ابتزاز امريكي جديد للسعودية على الطريقة الترامبية!

ابتزاز امريكي جديد للسعودية على الطريقة الترامبية!
الإثنين ٠١ أكتوبر ٢٠١٨ - ٠٧:٤٢ بتوقيت غرينتش

عندما يخلط رجل الاعمال بين مصطلحات المال والسياسة تكون النتيجة تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التي كشف فيها عن رغبته في طلب مال اكثر من السعودية مقابل دعم عسكري تقدمه واشنطن للرياض.

العالم - تقارير

رغم مليارات الدولارات التي تدفعها الرياض لواشنطن على شكل صفقات جلّها من الأسلحة، لا يزال نهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للمال السعودي قوياً، لدرجة أنه تناسى سريعاً تلك الصور التي جمعته بولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، نهاية مايو/ أيار الماضي، وهما يبتسمان خلال التوقيع على صفقات تسّلح بقيمة 12.5 مليار دولار.

ترامب، الرئيس الذي لا يعرف للكلام الديبلوماسي طريقاً، تخلّى عن كل واجب للتحفظ أمام جمع انتخابي في ولاية فريجينا الغربية، عندما طلب مالاً أكبر من الرياض نظير ما يقدمه لها من دعم عسكري. "قُلت للملك سلمان لديك تريليونات من الدولارات ومن دوننا الله أعلم ماذا سيحدث.. السعودية معنا في أمانٍ تام، لكننا لا نحصل في المقابل على ما يجب"، يقول ترامب في تصريحاته الجديدة.

الرسالة واضحة، فهو يُظهر السعودية دولة غير قادرة على الدفاع عن نفسها دون دعم أمريكي، وهو ما فسرته وسائل إعلام  بأنه إهانة جديدة لهذه الأخيرة، خاصة وأن ترامب، سبق أن صرّح في أبريل/ نيسان الماضي، بأن هناك دولاً لن تبقى أسبوعاً دون الحماية الأمريكية، وأن عليها الدفع ثمناً لهذه الحماية.

غير أنه عندما أطلق ترامب تصريحاته في أبريل/ نيسان الماضي حول الحماية الأمريكية، جاء الرّد بعد شهر بصفقات تسلّح جديدة بين واشنطن والرياض، قبل أن يكرر مطالبه مجدداً. المثير كذلك أن ترامب ذكّر الدعم المقدّم لكوريا الجنوبية واليابان، دون أن يذكر دعماً مقدماً لبلدان أخرى. وهو ما يمكن تفسيره أن ترامب يتجه إلى الدول الغنية المستورد للسلاح الأمريكي كي تدفع أكثر، بينما لا ينتظر الأمر ذاته من بلدانٍ أقل غنىً.

وتعتبر السعودية واليابان من أكبر الأسواق للأسلحة الأمريكية، كما تقدم الولايات المتحدة مساعدات استخبارية وخدمات التزود جوا بالوقود للتحالف السعودي الإماراتي في اليمن.

وتنشر أمريكا عشرات الآلاف من جنودها في اليابان وكوريا الجنوبية.

والعام الماضي طالب الرئيس الأمريكي كوريا الجنوبية بتسديد مليار دولار لقاء نشر منظومة الدرع الصاروخية الأمريكية “ثاد” فوق أراضيها.

ترامب يطلب جزية من السعوديين ويظهرهم كالعبيد

ومن جانبه علق الاعلامي الفلسطيني نظام مهداوي على تصريحات ترامب الغاضبة من الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز في تغريدة, "ويقولون ان مئات المليارات التي دفعوها لترامب ليست جزية بل صفقات".

وأضاف مهداوي في تغريدته "لكن ترامب يأبى إلا يفضحهم ويظهرهم كالعبيد وقطاع الطرق الذين يتلقون الحماية مقابل المال. ان لم تكن هذه جزية فما هي الجزية؟ ان لم يكن هذا استحقارا وإذلالاً فما هو الذل عند آل سعود؟".

تعليقات مثيرة في "تويتر" حول تصريحات ترامب عن السعودية‎

أثارت تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن فحوى اتصاله بالملك السعودي سلمان بن عبد العزيز، جدلا واسعا في مواقع التواصل الاجتماعي.

وعبر ناشطون عن استيائهم من المستوى الدبلوماسي الذي وصلت إليه السعودية، في إشارة إلى قول ترامب إن "الملك سلمان بن عبد العزيز يمتلك تريليونات من الدولارات، ولكن من دون الولايات المتحدة الأميركية (الله وحده يعلم ماذا سيحدث) للمملكة".

وهاجم ناشطون الحكومة السعودية محملينها مسؤولية تساهل ترامب في "التطاول على المملكة"، وتكرار الحديث عن أن الضامن الوحيد لاستقرارها هو الولايات المتحدة.

وكشف مغردون عن "صدمتهم" للوهلة الأولى عند سماعهم خطاب ترامب الذي كشف فيه عن فحوى مكالمته مع الملك سلمان.

واستذكر ناشطون زيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى واشنطن قبل شهور، ولقاءه حينها بترامب الذي عرض لوحة تظهر حجم المليارات التي تتلقاها الولايات المتحدة من المملكة.

وتساءل ناشطون عن سبب غياب ما بات يعرف بـ"الذباب الإلكتروني" عن التعليق على تصريحات ترامب، و"مسارعتهم إلى مهاجمة من ينشر فيديو التصريح فقط".

يذكر ان ترامب يدرك ان امريكا هي الموّرد الأول للسعودية في مجال التسلّح، وهو يرغب في الحفاظ على هذه المكانة لدرجة أنه مارس ضغوطاً كبيرة على السعودية حتى لا تشتري منظومة S400 من روسيا. رضوخ الرياض لهذه الضغوط، بيّن أن دائرة البدائل ضيّقة أمامها، وأن لا حلّ لها للاستمرار في صفقات تسلحها، خاصة مع إصرارها على الاستمرار في قيادة تحالف العدوان على الشعب اليمني، سوى الاعتماد على أسلحة واشنطن وحلفائها كلندن وباريس.