أسعار النفط تصل لأعلى مستوى لها.. والسبب؟

أسعار النفط تصل لأعلى مستوى لها.. والسبب؟
الأربعاء ٠٣ أكتوبر ٢٠١٨ - ٠٦:١٢ بتوقيت غرينتش

انتقلت السعودية في غضون ستة أسابيع من السعي إلى رفع أسعار النفط إلى محاولة وقف الارتفاع عند مستوى 80 دولارا للبرميل. وقالت وكالة بلومبرغ الاقتصادية الأميركية في تقرير نشرته على موقعها إن ضغوط الرئيس الأميركي دونالد ترامب دفعت السعودية إلى تغيير سياستها النفطية.

العالم - تقارير

وأعلن وزير النفط السعودي خالد الفالح أن بلاده تشاطر "قلق" زبائنها. وأعلن عن تحوّل في السياسة التي عمدت في الأشهر الأخيرة إلى تقليص إنتاج النفط سعيا للضغط من أجل رفع سوق الخام في الأسواق العالمية.

وقال الوزير السعودي إن منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) "من المرجح" أن تقرر زيادة الإنتاج في النصف الثاني من العام خلال اجتماعها المقبل المقرر الشهر القادم. 

ما الذي تغيّر ودفع السعودية لتغير سياستها؟ في 20 أبريل/ نيسان الماضي كتب الرئيس الأميركي دونالد ترامب على تويتر "يبدو أن أوبك وراء الأمر مرة أخرى.. أسعار النفط مرتفعة جدا بشكل مصطنع"، مطالبا بتخفيض الأسعار.

وتقول بلومبرغ إن تدخل ترامب أعطى أمرا صارما بشكل عام معبرا عن قلق يتصاعد على نطاق أوسع في الولايات المتحدة والدول المستهلكة الأخرى، فقد أدى ارتفاع أسعار النفط من أقل من 30 دولارا في أوائل عام 2016 إلى أكثر من 80 دولارا هذا الشهر إلى خطر أن يهدد النمو الاقتصادي العالمي.

وتعيد هذا الارتفاع إلى تخفيض الإنتاج النفطي لدى الدول الأعضاء في منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) وروسيا خلال الـ 16 شهرا الماضية، فضلا عن تصاعد المخاوف من آثار الأزمة الاقتصادية في فنزويلا والتهديد بفرض عقوبات أمريكية جديدة على إيران.

وفي هذا الاطار تنشر صحيفة الغارديان البريطانية مقالا تحليلا بقلم نِك فليتشر تحت عنوان "عقوبات ترامب شجعت ارتفاع أسعار النفط والمعادن".

ويعيد الكاتب أسباب ارتفاع الأسعار إلى خطوات الأوبك للحد من الإنتاج النفطي واتفاقها مع روسيا بهذا الشأن لحماية أسعار النفط.

ويرى أن ذلك قد حدث على الرغم من أن انتاج النفط الصخري الأمريكي يهدد بتقويض هذه الاستراتيجية بين الأوبك وروسيا.

كما يعيد الارتفاع أيضا إلى الانخفاض المفاجئ في المخزون النفطي الأمريكي، الذي ترافق مع مخاوف بشأن الإمداد النفطي القادم من الشرق الأوسط بعد الضربات العسكرية التي نفذتها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا في سوريا.

مضاربة سعودية وعقوبات ترامب

وتنشر الصحيفة صحيفة الفايننشال تايمز البريطانية تحليلا كتبه أندي كريتشلو يرى فيه أن رغبة السعودية في أن تصل أسعار النفط إلى 100 دولار للبرميل تثير خطر حدوث مضاربة في الأسواق العالمية.

ويقول الكاتب إن السعودية تحتاج إلى مثل هذا السعر المرتفع لتغطية نفقات اصلاحاتها الاقتصادية والحرب التي تخوضها في اليمن، بيد أن "استراتيجيتها تلك تجلب أخطارا كبيرة على الأسواق التي تجهزها"، حسب تعبيره.

ويعيد الكاتب أسباب الارتفاع في الأسعار إلى التعاون غير المسبوق بين السعودية وروسيا، فضلا عن مجموعة الدول الأخرى المنتجة للنفط، الذي خفض إمدادات النفط الخام عالميا إلى 1.8 مليون برميل يوميا منذ يناير/كانون الثاني الماضي.

ويشير الكاتب إن روسيا أيضا ترى أن سعرا للنفط يصل إلى أكثر من 100 دولار للبرميل الواحد أمر ضروري لمواجهة توعكها الاقتصادي ولتجنب اختناق اقتصادي بطيء ومؤلم من جراء العقوبات الاقتصادية التي فرضها الغرب عليها.

ويتحدث الكاتب عن خشية الدول الغربية من هذا التطابق في المصالح بين السعودية وروسيا، مشيرا إلى أنه على الرغم من توقعات الكثير من الخبراء عن عدم استمرار التحالف بين العملاقين النفطيين في ضوء فشل التجارب السابقة، فإن تعاونهما بدا متواصلا على الرغم من انجاز المهمة بتخفيض الإنتاج ورفع أسعار النفط.

ويرى أن ذلك ينذر بتحالف طاقة جديد "غير محدد بزمن" يسيطر على نصف الإمداد النفطي في العالم تقريبا، الأمر الذي سيعيد سعر النفط إلى أكثر من 100 دولار للبرميل وهو ما سيخدم مصالح كلا الجانبين فيه.

ترامب يتهم أوبك بالتسبب فى رفع الأسعار

اتهم الرئيس الأمريكى دونالد ترامب الاربعاء منظمة الدول المصدرة للنفط (اوبك) بالتسبب برفع اسعار النفط وذلك فى تغريدة بعد عودته من سنغافورة فى ختام قمة تاريخية مع الزعيم الكورى الشمالى كيم جونغ اون.

وكتب الرئيس فى تغريدة "أسعار النفط مرتفعة جدا، اوبك تقوم بذلك مجددا. هذا ليس امرا جيدا" فيما ابدى منتجان كبيران - السعودية وروسيا - رغبتهما فى بحث زيادة الانتاج خلال الاجتماع المقبل للمنظمة فى 22 يونيو فى فيينا.

وتراجعت أسعار النفط اليوم الأربعاء، بفعل زيادة الإمدادات فى الولايات المتحدة وتوقعات بأن منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) قد تخفف القيود على تخفيضات الإنتاج الطوعية.

تراجعت العقود الآجلة لخام القياس العالمى مزيج برنت 52 سنتا أو 0.7 % إلى 75.36 دولار للبرميل، وانخفضت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكى 49 سنتا أو 0.7 % إلى 65.87 دولار للبرميل.

وبدأت أوبك وبعض المنتجين المستقلين ومنهم روسيا خفض الإنتاج منذ عام 2017 لخفض تخمة المعروض العالمى ورفع الأسعار.

وقالت أوبك أمس الثلاثاء، إن توقعات سوق النفط فى النصف الثانى من العام الحالى تسودها ضبابية شديدة وحذرت من مخاطر نزولية فى الطلب.

وتجتمع أوبك فى فيينا يوم 22 يونيو الجارى فى فيينا بالنمسا لمناقشة سياسة الإنتاج المستقبلية.

وفى الولايات المتحدة ذكر معهد البترول الأمريكى، أمس الثلاثاء، أن مخزونات النفط الخام زادت بمقدار 830 ألف برميل فى الأسبوع المنتهى فى الثامن من يونيو إلى 433.7 مليون برميل.

ومع ارتفاع الإنتاج فى روسيا مجددا فوق 11 مليون برميل يوميا فى يونيو وصعود الإنتاج السعودى مجددا فوق عشرة ملايين برميل يوميا، فإن الإمدادات من أكبر 3 منتجين تزيد.

ترامب يعلّق على أسعار النفط 

وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب: إن ما أسماه "احتكار منظمة الأوبك لأسعار النفط يجب أن يتوقف فورا".

وفي تغريدة نشرها على حسابه في موقع تويتر، قالت ترامب: إننا نحمي دول الشرق الأوسط التي لن تكون آمنة طويلا بدوننا، ومع ذلك يستمرون في رفع أسعار النفط".

وهذه ليست المرة الأولى التي يطالب فيها ترامب منظمة الأوبك بخفض أسعار النفط، حيث نشر تغريدة في تموز/يوليو الماضي قال فيها: "هم يدفعون الأسعار للارتفاع بينما الولايات المتحدة تدافع عن الكثير من أعضائها (أوبك) مقابل القليل جدا من الدولارات، خفضوا الأسعار الآن".

بوتين يدعو ترامب للنظر في المرآة 

أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أنه لو تم مناقشة مسألة ارتفاع النفط ومعرفة المذنب في هذا الوضع خلال اللقاء الذي جمعة مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في هلسنكي، لكان قد نصح ترامب بالنظر في المرآة.

وقال الرئيس الروسي خلال مشاركته في حلقة نقاش أسبوع الطاقة الروسي: "لقد كان لدينا قمة جيدة مع الرئيس الأمريكي في هلسنكي، ولكن لو تطرقنا خلالها لهذه المسألة اللتي نناقشها حاليا (أسعار النفط)، لكنت قلت له: "إذا كنت تريد العثور على المذنب والمسؤول عن ارتفاع أسعار النفط، دونالد عليك النظر في المرآة".

وعلى نفس الصعيد أكد بوتين أن: "الرئيس ترامب يرى أن هذا السعر عال. أرى أنه جزئيا على حق. نحن يرضينا سعر 65-70-75 دولارا للبرميل. هذا أمر طبيعي للغاية لضمان التشغيل الفعال لشركات الطاقة وعملية الاستثمار".

ويعقد أسبوع الطاقة الروسي في موسكو، في الفترة ما بين 3 إلى 6 تشرين الأول/أكتوبر الجاري، ويهدف لتعزيز التعاون بين الدول المشاركة في مجال الطاقة وتبادل الآراء والخبرات، وإيجاد سبل ملائمة للتصدي لتحديات أسواق الطاقة العالمية. ولأول مرة في تاريخ المنتدى سيتم بحث آفاق مجمع الطاقة الروسي وإمكانات التعاون الدولي في قطاع الطاقة والسيناريوهات الجيوسياسية في الظروف الجديدة، وتعتبر وكالة "روسيا سيغودنيا" شريكا إعلاميا لهذا الحدث.

وتشير التقديرات إلى أنه في ظل رفع المعروض من النفط حاليا، خاصة بعد فرض أميركا حظرا على إيران ومشاكل في قطاع النفط الفنزويلي، سيكون بمقدور روسيا والسعودية فقط زيادة إنتاجهما ولكن بشكل محدود.