انتفاضة شعبية يمنية ضد حكومة هادي والتحالف

انتفاضة شعبية يمنية ضد حكومة هادي والتحالف
الأربعاء ٠٣ أكتوبر ٢٠١٨ - ٠٧:٥٣ بتوقيت غرينتش

أصدر ما يسمى بـ"المجلس الانتقالي الجنوبي" اليوم الأربعاء، بياناً شديد اللهجة اتهم فيه الحكومة بالفساد وتعمد تجويع الجنوبيين ونهب ثرواتهم.

العالم - اليمن

واصدر المجلس الانتقالي الجنوبي، الذي يترأسه اللواء عيدروس الزبيدي، محافظ عدن السابق، بيانا أكد فيه أنه لا بديل عن ثورة الجنوبيين على الحكومة، داعيا قادة الانتقالي لتقدم الصفوف في الاحتجاجات القادمة.

وأكد بيان المجلس على ضرورة السيطرة الشعبية على كل المؤسسات الإيرادية وطرد مسؤوليها الفاسدين بكافة الوسائل السلمية، وطالب النقابات وموظفي مؤسسات الدولة إلى إحكام السيطرة على مؤسساتهم وإدارتها وفق القوانين والمواثيق الدولية.

وجاء البيان عقب اجتماع استثنائي، عقدته هيئة رئاسة المجلس الانتقالي، وبحضور رؤساء القيادات المحلية في عموم محافظات الجنوب، بناءً على دعوة الزُبيدي، وترأسه الأمين العام للمجلس الانتقالي أحمد حامد لملس.

حكومة هادي: نبحث الرد على بيان الانتقالي

وقال مصدر مسؤول في حكومة الرئيس المستقيل عبد ربه منصور هادي إن الحكومة تعكف الآن على إعداد بيان للرد على ما صدر عن المجلس الانتقالي من دعوات للتظاهر واتهامات للحكومة بالفساد.

وأضاف المصدر، في اتصال هاتفي مع "سبوتنيك" اليوم الأربعاء، "سيكون الرد حاسما حول بيان الانتقالي الذي يحرض على التمرد والثورة على الحكومة الشرعية" حسب قوله.

بيان المجلس الانتقالي يحمل رسائل للداخل والخارج

وفي هذا السياق قال منصور صالح، المحلل السياسي في الجنوب اليمني، إن الشعب هو صاحب قرار الانتفاضة وهو من سيقرر آلياتها بحسب ما تفرضه الظروف، و"الانتقالي" هو كيان مفوض سيدافع عن الشعب سياسيا وعسكريا.

وتابع صالح في اتصال مع "سبوتنيك" اليوم الأربعاء، أن الانهيار الاقتصادي الذي وصلت إليه البلاد مخيف والفساد الذي تمارسه ما تسمى "بالشرعية" وحكومتها لا يوصف، وشعبنا الذي عانى كثيرا ليس لديه ما يخسره أكثر، ومن هنا فلابد إن أراد أن يعيش كريما وحرا ويحافظ على ما تحقق له من إنجازات أن يقاوم هذا العبث.

وأضاف المحلل السياسي الجنوبي، بيان المجلس حمل رسائل عدة منها رسالة للأطراف في الداخل ومطالبتها بالوقوف في صف الشعب وتحديد موقف من معاناته، ورسالة أخرى للخارج مفادها أن هذا العبث الحكومي يهدد كل انتصار تحققه على الارض وهذا غير مقبول، ولا يمكن القبول باستمراره.

مشيرا إلى أن البيان له جوانب سياسية وأخرى اقتصادية واجتماعية فالمجلس ككيان مفوض يسعى إلى التمكين أكثر على الأرض وبناء وإدارة مؤسسات الدولة الجنوبية، كما أنه يستشعر معاناة الشعب ومايمر به من وضعٍ اقتصادي سيء للغاية وصل حد المجاعة وبالتالي هو يدعم مطالب الشعب في تحسين وضعه المعيشي، وموقف الانتقالي ثابت ومبدئي مع الشعب ويدافع عنه بكل ما أوتي من قوة وامكانات.

وحول تخوفات البعض من تكرار سيناريو يناير الماضي وتكون الدماء الجنوبية هى الثمن بلا مقابل قال صالح، ليس أمام شعبنا حل آخر لتغيير وضعه الحالي، وقد سبق أن أعطى فرصا للشرعية لتحسين الأوضاع وإنقاذ البلد وكانت هناك وعود للتغيير بعد يناير وتعامل معها المجلس بمرونة ومصداقية، لكنها كانت بالنسبة للحكومة استراحة لإعادة إنتاج فسادها بصورة أبشع أوصلت مناطق عدة في الجنوب إلى حالة المجاعة.

غريفيث في أبوظبي

وأعلن مكتب المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث عن زيارته إلى "أبو ظبي" اليوم الأربعاء لعقد سلسلة لقاءات، بالتزامن دعوات المجلس الانتقالي الجنوبي للانتفاضة على حكومة هادي والسيطرة على المؤسسات الحكومة في مدينة عدن العاصمة المؤقتة (جنوب اليمن).
 
وقال المكتب في تغريد بحسابه على موقع "تويتر" أن المبعوث الخاص الى اليمن يواصل مساعيه الدبلوماسية ويتوجّه الى أبو ظبي".
 
وذكر "أن غريفيث سيعقد اجتماعات مع قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي وكبار المسؤولين الإماراتيين ويناقش معهم تدابير بناء الثقة واستئناف عملية السلام في اليمن".
 
ومن المتوقع ان يبحث "غريفيث" مع المسؤولين الإمارتيين وقيادة المجلس الانتقالي المقيمين في "أبو ظبي" سبل إعادة إحياء العملية السياسية في اليمن، عبر التفاوض بين الأطراف المختلفة ونقل وجهات النظر بشأن ابرام تسوية سياسية.

عصيان مدني وانتفاضة شعبية في تعز

وقد انتفض أبناء محافظة تعز، صباح الثلاثاء في تظاهرات شعبية احتجاجية ، بعد الانهيار كبير للعملة الوطنية وارتفاع الأسعار وتفاقم الحياة المعيشية لدى المواطنين.

وجابت المسيرات الشعبية شوارع المدينة، ورفعت فيها الشعارات المنددة بارتفاع الأسعار وانهيار العملة الوطنية، سيما والحكومة اليمنية عجزت عن ايجاد حلول شافية و كافية ومناسبة للأزمة الاقتصادية التي تشهدها البلاد.

الجدير بالذكر بأن المسيرات الاحتجاجية قامت بقطع الشوارع وإحراق الإطارات، فيما امتنع التجار من بيع المواد الغذائية.

عدن: تجدد المظاهرات

وتجدد المظاهرات في عدن وحضرموت وقوات حكومة هادي والأحمر انتشروا لمواجهة المحتجين.

وتظاهر العشرات من أبناء محافظة عدن، اليوم الأربعاء، في عدد من مديريات العاصمة المؤقتة، احتجاجاً على انهيار العملة المحلية مطالبين برحيل التحالف.

وقطع محتجون غاضبون عددا من الشوارع الرئيسية في محافظة عدن، جنوبي اليمن، بسبب انهيار العملة المحلية مقابل نظيراتها الأجنبية، وغلاء المعيشة الناتج عنه.

وهبطت أسعار العملة المحلية الريال، بنحو حاد مقابل العملات الأجنبية، خلال الأيام القليلة الماضية، بعدما وصل سعر الدولار الواحد 800 ريال يمني، الأمر الذي فاقم من معاناة السكان.

وكان ناشطون يمنيون أطلقوا يوم الاثنين حملة واسعة النطاق على مواقع التواصل الاجتماعي تطالب "بتنفيذ ثورة شعبية ضد الجميع" بسبب سوء الأوضاع المعيشية.

ودعا نشطاء في مواقع التواصل الاجتماعي اليمنيين إلى الخروج في ثورة أطلقوا عليها "ثورة الجياع "، للتنديد بالتدهور الشديد في الوضع المعيشي باليمن .

ويحمل اليمنيون جميع الأطراف المنخرطة في الحرب حكومة هادي والتحالف العسعودي الاماراتي المسؤولية.

وإن كان التحالف من وجهة نظر غالبية المواطنين وحتى السياسيين والاقتصاديين يتحمل الجزء الأكبر من المسؤولية نتيجة سياساته المتبعة منذ بدء تدخله في اليمن، والتي بلغت مرحلتها الأشد خطورة في الآونة الأخيرة.

وأكدوا أن التحالف هو المعني بوقف الانهيار الاقتصادي، الذي يهدد حياة الملايين وينذر بتغييرات على كافة المستويات .

وتقود السعودية تحالفاً عربياً عسكرياً ينفذ، منذ 26 مارس 2015، عمليات برية وجوية وبحرية ضد اليمن، دعماً لقوات هادي لإعادته إلى الحكم في صنعاء.

وأسفر الصراع في اليمن عن مقتل أكثر من 11 ألف مدني، وجرح مئات الآلاف، وتشريد ثلاثة ملايين شخص في الداخل وفرار الآلاف خارج البلاد.

وتصف الأمم المتحدة الأزمة الإنسانية في اليمن بـ"الأسوء في العالم"، وتؤكد أن أكثر من 22 مليون يمني، أي أكثر من ثلثي السكان، بحاجة إلى شكل من أشكال المساعدة الإنسانية والحماية العاجلة، بمن فيهم 8.4 مليون شخص لا يعرفون كيف سيحصلون على وجبتهم المقبلة، ويعاني نحو مليوني طفل من النقص الحاد في التغذية.