادلب بشأن الانسحاب من "منطقة منزوعة السلاح"، لن تزيد الارهابيين الا ضعفا وانقساما فيما تزيد الجيش السوري وحلفاءه تماسكا وصلابة في مواجهة الارهاب. فأم المعارك في سوريا لم يبق عليها الكثير اذا رفض الارهابيون اتفاق ادلب الاخير والجيش السوري سيحاربهم كما لم يتوان عن مواجهه اسلافهم والقضاء عليهم في المحافظات الاخرى وبالتأكيد سيكون هذه المرة أشد عزما على تطهير ادلب والقضاء على الزمرة المتبقية من الارهابيين الذين يتربع الخوف في قلوبهم.