تاللهِ قد وَأَدُوا موَدَّةَ أحمدٍ

تاللهِ قد وَأَدُوا موَدَّةَ أحمدٍ
الإثنين ٠١ أكتوبر ٢٠١٨ - ٠٧:٥٤ بتوقيت غرينتش

اليكم سلسلة من القصائد بمناسبة مسيرة السبايا ويوم الاربعين الحسيني .

يا أيها السَّبْيُ المُطهَّرُ صامِدِ

وعلى رُؤُوسِ الظالِمينَ تصاعَدِ

في رِحلَة الإيمانِ نِلْتَ شوامِخاً

ومَضَيْتَ نِبراساً بِقلبِ حامِدِ

ما كربلاءُ سِوى مسيرةِ عزَّةٍ

أفضَتْ الى ظَفَرٍ  ونصْرِ خالدٍ

والسَّبْيُ في حُبِّ الإلهِ محجَّةٌ

وسبيلُ إعلاءٍ لأَمْرِ الواحدِ

لكنَّما الأحزانُ تُرهِقُ عَيشَنا 

إذ كيفَ يُسبَى آلُ بيتِ القائدِ

وهُوَ الذي وَهَبَ الأنامَ صَنيعَهُ 

دِيناً حنَيفاً باْنطلاقٍ راشِدِ

وقضى بوَحي الله أمْراً دونَهُ

بَذَلَ الصِّعابَ وشافَ جَمَّ شَدائدِ

لم يسألِ الأجرَ الجزيلَ لهُ سوى

وُدِّ القَرابةِ والسَّلِيلِ الماجِدِ

فإذا بأحفادِ الجَهُولِ" تُثِيبُهُ"

قَتلاً فظِيعاً للحَفِيدِ الرائدِ

رَبّاهُ ما تلكَ القساوَةُ مَسْلكاً

ساقَ الضَّغينةَ للنبيِّ الشاهِدِ

قَتَلُوا الحُسَينَ بكلِّ حِقدٍ ضارمٍ

وسَبَوا بناتِ مُحمدٍ بِتَعانُدِ

وعقيلةُ المُستَشْهِدينَ نَظُورَةٌ

بَعْدَ المصائِبِ نائباتِ الساجِدِ

يوماً تئِنُّ على مصائبِ كربلا

يوماً على السَّبيِ الأليمِ الحاقدِ

وتقولُ : أَينَ مُحمدٌ ووصيُّهُ

أينَ الزَكيُّ وهُمْ نَكالُ الفاسِدِ

أينَ المُحَدَّثَةُ العظیمةُ فاطِمٌ

في كربلاءَ وفي المَسيرِ الجاحِدِ

لَهفِي على العبّاسِ هبَّةَ صارِخٍ

هيهاتَ لا يرضَى بِسَبْيٍ كائِدِ

سَبْيٌ أرادَ لَنا الهوانَ ضَغِينَةً

ولحَضْرةِ الهادي خصامَ العانِدِ

تاللهِ قد وَأَدُوا موَدَّةَ أحمدٍ

أجراً اُريدَ لهمْ لِخَيرٍ واعِدِ

صبراً أقولُ وللإلهِ رزيَّتي

ربُّ الخلائقِ راصِداً ومُشاهِدِي

فلَنحنُ أصحابُ الإمامةِ شُعلةً

لم يَفْنَ رائِدُنا ولم يتباعَدِ

أَمضي وزينُ العابدينَ رسالةً

تقضي على بَغيِ الحَقُودِ الحاسِدِ

وتظلُّ عاشوراءُ صرخَةَ ثائرٍ

ودمُ الحُسينِ عَبيرَ كلِّ مُجاهدِ

___________

بقلم الكاتب والاعلامي 
حميد حلمي زادة