الإمامُ السَّجّادُ صبْرُ الجُدودِ

الإمامُ السَّجّادُ صبْرُ الجُدودِ
الخميس ٠٤ أكتوبر ٢٠١٨ - ٠٦:٣٤ بتوقيت غرينتش

قصيدة بمناسبة يوم 25 شهر محرم  ذكرى استشهاد امامنا علي بن الحسين زين العابدين وسيد الساجدين (عليه السلام) 

هاجَ للطفِّ والحسينِ الشهيدِ * في سِنينٍ أتَتْ بِكُلِّ شديدِ

فهو قَلبُ الأسى وصبرٌ أسيفٌ * لضياعِ السَّدَادِ والتسديدِ

ذاكَ زينُ العِبادِ مِيراثُ طه * وطريحُ الفِراشِ يومَ الجُحُودِ

يومَ “عاشورَ” والحسينُ مُحاطٌ * بجُيوشٍ ورِدَّةٍ وحُقُودِ

و (بَناتُ النبيِّ) يندُبْنَ بَدراً * غالَهُ بالظلامِ أهلُ الكَنُودِ

والوريثُ الوصيُّ يشْكُو وبيلاً * من أنينٍ وغُصَّةٍ وصَهِيدِ

ليس يقوى على القيامِ دِفاعاً * عن إمامٍ مُجاهدٍ وسَدِيدِ

وهو صادٍ كما (الحُسينُ) وحيداً * بينَ جيشٍ عرَمرَمٍ عِربيدِ

أصلَتَ السَّيفَ والرِّماحَ جَزاءً * لنبيِّ الهُدى بِقتْلِ الحفيدِ

ورَمى باللَّظى بحيثُ الثَّكالى  يَحتوِشْنَ السَّقيمَ رَمْزَ الصُّمُودِ

جِئْنَهُ والحَشا يَمُورُ التياعاً * ناحِباتٍ ولاطِماتِ الخُدُودِ

فلقد أُسقِيَ الحُسينُ حِماماً * فيهِ ثاراتُ “خَيبرٍ” و”يزيدِ”

فيهِ أحقادُ زُمْرةِ الكُفرِ طُرّاً * والمُعادِينَ للرَّسُولِ الوَدُودِ

وخُصُومِ الغديرِ خانُوا وَصِيّاً * حازَ بالتضحياتِ كُلَّ الخُلُودِ

مُنذُ عاشُورَ والبلايا ثِقالٌ * والإمامُ السَّجّادُ صبْرُ الجُدُودِ

يحتسي الماءَ باكياً لمُصابٍ * حلَّ بالمصطفى وآلِ السُجُودِ

في ثرى كربلاءَ ثَمَّ ائتِلاقٌ * وانتصارٌ على دُعاةِ الصُّدُودِ

فالإمامُ الذي اُذِيقُ الرزايا *  بارتِدادٍ .. قد فازَ بالتوحيدِ

ولَزَينُ العبادِ درعٌ حصينٌ * ذادَ بالزُّهدِ عنِ جهادِ الشهيدِ

فلقد صانَ بالحسينِ لِواءً * يخفقُ اليومَ في أيادي الحُشُودِ

يرفَعُ النصرَ عالياً باقتدارٍ * في رُبىً أُشعِلتْ بِـ “نارِ الجُمُودِ”

تلك هيهاتُ صرخةُ الحقِّ تعلُو * وبرغمِ الطغاةِ نحو الصُعُودِ

ولَنَهجٌ سَما بفخرِ اصطبارٍ * وتسامى في كلِّ سهلٍ وبِيدِ

لنْ يُمَحَّى فكربلاءُ انعتاقٌ * يتحدى العِدى بكسرِ القُيُودِ

____________________________

بقلم الکاتب والاعلامي
حميد حلمي زادة
25 محرم 1440
4 اکتوبر 2018