تصاعد التوترات الصينية الأمريكية.. ما موقف بكين من استفزازات واشنطن؟

تصاعد التوترات الصينية الأمريكية.. ما موقف بكين من استفزازات واشنطن؟
الثلاثاء ٠٢ أكتوبر ٢٠١٨ - ١١:٢٥ بتوقيت غرينتش

أعلنت البحرية الأميركية أنّ سفينة حربية صينية اقتربت لمسافة "خطرة" من مدمّرة أميركية في المياه المتنازع عليها في بحر الصين الجنوبي، في مناورة دفاعية، اضطرت المدمّرة الأميركية معها لتغيير مسارها. فيما عبرت الصين عن غضبها وقالت إنها تعارض بحزم عملية "حرية الملاحة" الأمريكية ووصفتها بأنها تهديد لسيادتها.

العالم - تقارير

وقال المتحدّث باسم الاسطول الأميركي في المحيط الهادئ القومندان نايت كريستنسن إن المدمّرة "يو أس أس ديكاتور" كانت تقوم بعملية يوم الأحد في أرخبيل سبراتلي الواقع بين فيتنام والفيليبين حين اقتربت سفينة حربية صينية "لمسافة تقلّ عن 45 ياردة (41 متراً)" من المدمّرة الأميركية طالبة منها "مغادرة المنطقة".

وأضاف إن هذه المناورة التي وصفها بـ"العدائية" كانت "خطرة وتفتقر إلى المهنية" ما دفع بالمدمرة ديكاتور إلى الابتعاد عن السفينة الصينية.

ويأتي هذا الحادث في وقت يتصاعد فيه التوتّر والخلاف بين واشنطن وبكين، خصوصاً بسبب الحرب التجارية التي يشنّها الرئيس الأميركي دونالد ترامب على بكين وموافقته على بيع أسلحة لتايوان.

وفي إطار هذا التوتر المتصاعد ألغت واشنطن لقاء بين وزير الدفاع الأميركي جيم ماتيس ونظيره الصيني وي فينغي، وذلك بعد امتناع بكين عن تحديد موعد لهذه الزيارة، كما أفاد مسؤول عسكري أميركي وكالة فرانس برس.

وكان البنتاغون يعمل على زيارة لماتيس إلى بكين في وقت لاحق من هذا الشهر للقاء الجنرال فينغي بهدف إجراء مباحثات أمنية، لكن الصين رفضت في نهاية المطاف اعطاء اي موعد، بحسب ما قال مسؤول عسكري لفرانس برس.

وترسل الولايات المتحدة بانتظام سفنا حربية إلى هذه المياه المتنازع عليها بين الصين وفيتنام والفيليبين في بحر الصين الجنوبي لتأكيد موقفها القائل بحرية الملاحة في هذه المنطقة الخاضعة لسيطرة بكين.

وتعتبر بكين أن السيادة لها على كامل بحر الصين الجنوبي تقريباً، على الرّغم من تحكيم دولي صدر عام 2016 لم يكن لصالحها. وإضافة إلى الفيليبين وفيتنام فإنّ ماليزيا وبروناي وتايوان تطالب بالسيادة على مناطق أخرى تسيطر عليها بكين في بحر الصين.

نصيحة صينية للولايات المتحدة قبل فوات الأوان

من جانبها أعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية، هوا تشون يينغ بأن بلادها تطالب الولايات المتحدة بوقف الأعمال الاستفزازية للبحرية الأمريكية في بحر الصين الجنوبي.

وقالت هوا تشون يينغ في بيان نشر على موقع وزارة الخارجية الصينية، إن بلادها "تحث الولايات المتحدة بقوة على التوقف عن مثل تلك الأفعال "الاستفزازية" و"تصحيح أخطائها على الفور"، من أجل تجنب الإضرار بالعلاقات الثنائية، والسلام والاستقرار في المنطقة".

وأكدت المتحدثة باسم الخارجية الصينية: "إن الصين تعتزم اتخاذ كل الإجراءات الضرورية لحماية السيادة الوطنية والأمن".

وأشارت إلى إن الولايات المتحدة "لا تولي أي اهتمام للتطلعات المشتركة للدول الإقليمية، ومرة أخرى تلجأ إلى أعمال استفزازية، تحت ذريعة "حرية الملاحة"، منتهكة بذلك المعايير الدولية الأساسية، وتهدد سيادة الصين وتضر الاستقرار في المنطقة".

وأضافت ان الصين تعرب عن استيائها الشديد والاحتجاج الشديد ضد هذه الأفعال".

الصين تعارض بيع واشنطن قطع غيار عسكرية لتايوان

کما عبّرت بكين عن معارضتها الشديدة لقرار الولايات المتحدة بيع قطع غيار عسكرية لتايوان التي تعتبرها الصين جزءاً من أراضيها. وردّت الصين على إعلان واشنطن الاثنين أنها وافقت على بيع تايوان قطع غيار للعديد من الطائرات العسكرية بينها طائرات اف-16 وسي-130.

وقالت الخارجية الصينية إن هذه الصفقة "تنتهك بصورة خطيرة" القوانين والأعراف الدولية التي تحكم العلاقات الدولية، معبّرة عن "عدم رضاها الشديد ومعارضتها الحازمة" لها.

وتعتبر الصين تايوان جزءًا لا يتجزّأ من أراضيها، حتى لو أنّ نظامًا منافسًا يحكم الجزيرة منذ العام 1949. ولا تستبعد بكين استخدام الخيار العسكري لإعادة تايوان إلى سيادتها إذا ما أعلنت الجزيرة استقلالها.

وصرّح المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية غنغ شوانغ للصحافيين أنّ بلاده قدمت "احتجاجاً رسمياً" إلى الولايات المتحدة.

وأضاف "إننا نحثّ الجانب الأميركي على ... سحب خطة بيع الأسلحة هذه على الفور ووقف الاتصالات العسكرية مع تايوان خشية أن يتسبّب ذلك في إلحاق أضرار بالغة بالعلاقات الأميركية-الصينية، وبالاستقرار (...) وبالسلم وبتعاوننا في مجالات مهمة أخرى".

عقوبات أمريكية تطال الصين لصفقات أسلحة مع روسيا

وسبق ان تصاعد التوتر الأمريكي الصيني بسبب العقوبات التي فرضتها واشنطن على بكين اثر صفقات اسلحة مع روسيا.

واستدعت وزارة خارجية الصين السفير الأمريكي في بكين، وقدمت له احتجاجا شديد اللهجة فيما يتعلق بفرض الولايات المتحدة الأمريكية عقوبات على قسم التدريب والإمداد التابع للمجلس العسكري المركزي الصيني ورئيسه، لي شانفو، بسبب التعاون مع موسكو.

وكانت قد فرضت الولايات المتحدة عقوبات مالية على هيئة رئيسية في الجيش الصيني لشرائها صواريخ ومقاتلات روسية، في وقت صعّدت فيه ضغوطها على موسكو بسبب ما أسمته "نشاطاتها الخبيثة".

وأعلنت وزارة الخارجية الأميركية أنها تطبق القانون الصادر عام 2017 ضد "هيئة تطوير المعدات" في وزارة الدفاع الصينية لشرائها مقاتلات سوخوي "سو 35" وصواريخ "اس-400" أرض جو. كما أدرجت في الوقت نفسه أسماء 33 مسؤولاً وكياناً عسكرياً واستخباراتياً روسياً على قائمتها السوداء التابعة لقانون كاتسا.

وهذه هي المرة الأولى التي استهدف فيها إدارة ترامب بلدا غير روسيا بعقوبات بموجب قانون "كاتسا" الذي تم وضعه في الأساس لمعاقبة موسكو.

الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة الأميركية

من جهة اخرى فرضت الولايات المتحدة الأمريكية في الـ6 من تموز/ يوليو الماضي، بعد ان  رسوما بنسبة 25% على استيراد 818 منتجا من الصين، من بينها سيارات وقطع تدخل في صناعة الطائرات او الاقراص الصلبة لاجهزة الكمبيوتر لكنها تستثني الهواتف المحمولة او التلفزيونات، وذلك بحجم 34 مليار دولار أمريكي سنويا. ومن جانبها، وكإجراءات مضادة، فرضت الصين في نفس اليوم، رسوما جمركية بنسبة 25% على استيراد كمية مساوية من البضائع الأمريكية.

وأعلنت منظمة التجارة العالمية، أنّ الإجراءات الأميركية غير قانونية، مما أغضب واشنطن عليها فأعلنت أنّها ستعاقب المنظمة واتهمتها بعدم الفاعليّة. وتتهم واشنطن بكين باتباع ممارسات تجارية غير نزيهة، الأمر الذي تنفيه الأخيرة.