رغم الحظر الاميركي.. الريال الايراني يتعافى امام الدولار

رغم الحظر الاميركي.. الريال الايراني يتعافى امام الدولار
الثلاثاء ٠٢ أكتوبر ٢٠١٨ - ٠٢:٣١ بتوقيت غرينتش

شهدت قيمة العملة الايرانية المحلية (الريال) ارتفاعا ملحوظا أمام الدولار الاميركي والعملات الاجنبية الاخرى رغم اجراءات الحظر الاميركي، وذلك بعد فترة من التراجع والهبوط الذي أحدث اضطرابا في الأسواق الايرانية والأسعار والبضائع. وشهدت أسواق الصيرفة الايرانية منذ الاثنين، إقبالاً واسعاً على بيع العملات الاجنبية بعد انخفاضها أمام الريال، فيما تراجع عدد المقبلين على شراء العملات الاجنبية.

العالم - تقارير  

انخفض سعر العملات الاجنبية الرئيسية ومن بينها الدولار الاميركي امام الريال الايراني بشكل ملحوظ اليوم الثلاثاء في السوق الحر اثر موجة بيع قوية بعد ان كانت قد ارتفعت مؤخراً بشكل غير طبيعي. وتراجع سوق صرف الدولار امام الريال اليوم الثلاثاء الى 130 الفا نزولا من 170 الف ريال يوم امس الاثنين.

وكان كثير من الخبراء الاقتصاديين يعتقدون أن ارتفاع سعر الدولار في السوق الحر ليس له أسباب اقتصادية حقيقة ولهذا فإن هبوطه الكبير امام الريال الإيراني كان متوقعا  من قبل هؤلاء الخبراء الاقتصاديين.

وقد هبط سعر الدولار امس الاثنين إلى اقل من 150 الف ريال إيران بعد ان كان سعر الدولار الواحد ارتفع في الأيام الماضية إلى قرابة 200 الف ريال وهو ما يعد حالة غير مسبوقة.

كما تتداولت أخبار تفيد بشراء الدولار بشكل غير رسمي وبين الزبائن المحليين بسعر اقل من 125000 ريال للدولار الواحد.

ويذهب محللون إلى أن الأحكام الصادرة بحق المفسدين الاقتصاديين المؤثرين على سوق الصرف أحدث مناخا نفسيا لكسر تقدم الدولار أمام الريال الايراني.

وكان سعر الدولار قبل الاضطراب الاقتصادي الأخير 42 الف ريال.

المركزي يوعز للمصارف بشراء العملات الاجنبیة من الناس

من جهته أوعز البنك المركزي الايراني لجميع المصارف، بشراء العملات الاجنبية التي بحوزة عامة الناس وذلك اثر موجة بيع قوية شهدتها البلاد.

جاء ذلك بعد عزوف المضاربين وبعض مكاتب الصيرفة من شراء العملات، توجسا من تراجع حاد لسعر الصرف الاجنبي امام الريال الايراني جراء تدخل البنك المركزي.

وزير ايراني: سعر صرف العملات الاجنبية في منحى نزولي

بدوره أعلن وزير الداخلية ورئيس اللجنة الاعلامية الاقتصادية، عن نجاح برامج المجلس الاعلى للتنسيق الاقتصادي للسلطات الثلاث في ايران، بالتحكم بتقلبات سوق سعر الصرف والمسكوكات الذهبية مؤكدا أن الاسعار في منحى نزولي.

وأوضح الوزير عبدالرضا رحماني فضلي في افتتاحية اعمال اللجنة، الثلاثاء، أن قرارات اجتماع المجلس الاعلى للتسنيق الاقتصادي للسلطات الثلاث مؤخرا، سيؤدي لتنظيم السوق ويدفع اسعار الذهب والمسكوكات الذهبية للهبوط.

مصدر: تدخل المركزي الايراني وراء انخفاض سعر الصرف

وفي السياق نفسه، أكد مصدر مطلع لوكالة انباء فارس، أن سعر صرف العملات الاجنبية امام الريال بدأ بالتراجع اثر تدخل البنك المركزي الايراني.

وأوضح المصدر أن البنك المركزي الذي فوضه المجلس التسنيقي الاقتصادي الاعلى للسطات الثلاث مؤخرا بالتدخل بسوق سعر الصرف، بأن البنك شرع بالتدخل منذ امس الاثنين، ما أدى لتراجع حاد في سعر الصرف في السوق الحر.

واعرب عن أمله بتواصل وتيرة التدخل للتخلص من فقاعة الاسعار وتحقيق التوقعات بخصوص العرض والطلب.

السلطات الايرانية إيران تقر سياسات جديدة لإدارة سوق الصرف

وكانت السلطات الإيرانية فوضت البنك المركزي بالتدخل في سوق النقد الأجنبي لحماية الريال بعدما شهدت العملة المحلية تراجعا قياسيا خلال الأسابيع الماضية في أعقاب إعادة فرض الحظر الاميركي‭ ‬على طهران.

وأقر المجلس الاقتصادي الأعلى التنسيقي لرؤساء السلطات الثلاث، مقترحات مقدمة من البنك المركزي الإيراني لإدارة سوق صرف العملات الأجنبية.

وبموجب السياسات الجديدة، يتعين على مصدري السلع غير النفطية عرض العملة الأجنبية في منظومة "نيما" الإلكترونية في غضون 3 شهور من إتمام العملية التصديرية، أو إعادة العملة المتحصل عليها إلى العجلة الاقتصادية وفق ترتيبات يحددها البنك المركزي، في مقابل تحفيزات وتسهيلات تمنح للمصدرين الملتزمين بالآلية.

وبموجب السياسات الجديدة، فقد خولت صلاحيات لمحافظ البنك المركزي بإدارة سوق الصرف، تمكنه وعبر البنوك ومكاتب الصيرفة، من التدخل واتخاذ الإجراءات اللازمة للتحكم بسعر الصرف، والإعلان عن سعر التبادل في سوق الصرف بحسب المقتضيات.

وشملت القرارات المتخذة، إمكانية توريد المؤسسات والأفراد للعملة الأجنبية من الخارج دون سقف محدد في إطار قواعد البنك المركزي الإيراني.

وكان سعر صرف الريال الايراني شهد انخفاضا حادا امام الدولار بعد اعادة الحظر الاميركي على إيران على خلفية إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب انسحاب بلاده من الاتفاق النووي المبرم مع ايران عام 2015. ومن المنتظر دخول مجموعة من اجراءات الحظر التي تستهدف قطاع النفط الإيراني حيز التنفيذ في نوفمبر / تشرين الثاني. ووصف الرئيس حسن روحاني اجراءات الحظر الاميركي بأنها "حرب اقتصادية" ضد طهران.