مع الحدث: مستجدات ادلب، وارتباكات الفصائل المسلحة - الجزء الاول

الأربعاء ٠٣ أكتوبر ٢٠١٨ - ٠٨:٥٠ بتوقيت غرينتش

كيف تبدو مستجدات الوضع في ادلب مع استمرار مرواغة الفصائل المسلحة؟ هل يراهن المسلحون على تعديلات تدخلها أنقرة على اتفاق سوتشي؟ ماذا يعني رفضهم اي وجود روسي في المنطقة المنزوعة السلاح؟ ما مصير الاتفاق بعد العاشر من الشهر الجاري موعد تسليم السلاح الثقيل؟

واكد استاذ العلاقات الدولية رائد المصري، ان تركيا هي في وضع لا يحسد عليه خصوصاً بعد اتفاق سوتشي وما سيجري مستقبلاً في التعامل مع الجماعات الارهابية.
وقال المصري في حوار مع العالم في برنامج "مع الحدث": ان الوضع في ادلب كان مضطرباً بسبب كون تركيا كانت تشكل رأس حربة في هذا التوتر، وبالتالي عمدت الى عرقلة تقدم الجيش السوري وروسيا معه لمنع استكمال السيطرة على مدينة ادلب، تمهيداً لمعطيات ربما تحسن الظروف التي تراهن عليها في مستقبل الحل السياسي، مشيراً الى ان هذا كان ايضاً واقع حال دول الغرب واميركا ومعها تركيا.
واوضح المصري، ان تركيا ليس لديها اي خيار بعد ان حضرت اتفاق سوتشي ووصفه بالمرّ عليها، مؤكداً ان تركيا عندما وقعت على اتفاق سوتشي اصبح عليها لزاماً الالتزام به بعدم دعم وتزويد الجماعات الارهابية بالاسلحة الثقيلة وخروجهم من المنطقة المنزوعة السلاح كما تم الاتفاق عليه.
وقال: ان تركيا تواجه ارباكاً اليوم بعد فرض الارهابيين شروطهم عليها وكأنهم هم المنتصرون، لذا وقعت تركيا بين قوسين صعبين جداً بالنسبة لموضوع ادلب، في حال الحل السياسي، الى أين سيذهب هؤلاء الارهابيين وخاصة القادة منهم حيث بدأ تهريب بعضا منهم، وان كان بالحل العسكري سيهرب قسم كبير منهم الى الداخل التركي عبر الحدود، مشيراً الى ان تركيا في كل الاحوال هي المتضررة من تحرير ادلب.
وحول تصريحات اردوغان حول ادلب بتعزيز نقاط المراقبة لمواجهة الجماعات الارهابية، اكد أمين عام الجبهة الديمقراطية السورية محمود مرعي، ان اردوغان وتركيا لها علاقات قوية مع كل الجماعات المسلحة المتواجدة في ادلب السورية، ان كانت كتائب سلطان مراد او جيش العزة او هيئة تحرير الشام (النصرة) وحتى تنظيم القاعدة والحزب الاسلامي التركستاني والشيشاني والاوزبيكي، مشيراً الى ان كل هذه الجماعات دخلت سوريا عن طريق تركيا ولها علاقات جيدة مع الدولة التركية.
وقال مرعي: ان تركيا تستطيع ان تفرض الحل ونزع السلاح الثقيل من هذه الجماعات المسلحة، باستثناء فصيل واحد او اكثر الذي لا يرغب بتسليم السلاح، وبهذه الطريقة سيتم مواجهة هذا الفصيل بالعمل العسكري سواء التركي او الروسي او السوري.
وشدد مرعي على ان اتفاق سوتشي الذي تم بين تركيا وروسيا ينبغي على انقرة ان تنفذه، الذي ينص على عدم السماح ببقاء الارهابيين على الارض السورية وعليهم مغادرة سوريا، مشيراً الى ان هؤلاء على الاغلب سوف يغادرون الى الاراضي التركية.
واضاف مرعي، ان على الدولة التركية التي سهلت وسمحت بدخول هؤلاء الارهابيين الاجانب ان تجد لهم مخرجاً او ملاذاً آخر لهم، اما بالنسبة للسوريين فكل من يلقي سلاحه ويسلمه يمكن ان يجري تسويات مع الدولة السورية.
وحول من يتمرد من الجماعات المسلحة على اتفاق سوتشي ويرفض الخروج من ادلب؟ اكد مدير المركز الثقافي الروسي العربي للدراسات مسلم شعيتو، ان الاتفاق الذي وقع بين تركيا وروسيا كان بطلب تركي تأجيل المعركة العسكرية باعتبار انها تستطيع حل هذه المعضلة سياسياً.
وقال شعيتو: وانطلاقاً من ذلك فان اتفاق سوتشي سيتم تنفيذه خلال النصف من الشهر الجاري وان تسلم المنطقة المنزوعة السلاح وخلوها من الاسلحة الثقيلة ولاحقاً يستكمل في نهاية العام خروج كل المسلحين الاجانب والسوريين يرون حلاً مع السلطة الشرعية في سوريا.
وشدد شعيتو على ان تركيا لا تستطيع التراجع عن هذا الاتفاق، لكنها حالياً تحاول تنفيذه بواسطة عملية تجارية، حيث انها التزمت وباعت والان تحاول المتاجرة مرة اخرى باتفاق سوتشي لتحصيل مكتسبات سياسية اكثر مما كانت تتوقعه.
واوضح، انه ليس لدى روسيا اي شك بان تركيا هي التي تستطيع الحوار مع كل الجماعات المسلحة دون استثناء الارهابية منها والتي تسميها معتدلة، لانها كلها مرت عبر المخابرات التركية ووصلت الى تلك المناطق بالاضافة الى تسليحها وتدريبها وتجهيزها حتى مالياً عبر تركيا.

 ضيوف الحلقة:
 استاذ العلاقات الدولية د. رائد المصري
أمين عام الجبهة الديمقراطية السورية محمود مرعي
مدير المركز الثقافي الروسي العربي للدراسات د. مسلم شعيتو

يمكنكم متابعة الحلقة ملخص عبر الرابط التالي:
https://www.alalam.ir/news/3814091