ما مصير منبج السورية في ظل تطبيق الاتفاق التركي الامريكي؟

ما مصير منبج السورية في ظل تطبيق الاتفاق التركي الامريكي؟
الثلاثاء ٠٢ أكتوبر ٢٠١٨ - ١٢:٤٩ بتوقيت غرينتش

بعد ايام من اتهام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، لواشنطن بعدم الالتزام بالجدول الزمني المتفق عليه لانسحاب ما يسمى "وحدات حماية الشعب" الكردية من مدينة منبج في شمال سوريا، أعلن وزير الدفاع الأمريكي جيم ماتيس، إن الولايات المتحدة وتركيا بدأتا تدريبات معاً للقيام بدوريات مشتركة قريباً في منبج، رغم توتّر العلاقات بين البلدين.

العالم - تقارير

وتأتي هذه التدريبات لقتال ما يسمى قوات سوريا الديمقراطية -تشكّل وحدات حماية الشعب الكردية عمودها الفقري- التي تصنّفها تركيا إرهابية، ودعمتها أمريكا قبل ان تسيطر على منبج بعد هزيمة تنظيم "داعش" فيها عام 2016.

وقال ماتيس للصحفيين المرافقين له خلال زيارته إلى العاصمة باريس: إن "التدريب جارٍ حالياً، وعلينا انتظار ما ستؤول إليه الأمور بعد ذلك". وأوضح وزير الدفاع الأمريكي أن "الولايات المتحدة تعمل حالياً مع المدرّبين وبعدها ستُجرى تدريبات على مدى أسابيع مع القوات التركية قبل بدء القيام بدوريات مشتركة". وسيتم التدريب في تركيا، وفق ما نقلت وكالة "رويترز".

وتأتي هذه الخطوة التي اعلن عنها ماتيس وفقاً لاتّفاق توصل إليه البلدان العضوان بحلف شمال الأطلسي، في يونيو.

ويقضي اتفاق أبرم بين الدولتين في يونيو الماضي بأن تقوم القوات التركية والأمريكية بدوريات في منبج لإخراج مقاتلي وحدات حماية الشعب منها، وتصنف تركيا الوحدات بمثابة منظمة إرهابية، وتقول إنها على صلة بمقاتلين أكراد ينشطون على أراضيها.

تركيا تهدف لتأمين منبج وشرقي الفرات

هذا وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الاثنين إن تركيا تهدف إلى تأمين السيطرة على شرقي نهر الفرات في شمال سوريا بالقضاء على وحدات حماية الشعب الكردية في المنطقة.

وقال أردوغان الذي كان يتحدث في أولى جلسات البرلمان إن تركيا تهدف أيضا إلى تطهير منطقتي سنجار وقنديل العراقيتين من المسلحين الأكراد.

وكانت وسائل إعلام تركية نقلت مؤخرا عن أردوغان قوله إن بلاده ستتخذ إجراءً شرقي نهر الفرات في سوريا وستفرض مناطق آمنة مثلما فعلت في شمال غرب سوريا.

ونفذت تركيا من قبل عملية عسكرية لانتزاع السيطرة على منطقة عفرين السورية من وحدات حماية الشعب الكردية التي تسيطر أيضا على المنطقة الواقعة شرقي نهر الفرات.

وكان أردوغان قد حذر في الماضي من شن عمليات عسكرية جديدة بمحاذاة الحدود التركية بعد هجومها السابق في سوريا. وأوضح أن خطوة بلاده تجاه مناطق شرقي الفرات، ستكون شبيهة بالخطوات المتخذة في مناطق درع الفرات وغصن الزيتون شمالي سوريا.

امريكا لم تف بتعهداتها بموجب اتفاق يونيو

وكان أردوغان شدد على أن وحدات حماية الشعب ما تزال في منبج، واتهم الولايات المتحدة بعدم الالتزام بتعهداتها بموجب خارطة الطريق المتفق عليها في يونيو.

وقال أردوغان للصحفيين بعد زيارته الأخيرة لنيويورك لحضور اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة "لم تلتزم الولايات المتحدة بكل تأكيد بالجدول الزمني المتفق عليه في خارطة الطريق الخاصة بمنبج، ولم تغادر وحدات حماية الشعب المنطقة. أصحاب الأرض الحقيقيون لم يستقروا فيها بعد، الولايات المتحدة لم تف بتعداتها".

وأثار دعم واشنطن لوحدات حماية الشعب الكردية حفيظة تركيا، وقبيل الاتفاق الموقع في يونيو، هددت أنقرة بالمضي في هجوم بري ضد الوحدات في منبج، على الرغم من تمركز قوات أمريكية هناك، ونفذت تركيا عمليتين عبر الحدود ضد الوحدات داخل سوريا قبل إبرام الاتفاق مع الولايات المتحدة.

وجاء انتقاد أردوغان للولايات المتحدة وسط ترد غير مسبوق للعلاقات الثنائية بين واشنطن وأنقرة على إثر استمرار تركيا في اعتقال القس الأمريكي أندرو برنسون بتهمة التجسس واقتنائها منظومة صواريخ روسية.

وأقرّ الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الذي أغضبه احتجاز برانسون، زيادة الرسوم الجمركية على واردات الألمنيوم والصلب من تركيا إلى المثلين، في أغسطس. وردّت تركيا بزيادة الرسوم على واردات السيارات والكحول والتبغ من الولايات المتحدة.