رسائل صاروخية إيرانية في دير الزور

رسائل صاروخية إيرانية في دير الزور
الثلاثاء ٠٢ أكتوبر ٢٠١٨ - ٠٥:١٧ بتوقيت غرينتش

للمرة الثانية، أطلقت إيران صواريخ متوسطة المدى على مواقع «داعش» الارهابية في شرق سوريا، في وقت يتجه فيه المشهد في إدلب إلى مزيد من التعقيد بعد رفض الفصائل لشروط «اتفاق سوتشي».

العالم - سوريا

يتّجه مسار إنشاء المنطقة «المنزوعة السلاح» في محيط إدلب نحو مزيد من التعقيد، مع رفض طيف واسع من الفصائل لعدد من بنود «اتفاق سوتشي» الذي وقّعته روسيا وتركيا. ومن شأن هذه التوجّه الجديد الذي خرج عن فصائل تعمل تحت السقف التركي، أن يدعم موقف «الفصائل المتطرفة» التي سبق أن أعلنت رفضها تنفيذ الاتفاق سابقاً، وتوعدت بمواصلة المعارك ضد القوات الحكومية السورية. ومع اقتراب المهل المحددة في الاتفاق من الانتهاء، تبدو أنقرة ملزمة بجولات تنسيق جديدة مع الجانب الروسي، قد تخصص لكسب مزيد من الوقت، أو التنسيق لتعزيز الضغوطات على الفصائل العاملة في منطقة «خفض التصعيد»، بما يتضمنه ذلك من «ضربات محددة ودقيقة» ضد مواقعها، كما جرى قبل توقيع الاتفاق في سوتشي. وفي إطار الخلاف حول تفاصيل الاتفاق، أفادت وكالة «فرانس برس»، نقلاً عن الناطق الرسمي باسم «الجبهة الوطنية للتحرير» ناجي مصطفى، بأن «بعض النقاط لا تزال موضع خلاف وثمة جدال حول تفسيرها». كذلك، قال قائد فصيل «جيش العزة» الارهابي جميل الصالح، في حديث إلى الوكالة نفسها: «نحن ضد هذا الاتفاق الذي يقضم المناطق المحررة ويعمل على إعادة تعويم (الرئيس السوري) بشار الأسد» على حد قوله.

ووفق أوساط «الجبهة الوطنية للتحرير»، فقد وعد الجانب التركي، خلال اجتماع جرى الأحد، بضمان عدم وجود أي قوات ودوريات روسية في المنطقة «المنزوعة السلاح»، فيما لم يخرج أي تصريح رسمي روسي حول تلك الأنباء. وكان لافتاً إعلان وزارة الخارجية الفرنسية دعم باريس لـ«اتفاق سوتشي»، على لسان وزير الخارجية الفرنسية جان إيف لودريان، خلال لقائه نظيره التركي مولود جاويش أوغلو. وأشار البيان الذي نشرته الوزارة، إلى أن لودريان دعا نظيره التركي إلى مواصلة العمل مع «المجموعة المصغرة» التي تضم مصر وفرنسا وألمانيا والأردن والسعودية وبريطانيا والولايات المتحدة الأميركية، ومع «مجموعة أستانا». ولفت إلى توافق الطرفين على ضرورة إيجاد حل سياسي للنزاع السوري، وتسريع اجراءات تشكيل «اللجنة الدستورية».

وبعيداً عن إدلب، استهدفت القوات الإيرانية بصواريخ متوسطة المدى مواقع تنظيم «داعش» الارهابي في ريف دير الزور الجنوبي الشرقي، للمرة الثانية بعد استهدافها في حزيران من العام الماضي، مواقع في المحافظة نفسها. وأطلقت إيران 6 صواريخ من طرازي «ذو الفقار» و«قيام» من قاعدة في كرمنشاه، غربي إيران، باتجاه مناطق سيطرة «داعش» في محيط بلدة هجين، شرق نهر الفرات. وأكدت المصادر الرسمية الإيرانية أن هذا القصف «ردّ أوّلي» على الهجوم الذي استهدف الأهواز، والذي تم توجيه منفذيه من المنطقة المستهدفة، فيما اعتبرت أوساط إيرانية أخرى أن القصف كان رسالة إلى عدة أطراف. وبسبب قرب المناطق المستهدفة من خطوط عمليات «التحالف الدولي»، خرج بيان عن الأخير قال فيه إن إيران لم تقدم «أي إنذار» قبل الضربة الصاروخية التي نفذتها. ونقلت وكالة «سي إن إن» عن المتحدث باسم «التحالف»، شون ريان، قوله إن قوات «التحالف» لم تكن في خطر، ولكنها «ما زالت تقيّم ما إذا كان هناك أيّ ضرر». 

جريدة الاخبار